ثلاثة أعوام مرت على رحيل واحد من أهم شعراء فلسطين والعالم العربي، سميح القاسم، الذي عاش 75 عاماً في حياته يحمل أرض كنعان في قلبه وبين سطور قصائده، أجيال كاملة عاشت على حماسة شعره، وألحان عديدة حملت كلماته إلى كل مكان، هو الشاعر الذي لم يترك زمام قضيته الوحيدة فلسطين، ولم يهجر البلاد إلا عندما حانت منيته، وأخذته يد الموت من بين بيارات أرضه.
في التاسع عشر من آب/ أغسطس للعام 2014، فجع سميح القاسم الكثيرون بخبر وفاته، ورغم أنه هزم الإحتلال من خلال قصائده، إلا أنه لم يستطع في ذلك اليوم هزيمة مرض السرطان، الذي صارعه لسنوات قبل ذلك، وهنا نحن منذ أيام قليلة نستذكر القاسم على رحيله عنا منذ أعوام ثلاثة.
شهد العام 1939 في قرية "الرامة" جنوب غربي فلسطين، ولادة سميح القاسم، يومها لم يكن يعرف أي من أهل هذه القرية الصغيرة أنه سيصير يوماً ما، واحداً من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، كبر القاسم وتنقل بين مدارس الرامة والناصرة ليتلقى تعليمه في المراحل الأولى، لينتقل بعد ذلك إلى العمل السياسي والحزبي، قبل أن يتركه، ويتفرغ تماماً لمشروعه الشعري والأدبي.
خلال حياة القاسم الأدبية نشر ستة مجموعات شعرية، إضافة إلى عشرات المؤلفات الأخرى في النثر والمسرح والرواية والبحث والترجمة، تناول في السواد الأعظم منها القضية الفلسطينية، وحكى عن حال الكفاح والنضال الفلسطيني ضد الإحتلال، وعن معاناة الفلسطينيين في ظل هذه الظروف، ونال خلال هذه الفترة شهرة عربية واسعة، وتُرجِم عدد كبير من قصائده إلى عدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية ولغات أخرى، وغنى كلماته الكثير من الفنانين العرب مثل مارسيل خليفة، جوليا بطرس، سيدر زيتون، معين شريف وغيرهم.
وبسبب نشاطه السياسي وأعماله الشعرية المناهضة للإحتلال، تم اعتقال القاسم عدة مرات، ووُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والإعتقال المنزلي، كما أنه كان قد طُرِدَ مِن عدة وظائف شغلها، حتى وصل الأمر إلى تلقيه تهديداً بالقتل عدة مرات في الوطن وخارجه.
عمل القاسم في مجال الإعلام لسنوات طويلة، وكان أحد مؤسسي صحيفة "كل العرب"، التي صار رئيساً تحرير فخرياً لها بعد ذلك، كما أنه ساهم في تحرير مؤسسات إعلامية ذات ثقل كبير في الوطن العربي، مثل صحف "الغد" و"الإتحاد"، كما تسلّم رئاسة تحرير جريدة "هذا العالم" في العام 1966، وعاد بعد عدة أعوام إلى جريدة "الإتحاد" التي عمل فيها محرراً أدبياً، واستلم بعد ذلك تحرير جريدة "الجديد"، وأسَّسَ منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري عام 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في المدينة الفلسطينية نفسها، كما ترأس الإتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين منذ تأسيسهما.
روى القاسم عن طفولته في إحدى مقابلاته، أنه حين كان والده يعمل ضابطاً في قوّة حدود شرق الأردن، وخلال إحدى رحلات العودة إلى فلسطين في القطار، بكى القاسم حينها كثيراً، وخاف الركَّاب أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية إليهم بسبب صوت بكائه، حتى وصل الأمر بهم إلى تهديد والديه بقتله، وحينها قال القاسم:
"حسناً... لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لن يقوى أحد على إسكاتي".
نال الشاعر الفلسطيني الراحل، العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات، كان أهمها: جائزة "غار الشعر" من إسبانيا، وجائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، كما أنه نال جائزة "البابطين" الثقافية، وحصل مرّتين على "وسام القدس" للثقافة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إضافة إلى نيله جائزة "نجيب محفوظ" من مصر، وجائزة "السلام" من واحة السلام، وجائزة "الشعر" الفلسطينية.
في التاسع عشر من آب/ أغسطس للعام 2014، فجع سميح القاسم الكثيرون بخبر وفاته، ورغم أنه هزم الإحتلال من خلال قصائده، إلا أنه لم يستطع في ذلك اليوم هزيمة مرض السرطان، الذي صارعه لسنوات قبل ذلك، وهنا نحن منذ أيام قليلة نستذكر القاسم على رحيله عنا منذ أعوام ثلاثة.
شهد العام 1939 في قرية "الرامة" جنوب غربي فلسطين، ولادة سميح القاسم، يومها لم يكن يعرف أي من أهل هذه القرية الصغيرة أنه سيصير يوماً ما، واحداً من أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، كبر القاسم وتنقل بين مدارس الرامة والناصرة ليتلقى تعليمه في المراحل الأولى، لينتقل بعد ذلك إلى العمل السياسي والحزبي، قبل أن يتركه، ويتفرغ تماماً لمشروعه الشعري والأدبي.
خلال حياة القاسم الأدبية نشر ستة مجموعات شعرية، إضافة إلى عشرات المؤلفات الأخرى في النثر والمسرح والرواية والبحث والترجمة، تناول في السواد الأعظم منها القضية الفلسطينية، وحكى عن حال الكفاح والنضال الفلسطيني ضد الإحتلال، وعن معاناة الفلسطينيين في ظل هذه الظروف، ونال خلال هذه الفترة شهرة عربية واسعة، وتُرجِم عدد كبير من قصائده إلى عدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية ولغات أخرى، وغنى كلماته الكثير من الفنانين العرب مثل مارسيل خليفة، جوليا بطرس، سيدر زيتون، معين شريف وغيرهم.
وبسبب نشاطه السياسي وأعماله الشعرية المناهضة للإحتلال، تم اعتقال القاسم عدة مرات، ووُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والإعتقال المنزلي، كما أنه كان قد طُرِدَ مِن عدة وظائف شغلها، حتى وصل الأمر إلى تلقيه تهديداً بالقتل عدة مرات في الوطن وخارجه.
عمل القاسم في مجال الإعلام لسنوات طويلة، وكان أحد مؤسسي صحيفة "كل العرب"، التي صار رئيساً تحرير فخرياً لها بعد ذلك، كما أنه ساهم في تحرير مؤسسات إعلامية ذات ثقل كبير في الوطن العربي، مثل صحف "الغد" و"الإتحاد"، كما تسلّم رئاسة تحرير جريدة "هذا العالم" في العام 1966، وعاد بعد عدة أعوام إلى جريدة "الإتحاد" التي عمل فيها محرراً أدبياً، واستلم بعد ذلك تحرير جريدة "الجديد"، وأسَّسَ منشورات "عربسك" في حيفا، مع الكاتب عصام خوري عام 1973، وأدار فيما بعد "المؤسسة الشعبية للفنون" في المدينة الفلسطينية نفسها، كما ترأس الإتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين منذ تأسيسهما.
روى القاسم عن طفولته في إحدى مقابلاته، أنه حين كان والده يعمل ضابطاً في قوّة حدود شرق الأردن، وخلال إحدى رحلات العودة إلى فلسطين في القطار، بكى القاسم حينها كثيراً، وخاف الركَّاب أن تهتدي إليهم الطائرات الألمانية إليهم بسبب صوت بكائه، حتى وصل الأمر بهم إلى تهديد والديه بقتله، وحينها قال القاسم:
"حسناً... لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لن يقوى أحد على إسكاتي".
نال الشاعر الفلسطيني الراحل، العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات، كان أهمها: جائزة "غار الشعر" من إسبانيا، وجائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، كما أنه نال جائزة "البابطين" الثقافية، وحصل مرّتين على "وسام القدس" للثقافة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إضافة إلى نيله جائزة "نجيب محفوظ" من مصر، وجائزة "السلام" من واحة السلام، وجائزة "الشعر" الفلسطينية.