مع اقتراب عيد الأضحى، يستغل الشباب المغاربة، سيما في الأوساط الشعبية، الفرصة من أجل امتهان مجموعة من المهن الخاصة بهذه الفترة من السنة دون غيرها ولو بشكل مؤقت، تنسيهم مرارة البطالة في باقي أيام السنة.
خدمة ما بعد البيع
تتكلف فئة الحمالة بنقل الأكباش من مكان البيع إلى بيوت أصحابها؛ فبمجرد أن يقتني الزبون أضحيته، يتحلق حوله فئات مختلفة، من شباب وكهول يعرضون خدماتهم لنقل الأضحية، إما عبر عربات مجرورة، أو في سيارات لنقل البضائع من الحجم الصغير، أو دراجات ثلاثية الدفع، أو حمله عبر الأكتاف، لا توجد تسعيرة لنقل الكبش من السوق إلى البيت؛ إذ غالبًا ما ينصحك البائع بنقل الخروف مع شخص معين ويحثك على التعامل معه؛ لوجود الثقة والسعر المخفض، ومرات يتكلف المشتري باختيار أحد الشباب مع الاتفاق مسبقًا على «ثمن التوصيلة».
تجارة الأعلاف والفحم والتوابل
وتشهد معظم الأحياء أكواخًا يُشيّدها شباب لتسيير نشاطهم التجاري، والتي تبدو كمخيم لاجئين، بألوان مختلفة، نصبت بتعاون بين مجموعة من الشبان؛ حيث يباع الفحم والعلف والبصل.
وتلقى تجارة التوابل رواجًا مهمًا؛ حيث تحرص الأسر المغربية على اقتناء مختلف صنوفها؛ لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة، مثل: «المروزية»، والتقلية «طهي أحشاء الخروف»، وتجفيف اللحم تحت أشعة الشمس «القديد»؛ فضلاً عن أكلات أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى.
جلود الأضاحي
فخلال أيام العيد، تمرّ عربة خشبية في المناطق الشعبية بجلود الأضاحي، ويقوم ناقل الحمولة بالطرق على أبواب البيوت ليسأل عن الأضحية، وغالب الأسر المغربية تعطي الجلود دون مقابل، في مساهمة منها لشباب عفت أيديهم عن السؤال، وإعادة بيعها للمحلات التي تتخصص في دباغة الجلود؛ إذ تستعمل في صناعة الآلات الموسيقية، وصناعة الجلد التقليدية، وتشكل موادَّ أولية لمنتوجات عاشوراء.
«شيّ» رؤوس الخرفان والأطراف
مباشرة بعد انتهاء عملية نحر الخرفان، يشرع مجموعة من الشباب في إعفاء النساء من مشقة «شي» الرؤوس، (شيّ رأس الخروف) وتقديم خدمة مهمة لهن تتجاوز رؤوس الأكباش إلى الأطراف، عبر محرقة في أفران «عشوائية» في إطار تعاوني؛ حيث يتكلف البعض بطرق أبواب الجيران لجلب الرؤوس، ومنهم من يبحث عن المواد الخاصة بإضرام النار، من خشب وما شابهه، ومنهم من يساهم في رفع اللهيب وإشعال النيران.
تجارة الفقراء
يعتبرها البعض التجارة الرائجة في أيام عيد الأضحى؛ فبعد الذبح والتقطيع، يتم توزيع اللحوم على الفقراء الذين اعتادوا الحصول على نصيبهم من بيوت بعينها كل عام، ثم إعادة بيعها مرة أخرى، سواء في الأسواق العامة أو لمحلات الجزارة.