السلام عليكم، لا أعلم إن كانت مشكلتي من اختصاصك حلّها، لكن سأجرب أن أقصّها عليكِ، لأنني بحاجة لإيجاد الحلول. أنا فتاة عمري 24، اضطررتُ لترك دراستي وأنا في السنة الثالثة بسبب الحرب الذي حلّت بوطني.
بعد أن غادرت البلاد، بدأ الفراغ يملأ وقتي، وكان الملجأ الوحيد آنذاك الفيس بوك، كان لدي في قائمة الأصدقاء صديقاتي الفتيات فقط، جاء وقت من الأوقات وبدأتُ بإضافة الأولاد، لكن لم أنجر للحديث مع أحد، كانوا أحيانًا يحادثونني من باب الفضول؛ لأن صفحتي شيّقة وأسلوبي باهر في التواصل مع الآخرين، أتت فترة، وبدأت بالتواصل معهم وتبادل المعلومات والأحاديث العامة.
وبسبب عاطفتي الزائدة، أحيانًا تُبهرني شخصية أحدهم مما يجعلني أتعلّق به، وتمر الأيام وأنا أنتظر رسالته.
ومع الأيام يقلّ التواصل فيما بيننا مما يشعرني بالوحدة والضيق وتأنيب الضمير بأنني أخطأت حين حادثتُ أحدهم والتقليل من قيمتي أمامه..
أنا مخطئة جدًا، أعلم ذلك..
والفيس بوك سبب في كل ما يحصل، لكن كل هذا لم يكن سوى ردة فعل للقهر الذي تعرّضت له بسبب تركي لجامعتي والبلاد التي أحبها.
أشعر بالوحدة، وعدم الرغبة في الاستفادة من وقتي، أريد المزيد من الصداقات، والمزيد من إثبات نفسي، أود لو أكون محل اهتمام أحدهم، وددتُ لو أجرّب الحب، أو أنخطِب.. لكن حاليًا الموضوع مؤجل بقدر من الله.
أرى صديقاتي اللاتي بعمري خريجات ومخطوبات ويعشن مراحل حياتهن كلها، وأنا منذ عامين واقفة لا شيء يحدث لي، مما يُسبب لي ضيقًا في جُلّ أوقاتي، والشعور بالنقص.
أعتذر على الإطالة، إن كان من الممكن مساعدتي، وإن لم يكن ممكنًا فلا ضير..
شكرًا لكِ ♥️
(راما)
نصائح وحلول من خالة حنان:
1 الحل يا حبيبتي هو أن تعيدي التأمل بنفسك وتصرفاتك وتناقشي أمام مرآة روحك وضميرك ما تريدين حقاً من هذه الحياة؟ هل تريدين الحب فقط؟ أو الهرب بأي طريقة من ذكريات مؤلمة؟ أو تتمنين أن تصبحي أماً مثالية تشاركين في إدارة عائلة سعيدة؟ أو تتمنين أن تكوني شخصية معطاءة في هذه الحياة؟
2 لا يكفي يا ابنتي أن تشعري بأنك مخطئة ثم تواصلين ما أنت عليه، أو تعتزلين الحياة!! فهذا مع كل تعاطفي معك يعتبر إمعاناً في جلد الذات!!
3 فكري أنك لست وحيدة وأن العالم اليوم ينضح بالمشاكل والحروب والتهجير والكوارث، لكن الله خلقنا لنعيش هذه الحياة ونؤدي امتحاناً جميلاً، ومن يقول إن هذا الامتحان صعب يكون مخطئاً في كثير من الأحيان؛ لأن الله خلق لنا ملكة السعي والتفاعل والعزم والاندماج، ورغم أنها ملكات مختلفة ومتفاوتة لدى كل إنسان إلا أنها موجودة لديك لكنك لم تحسني استخدامها إلى الآن!
4 نصيحتي أيضاً أن تتوقفي عن مصادقة الشباب على الفايس بوك، فهذا طريق مسدود ومؤذٍ وسيوصل إلى تكريس سمعة سيئة لا تستحقينها، بل العكس تقربي من صديقاتك المخطوبات والمتزوجات وقدمي لهن وداً واهتماماً بالأجواء العائلية (شرط أن تكوني صادقة!!) فمن يدري؟ ربما يكون العريس المأمول قريباً أو صديقاً لأحدهم.
5 أخيراً عليك بالانخراط في العمل، أي عمل يشغل وقتك ويمنح إنسانيتك قيمتها فلا تفرطي بنفسك والزمن فعقارب الساعة لا تعرف إلا أن تتقدم وتسجل ما مضى من الوقت ولا تستعيده، والسؤال يبقى كيف مضى ذلك الوقت وما الذي فعلناه خلاله لنستحق الثواب أو العقاب؟ أتمنى لك كل التوفيق والسعادة، ومن عاشر السعداء يسعد!!!
وللفتيات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن، «خالة حنان» عادت لتدعم كل الفتيات والنساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص: [email protected]
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة
يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونياً.
فقدت بلدي والحب والأمل.. كيف أسترد الأمان؟
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 02 نوفمبر 2017