أيّد 78.3 ٪ من المواطنين، و53.6 ٪ من المواطنات، الزواج الثاني بإماراتية، واعتبروه حلاً جذرياً لمشكلتَيْ العنوسة والتركيبة السكانية، جاء ذلك في أحد استطلاعات للرأي، لمركز في دبي؛ حيث شمل الاستطلاع نحو 600 شخص.
ولكن لماذا تعتبر النساء الزواج من الثانية خيانة، والاكتفاء بالأولى إخلاصاً؟
«لو كنت أعرف أن حالنا سوف يتغير إلى الأحسن والأفضل لشجعته على الزواج الثاني من قبل، وتوليت بنفسي البحث عن زوجة أخرى»، بهذه العبارات الغريبة بدأت، منور أحمد حسن، موظفة في مؤسسة نسائية، الحديث وتتابع: «من أول يوم تزوجته والمشاكل لم تتوقف؛ فهو عنيف في كل شيء، حتى في اللقاء الحميم بيننا، ، وبعد زواجه وأصبح يعاملني معاملة تختلف عن السابق رقيقة لا أحلم بها»!
وعندما تزوجت خديجة عثمان، ربة بيت، منذ عدة سنين ولم يستشرها والدها، لصغر سنها، لم تفهم معنى الزواج، وكان زوجها يحب الطعام، تستدرك خديجة: «بدأ بعدها يقوم بضربي أحياناً؛ لعدم إجادتي الطبخ؛ ثم تزوج بأخرى، ولم أعترض أبداً؛ فقد أعطاني حقوقي كاملة، وبدأت بعلاقة ودية مع الزوجة الجديدة، ولا نزال نعيش كلنا في البيت سعداء!
مبررات واهية
إذا اجتهدت الزوجة من أجل سعادة زوجها، ثم تزوج بثانية، أمر اعتبرته ناهد النادفي، إعلامية، خيانة حقيقية، وتستدرك: «كل مجتمع يعمل حسب احتياجاته، وخاصة في الإمارات، حيث من الصعب أن نتكهن عن السبب الذي يسعى فيه الرجل الجزائري أو العراقي للزواج بثانية؟ والأصل في الزوج أن يقدر زوجته، وأن يكتفي بواحدة، وإن اقتضت الظروف للزواج بأخرى، فلكل حالة ظروفها.
يبدو أن هبة سرور، موظفة، تكلمت وهي تنظر إلى حال غيرها من النساء، فوافقت فوراً على زواج الرجل بثانية، إذا كان هناك تقصير من الزوجة بحقوقه، لكنها تستدرك: «للأمانة هي خيانة، لكن كل رجل في الدنيا يفكر بنفسه فقط ».
وطالبت هبة، كل الرجال بألا يجرحوا مشاعر زوجاتهم أبداً، ويفكروا، لو أن أحدهم مرض لظلت معه وبخدمته حتى آخر يوم من عمرها.
فيما توافق سامية عبد القادر، موجهة تربوية، على الزواج الثاني للزوج في حالة مرض الزوجة بشكل مزمن، أو عدم قدرتها على الإنجاب، أو لكثرة الخلافات الزوجية؛ التي تستحيل معها العشرة، أما إذا كانت الزوجة بصحة جيدة؛ فتسمى الزيجة الثانية أيضاً خيانة! وتقول: «صحيح أن الشرع حلل للزوج أربعاً، ولكن من حق الزوجة أن تكون في الصورة، وتؤخذ موافقتها، وأن تكون راضية، وبالنسبة لي أنا لا أوافق أن يتزوج زوجي بأخرى أبداً».
وراء غريزته
أن يتزوج أكثر من واحدة، ولكن بالعدل، ولا يوجد رجل عادل، هكذا تكلمت إبتسام المري، موظفة، وتحدثت عن تجربتها، فعندما تزوج زوجها بأخرى عمرها 17 عاماً، لم يعدل، وكان يقضي معظم النهار والليل عندها، وتعتقد أن أهم الأسباب وراء زواج الرجل؛ هي غريزته الجنسية.
ليس من حق الزوج أن يجرح كرامة زوجته، بهذا الاستنكار ترفض مريم مظاوي، إدارية في مستشفى، أقوال الرجال المعتادة، من قبيل: «خلص زوجتي مش زينة» «الحياة معها صعبة». وتتابع: «كل رجل يستخدم الشرع وسيلة للسيطرة على المرأة، وكثيرون أخذوا الأموال والأعمار، ثم قالوا: «أنا عايز أتجوز فتاة صغيرة تفهمني»، وعن تجربتها تعلّق: «زوجي تزوج بأخرى، ترك البيت والعيال وسكن بعيداً عنا».
رجال: الثانية أمر عادي
أغلب النساء لم يوافقن على الزواج بثانية، حتى اللاتي أبدين موافقة، استنكرنها على أنفسهن، وهذا ما يجعلنا نتساءل من أين أتت الدراسة بهذه النسبة العالية؟ لكن الرجال مثل ناصر الأسد، خبير وفني تطوير الذات، لم يجد معنى لوصف الرجل بـ«خائن» ويتابع: «الله أحل التعدد، ولكن هناك أزواجاً؛ يستخدمون هذا الحق لإرضاء أهوائهم، فرجل فوق الخمسين يريد أن يتزوج ليجدد حياته هو، ولا يفكر بالعواقب، وأنه سيظلم الزوجتين وأولاده». فيما يعتقد الدكتور أحمد الهاشمي، أن الزواج من الثانية لابد أن يكون لسبب، وهو عادي ولا يصل لدرجة الخيانة، وعندما قارن قال: «إذا كانت مريضة أو مستهترة في بيتها، يجب على الرجل أن يتزوج بأخرى».
ورغم أن علي شماخ، مدرب تنمية، متزوج من واحدة فقط حتى الآن، إلا أنه يرى التعدد ممكناً، وقد يحل الكثير من المشاكل في المجتمع الإماراتي، ويتابع: «ليس بالضرورة أن الزواج من الثانية خيانة، والإبقاء على الأولى إخلاص؛ فهذا فهم خاطئ للأمور والرجل».
ولا يعد عطية حمدان، موظف في جامعة، أن الزواج من الثانية انتقاص من حق الزوجة الأولى، ويتابع: «نعم من حق الرجل أن يتزوج بعد الخمسين، غالباً يكون فارق العمر بينه وبين الأولى خمس سنوات، وفي مثل هذه السن، تكون قد انتهت، والرجل بصحة جيدة يحتاج إلى زوجة ثانية».
دون أسباب!
تستغرب الخاطبة، راية المحرزي، أن الكثير من الرجال الذين يرغبون في الزواج من الثانية، تكون أسبابهم غير معروفة، ويريدونها دائماً صغيرة في السن،! وبرأيها أن انتشار التعدد، جاء نتيجة للطفرة التي نعيشها؛ وفجأة يقول: «زوجتي مقصرة، وأنا أبي أتزوج»، تتابع المحرزي: «هو يرغب بالتجديد، حتى لو كانت الزوجة الأولى ذات مواصفات أفضل من الثانية، ولكن اللهاث وراء الموضة والفضائيات، أعطاه المبرر؛ ناهيك عن حالته المادية».