لا تزال مرحلة المراهقة مرحلة اتهام لصاحباتها بالسطحية والاندفاعية وقلة الجدية، والهوس الدائم بالموضة والمجلات وأخبار الفن، وقد تضايق هذه الأحكام العديد من الفتيات اللاتي يرين مرحلتهنّ هي مرحلة مهمة في بناء شخصياتهنّ وتكوين ثقافتهنّ.
فلبعض المراهقات اطلاع على القضايا السياسية الجادة التي يكون لهنّ آراؤهنّ الخاصة حولها.. فهل تحظى السياسة حقاً باهتمام المراهقات أم أنها خارج نطاق اهتمامهنّ؟
بداية تخبرنا (إيمان) 14 سنة: "أتابع السياسة بشغف، وأحرص على مناقشة شتى قضاياها مع والدي، وأتابع دوماً القنوات الإخبارية فهي تجعلني أرى العالم كله وأتعرف إلى شخصياته، وأستمتع بمشاهدة تحليل هذه الشخصيات الأمر الذي يساعدني على التعرف إلى الشخصيات من حولي. كما أنني أقرأ كثيراً في كتب التاريخ لأفهم أكثر مجريات الأمور لاسيما في عصر الثورات".
بينما ترى (مكية) 18 سنة: "أنّ متابعة السياسة في حدّ ذاتها ليست من الهوايات المفضلة لدى المراهقات؛ فالمراهقات معظمهنّ تافهات بعيدات عن هذه الأمور، إلا أنه بين الحين والآخر تظهر موضوعات وأحداث مثيرة تفرض نفسها، وتجعلنا نتابعها لكنها لا تصبح محور اهتمامنا الأول".
وتتفق معها (تسبيح) 15 سنة بقولها: "أحب متابعة السياسة خاصة القضايا التي تمس أمتنا العربية وثوراتها الحالية، فهي تفيد كثيراً في تثقيف النفس وفهم العالم من حولي وانفتاحي على قضاياه. حتى أني قد أجلس أحياناً مع صديقاتي لنتناقش في بعض القضايا المهمة التي تصبح محور اهتمام الجميع. فحب المراهقات للفن والموضة لا يمنع من اهتمامهنّ بالقضايا الجادة".
وعلى العكس تقول (آمال) 14 سنة: "لا أتابع الأخبار ولا تستهويني القراءة السياسية أبداً فهي خارج نطاق اهتماماتي رغم أنها قد تكون مفيدة أحياناً, ولكن طبيعة مرحلتنا تجعلنا نهتم بأمور أخرى غير السياسة، لكن هذا لا يمنع ظهور قضايا أو أحداث سياسية تفرض نفسها علينا وتجبرنا على متابعتها".
وأخيراً تخبرنا (نورهان) 13 سنة قائلة: "أقرأ وأتابع السياسة أحياناً لكن ليس باستمرار، ففهم السياسة يجعلنا قادرات على تفسير الأحداث ومعرفة من المخطئ ومن المصيب، كما أحب مشاهدة ومتابعة الشخصيات التي تقوم بأعمال بطولية تستحق أن يسجلها لهم التاريخ".