في كتاب خبيرة التغذية د. ساندرا كابت، بعنوان "لا أستطيع إنقاص وزني ولا أعرف السبب"، إشارة إلى أن تمركز الدهون الزائدة في منطقة البطن، بالإضافة إلى صعوبة خسارة الوزن، قد يؤشّران إلى الإصابة بـ"متلازمة إكس".
الإصابة بـ"متلازمة إكس" ترفع الـ"إنسولين" في الدم، ما يكثر الدهون في الخلايا الدهنية بمنطقة البطن والجزء العلوي من الجسم. ولذا، ترتبط "المتلازمة" بعدد من المخاطر الصحيّة المتصلة بمستويات الـ"إنسولين" المرتفعة، مثل: ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالسكري. عند تكدّس الدهون في منطقة البطن، تشبه أجسام الإناث والذكور ثمرة التفّاح. أمّا عند أصحاب الجسم الشبيه بالكمثرى، فتتركّز الدهون الزائدة في منطقة الفخذين أو الردفين، بالإضافة إلى بعض الدهون الزائدة في منطقة البطن خلال الأعوام التي تسبق سنّ انقطاع الطمث، في صفوف الإناث. وفي هذا الإطار، توضح خبيرة التغذية د. ساندرا كابت أن مكان تكدّس الدهون الزائدة في الجسم يكون أكثر أهميّة للصحّة من الوزن الإجمالي: إذا كانت الدهون الزائدة مخزنة في البطن، فمن الضروري التعرّف إلى مناطق استقرارها، حيث وجد الباحثون أن الدهون الزائدة قد لا تتراكم تحت جلد جدار البطن حصرًا، بل أيضًا داخل تجويف البطن وحول الأحشاء الداخليّة. وتؤكد د. كابت، في هذا الإطار، أن المراحل المبكرة من الإصابة بـ"متلازمة إكس" تشهد على تراكم الدهون حول الكبد والمعدة والأمعاء والكليتين. وقد يتطوّر الأمر في المراحل التالية من الإصابة بـ"المتلازمة"، لتتسرّب الدهون الزائدة إلى أعضاء الجسم الأخرى، فتتراكم حول القلب والبنكرياس والكبد، ويصاب المرء بـ"البنكرياس الدهني" أو "الكبد الدهني".
أمّا في حال خزّن الجسم الدهون الزائدة في منطقة الردفين والفخذين والذراعين، فإنّ خطر الإصابة بأمراض القلب والسكّري تنخفض. ويرجع السبب إلى أن منطقة الفخذين والردفين لا تحوي فجوات أو أعضاء حيوية قد تتسلّل الدهون إليها. وما يحدث هو أن الدهون الزائدة تتراكم بين العضلات والجلد، ما يظهر الـ"سيلولايت" على سطح البشرة.
إرشادات للمصابين بـ"متلازمة إكس"
تعيد الإرشادات الآتية توجيه الأيض، ليتحوّل من أيض السكّر إلى أيض الدهون، في عمليّة تستغرق حوالى ثمانية أسابيع. وتوضح الكاتبة أن بعد مرور المدة المذكورة، سيعيد الجسم برمجة هرموني الجوع (إنسولين ولبتين)، بالإضافة إلى مركز الشهيّة في المخّ، بما يقلّل الشعور بالتعب وبالرغبة لتناول الأطعمة الضارّة. تشمل الإرشادات:
1. اختيارات الطعام خلال الأسابيع الثمانية الأولى: لا يمكن تناول الخبز والمعكرونة والأرز والشعيريّة (نودلز) والحبوب والبسكويت والمقرمشات والكعك والمعجّنات والحلوى والشوكولاتة والسكّر والمشروبات المحلّاة وتلك الغازيّة والحلويات والخضراوات النشوية (البطاطس والقرع والجزر الأبيض والملفوف).
2. الخضراوات الورقية والـ"بروتين" الصافي: تزيد فرص إنقاص الوزن، في حال تناول الخضراوات الورقيّة، بجانب الـ"بروتين" الصافي (البيض والجبن قليل الدسم والزبادي منزوع الدهن والمأكولات البحرية واللحم منزوع الدهن). وللنباتيين، تدعو د. كابت إلى استبدال البقوليات باللحوم، على الرغم من أن الـ"بروتين" الحيواني المتوفّر في الألبان والبيض والدجاج واللحم والسمك يحوي قدرًا أقلّ من الـ"كربوهيدرات"، بالمقارنة بالأطعمة النباتية.
3. الدهون الصحيّة: تنصح الكاتبة بالإفادة من الدهون الصحيّة (زيت الزيتون المعصور على البارد وزيت الجوز وزيت جوز الهند والطحينة والمكسّرات النيئة والبذور)، أثناء الثمانية أسابيع.
4. القليل من البقوليات: صحيح أن البقوليات تزخر بالـ"كربوهيدرات"، ولكنها ذات مؤشّر سكّري منخفض. وفي هذا الصدد، يمكن تناول نصف كوب من البقوليات، مرّتين في الأسبوع. علمًا بأنّ العدس يمثّل الخيار الأفضل بين البقوليات لإنقاص الوزن، من دون الإغفال عن أن تناول البقوليات قد يتسبّب في إصابة البعض بعوارض المزعجة، مثل: عسر الهضم أو الغازات. كما قد تزيد البقوليات من الالتهابات لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية.
5. حصّتان من الفاكهة الطازجة، يوميًّا: الحمضيات والبرقوق والتوت والتفاح الأخضر والأناناس، هي صنوف الفواكه الأفضل لإنقاص الوزن. وبالمقابل، يجب البعد عن الصنوف ذات السكريات العالية، مثل: الموز والمانغو والتين والعنب والبابايا، كما الفاكهة المجفّفة.
6. لا للتركيز على المفقود من الوزن، نظرًا إلى أن العقل قد يستخدم الأمر ضدك.
7. وقت للرياضة: يجب تخصيص ما لا يقلّ عن 45 دقيقة يوميًّا، للرياضة، وذلك لخمس مرّات أسبوعيًّا.
هل أعجبكم الموضوع؟