القدوة هو شخص نعتد به ونرغب بمحاكاة أسلوبه، ونريد أن نجعل منه أنموذجاً لحياتنا بطريقة ما، وحين نبحث عنها نميل لاختيار الأكبر سناً أو من يملكون مزيداً من الخبرة في الحياة، مثل آبائنا، رؤسائنا، المشهورين، أفراد يعدون ناجحين، بحسب معايير المجتمع كقادة العالم، أو أصحاب المشاريع والمشاهير.
لكن من يقول إن هذه النماذج الريادية يجب أن تكون من أصحاب الخبرة في الحياة؟ ماذا لو كانوا أصغر منا ويملكون قدرة قيادة وأسلوباً يجعلنا نتعلم منهم؟ ماذا لو كانت القدوة هي الطفل نفسه؟
أسباب كثيرة هي التي تجعل ذلك الكائن الصغير ذا خبرات وقوة كبيرة لن نراها إلا إن نظرنا عن كثب، بحسب موقع «سيكولوجي توداي»، لنتعلم منه كيف نعيش بطريقة أفضل:
- الأطفال لا يفكرون كثيراً، فهم يميلون لقول ما يجول في أذهانهم، ولا يميلون للتفكير مرتين بأنفسهم وبما يريدونه من أجل إرضاء الآخرين. هذا النوع من الصدق الجامح ما يمكن للطفل أن يعلمنا إياه كبالغين.
- يملكون إدراكاً طبيعياً، لأن معظم التجارب التي يمر بها الأطفال تكون جديدة، فيميلون للاقتراب منها بمبدأ «شو شن» المستوحى من مبادئ زن، ويعني عقل المبتدئين، فهم يمتلكون قدرة طبيعية على التواجد بالكامل في لحظة معينة، لذا من السهل رؤية كيف يمكن للأطفال أن يعلمونا أن نعيش اللحظة ونكون حاضرين فيها.
- يطلبون المساعدة عندما يحتاجونها، فبكل بساطة حين يعجز الطفل عن فعل أمر ما يقول «أنا بحاجة للمساعدة»، وبعفوية يعلمنا أننا لا نملك كل الإجابات ولا نتمتع بقدرات خارقة، ولا أحد يتوقع منه أن يفعل كل شيء بنفسه، يعلمنا الأطفال أن لا نتردد بطلب الدعم والاعتراف بالضعف.
فحين نكون منفتحين على أنفسنا نتعلم من كل شيء حولنا، وندرك أن كل شيء وضع بميزان ودقة، فالطفل عنصر حيوي وأساس الحياة، وهو أحد أشكالها وربما بوصلة لاكتشاف وتعلم كل شيء.