صداقات الموظفات علاقات عابرة ومصالح مشتركة

علاقات الموظفات ببعضهن بعضاً في أماكن العمل إما أن تتوطد لتتحول مع الوقت من علاقات زمالة عابرة إلى صداقة متينة تمتد إلى خارج نطاق العمل، وإما أن يسودها الطابع الرسمي والجمود، وتصبح ضمن إطار محدد وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

وفي حالات نادرة يغلف تلك العلاقات التوتر والغيرة والدسائس والمؤامرات، وكل ذلك بطبيعة الحال ينعكس على أجواء العمل ونتائج الأداء بشكل عام.
"سيدتي نت" التقت بمجموعة من الموظفات السعوديات واستطلعت آراء بعضهن عن علاقات الصداقة في العمل.

عن تجربتها تقول الدكتورة عائشة نتو رئيس مجلس إدارة شركة العين للعين للبصريات: «من خلال عملي في إدارة أربع شركات منذ عام 1990م أرى أنه من المهم جداً تحقيق الانسجام بين فريق العمل الواحد، خصوصاً في الأقسام النسائية؛ فهي أسهل السبل لتحقيق النجاح، وهذا بالتأكيد لن يتحقق إلا بتهيئة الظروف المناسبة للعمل بروح الفريق الواحد، ومنها: منحهن الحقوق كاملة والاحترام والتقدير، وهو ما سيؤدي حتماً لشعورهن بالانتماء للمكان، وبروح الصداقة بينهن، والإخلاص في أداء العمل، وبالتأكيد فإنّ لكل قاعدة شواذ».

وأضافت نتو: «وهذا لا ينفي وجود خلافات بين الموظفات ومشاحنات بين فترة وأخرى، والتي أتبع معها سياسة واحدة، وهي عدم الاستماع لأي شكوى من هذا القبيل، قد لا يراها البعض سياسة سليمة، ولكن أنا شخصياً أرى نجاحها في استتباب الأمن الوظيفي، وعدم إضاعة الوقت للاستماع إلى مشاكل ومهاترات».

وعن اتباعها للقاعدة المعروفة «فرِّق تسد» أجابت ضاحكة: «هذه لا يعمل بها سوى المدراء والمسؤولين الذين يعانون من اضطرابات نفسية واهتزاز في الشخصية، ومن الخوف من ضياع مناصبهم».

أما الدكتورة فاطمة عبد العزيز أخصائية الأشعة التشخيصية والموجات، في مستوصف الأهلي الطبي، فترى أنه من الطبيعي أن يكون للموظفة صديقات عمل؛ للتخفيف من الضغوط والظروف النفسية التي تمر بها الموظفة سواء كان في العمل أو في الحياة، ولذلك يجب أن تكون العلاقة قائمة على الصدق والإخلاص والوفاء، وبعيدة عن المصلحة أو الغيرة، أو على أية غاية من الغايات، وبذلك قد تتحول لصداقة حقيقية وغير مزيفة. تنتهي بانتهاء علاقتها بالعمل.

أما نوال الخير، مسؤولة التسويق والعلاقات العامة بشركة هناد، فتنفي وجود أي منافسات غير شريفة، ودسائس بين الموظفات في بيئة عملها، وأنها على العكس تماماً، فالعلاقات قائمة على الود والاحترام والمنافسة الشريفة.

وتضيف نوال: «أسمع كثيراً عن بعض المسؤولات ومديرات العمل، خصوصاً في البنوك، واللاتي يتعمدن إثارة العداوة والتفريق بين الموظفات؛ ليضمن عدم اتحادهن، ولكي يكنّ الجهة الوحيدة التي تقصدها الموظفات للفضفضة عما يشغلهن، وبذلك تضمن السيطرة وبشكل كامل على الوضع، وفي معرفة كل صغيرة وكبيرة تدور بين الموظفات».