فازت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (63 عاماً)، زعيمة حزبَي الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والديمقراطي الاجتماعي، بولاية رابعة في السلطة في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً، حيث تمكَّن التكتل من الفوز بنحو 32.5% من الأصوات، وبذلك حافظ على مركزه كأكبر تكتل في البرلمان الألماني منذ العام 2005.
وكان حصول ميركل على فترة ثالثة مستشارةً عام 2013 بمنزلة إنجاز كبير لها، حيث لم يتمكَّن إلا مستشاران ألمانيان فقط من الفوز بـ 3 فترات ولاية، وذلك في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وهما كونراد أديناور "أول مستشار لألمانيا الغربية عقب الحرب"، وهيلموت كول.
تاريخ انجيلا ميركل السياسي
دخلت أنجيلا ميركل معترك السياسة فور سقوط جدار برلين عام 1989، حيث انضمت إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وتم تعيينها في حكومة هلموت كول وزيرة للمرأة والشباب، ثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية.
وبعد هزيمة هلموت كول في الانتخابات البرلمانية، تم تعيين ميركل أمينة عامة للحزب، ثم زعيمة للحزب عام 2000، لكنها خسرت المنافسة لتولي منصب المستشار أمام إدموند ستويبر عام 2002.
وفي انتخابات عام 2005، فازت ميركل بفارق ضئيل على المستشار غيرهارت شرويدر، وبعد التحالف بين "المسيحي الديمقراطي"، و"الاجتماعي الديمقراطي"، تم تعيين ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، وهي أيضاً أول مواطنة من ألمانيا الشرقية تقود البلاد بعد الوحدة.
وأعيد انتخابها لفترة ثانية عام 2009، ثم لفترة ثالثة عام 2013، وبين عامي 2009 و2013، حكمت ميركل من خلال ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار المناصر لقطاع المال والأعمال، لكن الأخير مُني في عام 2013 بكارثة في الانتخابات، إذ أخفق في الفوز حتى بمقعد واحد في البرلمان، ما أدى بميركل إلى العودة للتحالف مع حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي.
انجيلا ميركل.. المرأة الحديدية
وتعد أنجيلا ميركل أول سيدة تشغل منصب "المستشار" في تاريخ ألمانيا على الإطلاق، ونظير بقائها أعواماً طويلة في الحكم، تجاوزت 12 عاماً، وتحقيقها نجاحاً اقتصادياً باهراً، فقد صنَّفتها مجلة فوربس الأمريكية بأنها أقوى امرأة في العالم، وأطلقت عليها الصحف والمجلات عديداً من الألقاب، منها "المرأة الحديدية "، وعلى الرغم من أنها لم تنجب أطفالاً، إلا أن الألمان يطلقون عليها لقب الأم، ربما لما يجدون فيها من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.
وحازت المستشارة الألمانية، على« جائزة الحريات الأربع » الدولية عن دورها في أزمة الديون الأوكرانية، وكذلك حول أزمة اللاجئين، في مدينة ميدلبورغ جنوبي هولندا.
طفولتها ودراستها
عاشت ميركل طفولة سعيدة مع أخيها ماركوس وأختها إيرين، واختارت دراسة الفيزياء في جامعة ليبزيغ، وحصلت على شهادة الدكتوراة عام 1978، وعملت خبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية التابع لكلية العلوم من عام 1978 إلى 1990.
هوايات انجيلا ميركل
لميركل شغف بالشعر الغنائي، ما جعلها من رواد مهرجانات الشعر الغنائي في ألمانيا وخارجها، كما أنها ماهرة في الطبخ، وتتابع بشكل جيد مباريات كرة القدم، وقد بُثَّت لها صور، وهي تقفز فرحاً عندما يسجل المنتخب الألماني هدفاً، أو يحرز لقباً، وترى أن كرة القدم جديرة بتسويق صورة ألمانيا في العالم.