ما بين بيروت والولايات المتحدة الأمريكيّة تنقلت كاميرا المخرج عادل سرحان، لتقف في "بيترويت-betroit"على واقعين مختلفين، محورهما المرأة، وحولها نسيج من العادات والسلوك.
يُقارن سرحان ما بين واقعين متقابلين، أحدهما مجتمع يُهيمن عليه القانون، وقد يُجحف بحق الرجل أحياناً، والآخر مجتمع قانونه رضا الزوج، حتّى لو تطلب الأمر ضرباً وقتلاً ودماً.
يتصدّى الفيلم لموضوع المرأة والأسرة، في قوالب من التشويق والإثارة والأكشن والكوميديا السوداء، فيعمل على قضايا الهجرة والطلاق والعنف المنزليّ كمحاور أساسيّة له. ومن القضية ونقيضها، ينتهي عادل سرحان عبر التطور الدرامي إلى تقديم نظرته الاجتماعيّة القائمة على التلاقي الإنسانيّ، بعيداً عن الهواجس القانونيّة الجامدة في الجانب الغربي، والذكورة الفائضة لدى الرجل الشرقيّ.
يُسلّط المخرج عادل سرحان الضوء على موضوع تعنيف المرأة في لبنان، فينقل لنا صورة المعلم رمزي (حسن فرحات) يُمارس القسوة والعنف على زوجته ليلى (دارين حمزة). ويُطالعنا هروب ليلى من منزلها الزوجيّ، تحت المطر، والدم يسيل على وجهها، بعد أن أشبعها رمزي ضرباً مبرحاً، على مرأى من ابنتها التي تختبئ خوفاً من والدها.
وفي المقلب، يُرينا سرحان "سام" الشاب اللبنانيّ المولود في أمريكا، المتزوج من امرأة أمريكيّة تُدعى "ليزا"، غارقاً في مشاكله لدى الشرطة بتهمة التعنيف، بالرغم من أنّ سام شابٌ مسالم، يعمل ما في وسعه لإرضاء زوجته. لكنّ القوانين الأمريكيّة المناصرة للمرأة تحكم عليه بالعودة إلى وطنه لبنان الذي لا يعرف منه سوى اسمه، بعدما جرّدته من جنسيّته الأمريكيّة، ما يُبرز تناقضاً واضحاً بين حياة الولايات المتحدة ولبنان.
وخلال عودة سام إلى لبنان، يلتقي ليلى، في المطار، صدفة، وهي تُحاول السفر خلسة لزيارة شقيقتها المقيمة في أمريكا، فيلتقي "المطرود" و"الحالمة". تُفاجأ ليلى بمنعها من السّفر بصحبة ابنتها، بسبب رفض الزوج.
وينتهي الفيلم بموت الزوج العنيف على يد الشرطة، خلال مداهمة منزله، حيث يحتفظ بمواد كحوليّة ومخدّرة، فيما يسود الندم حياة "ليزا"، في مقابل أسرة تولد بزواج ليلى من سام، ما عكس انتصار الحياة الإنسانية والروح على القانون والعنف. فالحبّ خيار منتصر في الحياة، ومصير الجمود الندم، ومصير العنف الموت.
برغم الآراء التي قد تكون مختلفة، استطاع المخرج سرحان أن ينقل صور نساء كثيرات معنّفات في عالمنا العربي، من اللواتي لا يستطعن الحصول على حقوقهنّ بالطلاق أو أقلّه وقف العنف ضدّهن. فهل سيوقف فيلم سرحان العنف ضد المرأة العربية؟!
يُذكر أيضاً أنّ الفنان عاصي الحلاني شارك في الفيلم عبر وضع صوته على أغنية "القدر"، وهي التي استخدمها المنتج عند فراق سام زوجته، فلامست شعور الموجودين برقتها.