الإثارة الجنسية تعتمد على عنصرين مهمين: الأول الإثارة الجسدية وما تشمله من مداعبات وتهيئة نفسية من قبل الزوجين، أما العامل الثاني فهو يعتمد بصورة وثيقة على جانب الخيال والتهيئة المرتبطة «بالفانتازيا»، مما يجعل العلاقة الحميمة أكثر حيوية ومتعة للزوجين.
وصلتني العديد من الرسائل المتعلقة بموضوع حيوي ومهم في العلاقة الحلال بين الزوجين، بعض هذه الرسائل مرسلة من أزواج حديثي الزواج، والبعض الآخر وصلني من أزواج مضى وقت طويل على زواجهم، ويشعرون بالرغبة في تجديد الإثارة الجسدية، وإضافة نكهة جديدة على العلاقة الحميمة.
اخترت هنا إحدى هذه الرسائل، سأناقشها بالتفصيل مع شرح وتعديل بعض المعلومات المغلوطة عن العلاقة الحميمة، ودور عامل الإثارة و«الفانتازيا» لإنعاشها.
الحالة:
الأخ «أ.ك» يقول إنه شاب يبلغ من العمر 32 عاماً، متزوج حديثاً من سيدة تبلغ من العمر 26 عاماً، ويصفها بأنها شخصية خجولة جداً، خاصة فيما يتعلق بالأمور الحساسة في العلاقة الحميمة؛ فهي صامتة تماماً أثناء الممارسة، ودورها سلبي جداً من دون أي حوار، أو حتى تعبير عن التفاعل الحميم. ويضيف قائلاً إنه على الرغم من مرور ما يقرب من العام على زواجهما إلا إنه لايزال يشعر بخجل الزوجة الشديد، ولا يعرف حتى إذا كانت تشعر بالإثارة معه أم لا؟ وكلما داعبها أو طلب منها المشاركة في «بعض الخيال الحميم» تصمت، ما جعله يشعر بأنها لا تريده، على الرغم من أن الزواج تم بإرادتها، ومن دون أي ضغوط أو إجبار لها.
ويضيف قائلاً: إنها ترفض أن تشاركه حتى في «مشاهدة» أي مشاهد ساخنة، قائلة: إن ذلك يتنافى مع تربيتها ويشعرها بالحرج والخجل.
يسأل عن الحل، وكيف يمكن أن يساعد زوجته على تخطي عقبة الشعور بالخجل أثناء العلاقة الحميمة؟
الإجابة:
الأستاذ الفاضل «أ.ك»، المشكلة تكمن في التأثير السلبي لبعض الإرشادات التربوية التي تزرعها بعض الأمهات في أذهان بناتهن حول مفهوم خاطئ للخجل. والذي يجعل البنت تكبر وهي تكبت كل المشاعر المرتبطة بالعلاقة الجنسية الحلال من منطلق أن ذلك يدل على حسن التربية والتهذيب عند البنت، ما يجعلها غير قادرة على التكيف مع الزوج، خاصة في بداية الزواج.
ونجد في بعض الحالات الشديدة أن الزوجة تعاني حتى من رهاب وقلق اللقاء الجنسي، والذي يظهر على هيئة التشنج المهبلي، والآلام الجسدية ذات المنشأ النفسي.
وقد يستغرب بعض الناس من وجود مثل هذه الحالات في العصر الذي أصبح الحصول على المعلومة الجنسية في متناول العديد من الفتيات المقبلات على الزواج. ولا ننسى أن أحد أهم أسباب نجاح العلاقة الزوجية بين الزوجين لا يعتمد فقط على المعلومات التي تحصل عليها العروس من كتب أو مجلات أو غيرهما، وإنما الأهمية الكبرى تأتي من الإرشادات التي تتلقاها البنت من الصديقات والمقربات، وحتى السيدات المحيطات بها. وفي كثير من الأحيان نجد أن مثل هذه المعلومات تجعل الزوجة تتمنع عن المشاركة في التهيئة للعلاقة الحميمة؛ خوفاً من أن يعتقد الزوج أنها «لديها تجارب وخبرة»،
أو أن يتهمها بعدم الاحترام وقلة التهذيب. الأمر الذي يجعلها تأخذ دوراً سلبياً في العلاقة الحميمة. كما يجب أن ندرك أن العديد من النساء المتزوجات حديثاً في معظم المجتمعات العربية يحتجن إلى وقت أطول من الرجل لتكيف العلاقة الزوجية بصورة إيجابية عن تلك الفترة التي يحتاجها الرجل. أعتقد أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت مع الملاطفة، والتشجيع من قبل الزوج. وقد يساعد استخدام بعض الكتب والوسائل التوضيحية العلمية أولاً على كسر حاجز الخجل، وبالتالي يساعد الزوجة على تقبل الأمر.
نصيحة:
من غير الإنصاف أن نهمل التثقيف الجنسي للمقبلين على الزواج، وتوضيح الحقائق المتعلقة بالعلاقة الحميمة حتى مع الأزواج والزوجات الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية. فلا يجب أن ننسى أن الثقافة الجنسية الحقيقية والموجهة هي حق لكل رجل وامرأة مقبلين على الزواج.