بعض الزوجات ربما تبوح بأسرار حياتها الزوجيَّة لصديقاتها؛ معتقدةً أنَّ ذلك سيساعدها على التنفيس «ارتياح النفس»، معتبرة أنَّ ذلك أمر طبيعي، طالما أنَّ هذا التشكي لن يخرج عن جلسات الصداقة، وسيسهم في تفريغ الضغط والكبت الناتجين عن روتين الحياة الزوجيَّة، والمشاكل التي تعصف بها من حين لآخر، لكن الحقيقة هي أنها من تقوم «بفضح نفسها» أولاً قبل زوجها.
«سيدتي نت» التقى الدكتور جبران يحيى، استشاري علم النفس والإرشاد الأسري بمركز إرشاد جدَّة؛ ليطلعنا على أضرار بوح الزوجة بأسرارها للآخرين، وأثر ذلك على علاقتها الزوجيَّة.
• دراسة:
أوضحت دراسة علميَّة كشفتها صحيفة ألمانيَّة، أنَّ متوسط عدد الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد، يبلغ عشرين ألف كلمة، بينما لا يتجاوز العدد لدى الرجال، سبعة آلاف كلمة.
• منطقة الخصوصيَّة
أحد أهم أركان الحياة الزوجيَّة، الخصوصيَّة والثقة، والخصوصية تنقسم إلى قسمين:
ـ خصوصيَّة العلاقة المشتركة، وخصوصيَّة كل شخص لوحده، ولدى كل شخص أربع مناطق في الشخصيَّة، منطقة الخصوصيَّة، والمنطقة العمياء، والمنطقة المجهولة، والمنطقة المعلومة، وبما أنَّ المنطقة الخاصة، التي لا يريد الإنسان لأحد الاطلاع عليها؛ فواجب الزوجة أن تبقيها طي الكتمان.
ـ لكل شخص منطقة عيوب قد تصل إلى حالة من السلوك غير العادي، ولذلك يطمئن الزوج لممارسة بعض العادات التي لا يحب أن تظهر للآخرين، لكنَّه لا يمانع من ممارستها أمام زوجته بحكم أنَّها صندوق أسراره، وكما يقال بالعاميَّة «ستر وغطا»، لكنَّه يفاجأ بكشف هذا الغطاء؛ مما يسبب له الحرج.
• حرب النقاط:
في حال الخلافات الزوجيَّة المؤقتة، قد تستعجل الزوجة في كشف بعض السلبيات والعيوب، بهدف الدفاع عن موقفها، ويبدأ كل طرف يعدد النقاط السلبيَّة في الآخر؛ مما يوسع الفجوة بين الطرفين ويفقد الثقة.
• نصائح ستساعدك على التوقف عن هذه العادة، وكتمان أسرارك الزوجيَّة:
ـ عدم الثقة بالأصدقاء:
لا يمكن الثقة بمدى قدرة الأصدقاء على حفظ الأسرار لأطول مدى؛ فلا تتفاجأي حين تكتشفين أنَّ الزملاء في العمل يعرفون بحقيقة ما يجري في حياتك الزوجيَّة؛ فلا يمكنك أن تتحكمي بالكلام متى قيل؛ لذا لا تجازفي أو تثقي بأنَّ الناس تستطيع كتم الأسرار دائمًا.
ـ لا تكبري المشكلة وتحولي زوجك عدوًا لك:
قد تعبِّرين عن استيائك من حياتك الزوجيَّة من خلال كتاباتك على الـ«فيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعي، وتظنين أنَّه مجرد فضفضة صغيرة، وتتكلمين عنه كأنَّه عدوك، لكن تصرُّفك هذا قد يخلق فجوة عميقة في علاقتك بالشريك، إذا ما بلغه ما تتفوهين به عنه في غيابه، وقد يصعب عليكما تجاوز هذا الأمر فيما بعد، وضعي في حسبانك أنَّه سيشعر بالغدر والألم إذا أسأت إليه مع الغرباء، في حين أنَّه قد يكون لا يتحدث عنك بهذا السوء، ولا يبوح بأسرارك.
ـ بعد الصلح، أنت قد تنسين، لكن الغرباء لن ينسوا ذلك:
بعدما تنتهي الخلافات مع الشريك وتعود الحياة لطبيعتها؛ فقد تنسين ما تفوهت به في حقه، لكن الآخرين لن ينسوا سلبيات شريكك التي قمت بذكرها بنفسك، وتماديت في وصفها بسبب الغضب؛ مما يؤثر في علاقتهم به بالسلب فيما بعد.
ـ تعليقات أصدقائك بسلبيات زوجك، ستبقى في ذهنك.
حلُّ المشكلات لا يكون بإذاعة الأسرار:
بعض الزوجات عندما تواجه مشكلة، حتى لو كانت بسيطة، تتعجل في استشارة صديقاتها وأهلها، من دون محاولة منها لحلها؛ مما يتطلب كشف بعض الأسرار والعيوب للآخرين، وبدلاً من احتواء المشكلة، تتفاقم وتظهر للسطح؛ مما يصعب على الزوج تكوين خط رجعة؛ خصوصًا عندما يعتقد أنَّ الآخرين عرفوا بمشكلته.
ـ الاستعراض واختلاف الشخصيات:
قد تستعرض بعض الزوجات حياتها الخاصة من باب المباهاة أو إغاظة الآخرين، وقد يعبِّر هذا الاستعراض عن عقد نقص، تعكس عدم وجود علاقة قويَّة بين الزوجين، وقد يكون الزوج شخصيَّة غير استعراضيَّة وكتومة، وقد يراعي مشاعر الآخرين؛ خصوصًا الأهل والأقارب، هنا استعراض الحياة الخاصة؛ حتى وإن كان إيجابيًا، قد يسبب أزمة زوجيَّة.