هي نزوف غير طبيعية كماً أو توقيتاً من الجهاز التناسلي، ومنها النزف الطمثي، والذي سنتحدث عنه في هذا الموضوع، أو النزف الرحمي أي ما بين الطموث، أو النزف ما بعد الجماع، أو بعد سن اليأس.
ما النزف الطمثي وما أهم أسبابه؟
هو غزارة أو طول مدة الطمث أو الدورة وأهم أسبابه:
* الأورام الليفية والثآليل البارزة داخل جوف الرحم.
* وجود التهابات أو أورام، رحمية سليمة Adenomyosis.
* اللولب النحاسي وبعض حبوب منع الحمل عالية الإستروجين.
* أمراض غدد صماء مثل قصور الدرق أو السكري.
* أمراض تخثر الدم واللجوء إلى مميعات الدم.
في حالة النزف الشديد، ما الذي على المريضة فعله؟
مراجعة طبيبها إذا تكرر النزف لثلاثة أشهر متتابعة، وهنا سيأخذ الطبيب معلومات تفصيلية عن كمية النزف بين الدورات أو بعد الجماع، وإن كان هناك ألم أثناء الدورة، وما الموانع التي تستعملها السيدة، أو إذا كانت تستعمل أدوية مضادات الدرق أو السكري «في حال وجود عوارض»، أو مميعات الدم، بما فيها الأسبيرين؛ العمر والسمنة.
بعد معرفة التفاصيل، ما الذي يجب على الطبيب فعله؟
التأكد من وجود فقر دم أو أورام حوضية، وتحري وجود التهاب الثؤلول HPV أو إجراء تنظير عنق الرحم المكبر، وإجراء إيكو مهبلي (تصوير ما فوق الصوت) للرحم والحوض
للتأكد من وجود أورام ليفية بارزة في جوف الرحم، أو من عدم انتظام جوف الرحم، أو عدم انتظام بطانة الرحم.
في حال عدم وجود مشاكل في الإجراءات السابقة، هل يمكن طمأنة المريضة؟
إن نسبة 80% من المريضات، لا توجد عندهن العوائق السابقة، هنا يجب طمأنة المريضة وإعطاؤها حبوباً مضادة للنزف غير هورمونية «مثال تران إكزاميك أسيد/ سيكلوكابرول 500 ملغ بجرعة مضاعفة، أي 2-3 حبات دفعة واحدة أربع مرات يومياً، خلال أيام الطمث الغزير». حيث تنقص المعالجة الدوائية 50-75%من غزارة الطمث.
*هذا يعني أن النزف لن يتوقف تماماً، هل هناك إجراءات أخرى؟
يمكن إعطاء المريضة حبوب «ميفينا ميك أسيد أو بونستان»، لمعالجة آلام الطمث، أو حبوب
مانعة للحمل مركبة، طبعاً لمن لا ترغب به، أو تركيب لولب هورموني «مايرينا»، وهو يمنع الحمل، وهو مؤقت، لكنه يخفف من التهاب الحوض المزمن وآلام الطمث الشديدة.
كم هي مدة العلاج؟
لا تقل عن 3-6 أشهر.
بعض النساء يلجأن حسب استشارة الطبيب إلى الحبوب الهورمونية، فهل يمكن أن توقف النزيف؟
قد تتم مداواتهن بحبوب البروجسترون، وهي ليست ذات فائدة وتأثيرها محدود، ولمدة قصيرة، وقد تفيد عندما تكون الدورات لا إباضية، لكنها مع طول الاستعمال تسبب ترقق العظام.
هل تنطبق التدابير السابقة على المرأة في أي عمر؟
لا طبعاً، فإذا كانت دون سن الـ40، وليس لديها أي أسباب مرضية للنزف الطمثي، تعطى مضادات النزف بجرعات مضاعفة لـ3 أشهرعلى الأقل، وإذا لزم قد نصف لها
حبوب منع الحمل أو اللولب الهورموني.
أما إذا كانت فوق سن الـ40، ولديها تضخم في الرحم أو كتلة حوضية، أو نزف بين الدورات أو بعد الجماع، أو لطخات دماء غير طبيعية، أو ألم شديد في الدورة، عندئذ يجب تنظير جوف الرحم واستئصال الثآليل، أو أخذ خزعات من المناطق المشتبهة من باطن الرحم، تحت التخدير الموضعي.
بعض الأطباء يقترحون تجريف الرحم، فهل هذا ناجع؟
لا يجوز إجراء تجريف الرحم لتحري النزف النسائي، وذلك لعدم دقته، فهو لا يكشف سبب النزف باكراً، ويجب عدم التفكير بأخذ «خزعة باطن الرحم» ما أمكن؛ لأنه مع التجريف قد يسببان التصاقات باطن الرحم وانقطاع الطمث التام، أو التهاب البوقين والعقم، فتجريف الرحم يزيد الالتهاب الحوضي ويزيد العقم.