قصة اعتقال ومحاكمة الفتاة الفلسطينية عهد التميمي «16 عامًا»، التي تحولت بعد أيام من اعتقالها إلى أيقونة مقاومة شعبية، بعد توثيقها مقاومتها لجندييْن محتليْن، برفقة والدتها ناريمان وابنة عمها نور التميمي، المعتقلتين هما أيضًا، بفيديو تداوله الملايين بالسوشيال ميديا، أعادت الاهتمام والأضواء إلى قضية «339» أسيرًا وأسيرة قاصرين دون سن الرشد، قابعين بصمت في سجون الاحتلال الإسرائيلي، محكومًا عليهم بأحكام طويلة الأمد، في ظل صمت دولي وحقوقي مريب يتجاهل حقوق الأسرى الأطفال، الذين أعدمت قوات الاحتلال حياتهم وأحلامهم، بعد فشلها في اغتيالهم برصاصها الحي بدم بارد، وأثبتت دراسة حديثة تعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلية ضرب المعتقلين الأطفال، إناثًا وذكورًا، بقسوة، بنسبة 95%، قبل وبعد اقتيادهم إلى سجونهم اللاإنسانية.
«سيدتي نت» رصد لكم أشهر قصص الأسيرات الفلسطينيات الشابات القابعات بالسجن لليوم، جنبًا إلى جنب مع «عهد التميمي»، التي لم تكن القاصر الوحيدة المعتقلة.
ملاك الغليظ معتقلة بتهمة مزيفة
اعتقلت الطفلة الفلسطينية ملاك محمد يوسف الغليظ، «14 عامًا»، من سكان مخيم «الجلزون» للاجئين الفلسطينيين، في رام الله، بشهر أيار 2017، بتهمة مزيفة، فبركها الاحتلال الإسرائيلي، حسب تصريحات والدها محمد يوسف الغليظ، الذي كذّب ادعاء الاحتلال الإسرائيلي؛ بأنه قبض على ابنته الصغيرة «ملاك» خلال عودتها من المدرسة بتهمة محاولتها تنفيذ عملية طعن جنود إسرائيليين على حاجز «قلنديا» العسكري، شمال القدس المحتلة، وذنبها الوحيد أنها أخطأت في المشي بأحد المسارات، فسارت في مسار المركبات بدلاً من مسار المشاة، فقام جنود الاحتلال باعتقالها، بعد أن رشوها بالغاز، ووضعوا بجانبها سكينًا لإثبات التهمة عليها.
ملك سلمان «17 عامًا» محكوم عليها بالسجن عشر سنوات
الأمر نفسه تعرضت له الفتاة الشابة ملك يوسف سلمان، «17 عامًا»، من بلدة «بيت صفاقا»، التي قُبض عليها في فبراير 2016، في منطقة باب العمود، بمدينة القدس، بتهمة الشروع في قتل جنود، وبحوزتها سكين، حسب زعم الاحتلال الإسرائيلي، وبعد سجنها لمدة عام وأكثر، وتعذيبها بقسوة، وتأجيل محاكمتها 24 مرة، حُكم عليها أخيرًا بعشر سنين سجنًا، وتقضي مدة عقوبتها حاليًا في سجن «الشارون».
نورهان عواد «16 عامًا» رماها الاحتلال بالرصاص
وحال الطفلة نورهان عواد، «16 عامًا»، من مخيم «قلنديا» شمال القدس المحتلة، ليس أفضل، حيث استهدفها الاحتلال مع سبق الإصرار والترصد فجأة، فتم إطلاق النار عليها، برفقة بنت عمها «هديل عواد» التي استشهدت على الفور، بينما هي تم اعتقالها تعسفيًا، بتهمة الشروع في طعن مستوطنين، فحُكم عليها ظلمًا بالسجن «13 عامًا ونصف العام»، قضت منها ثلاثة أعوام خلف القضبان، وحُكم عليها بدفع غرامة طائلة لمصابين مستوطنين لم تلمسهم أصلاً، وأصيب أحدهم برصاص حراس المستوطنين، الذين أطلقوا عليها النار عشوائيًا.
وكانت نورهان عواد، قبل اعتقالها بفترة وجيزة، قد حصلت على شهادتها المدرسية بمعدل 94%، وكانت تحلم بدراسة الهندسة.
إستبرق نور «15 عامًا».. مشيها خلال نومها عرّضها لرصاص الاحتلال
نامت الطفلة الفلسطينية إستبرق نور، «14 عامًا»، ليلة الأربعاء، 21 أكتوبر 2016، لتستيقظ فجأة ويدها مصابة بثلاث رصاصات في يدها الصغيرة وقدمها، أطلقها عليها حراس مستوطنة «يتسهار»، المقامة على أرض قريتها «مادما قضاء نابلس»، وفوجئت باعتقالها من قبل الاحتلال وهي بلباس النوم، ودافعت عائلتها عنها بشراسة، مؤكدة أن إستبرق تعاني منذ فترة طويلة من مرض «المشي خلال النوم» اللاإرادي، ويوم اعتقالها حصل معها الأمر نفسه، ولما رآها الحراس؛ أطلقوا عليها النار فجأة، ثم اعتقلوها بلا مبرر قانوني.
ولاستمرار اعتقالها وسجنها، ادّعى الاحتلال بأنها ضبطت تحمل سكينيْن وعلبة غاز، وكذبت عائلتها ادعاء الاحتلال، خاصة أن السكينيْن لا يشبهان سكاكين المنزل.
وعاشت إستبرق نور، بعد مضي فترة طويلة على اعتقالها، ظروفًا معيشية قاسية في سجنها «الشارون»؛ لحاجة يدها إلى علاج طبيعي، لا يقدمه لها الطاقم الطبي، حتى بعد إجراء عملية زراعة بلاتين لها؛ لتعمده إهمالها طبيًا، وتسبب في إعاقة مستديمة لها.
شروق الدويات.. أقسى حكم قضائي للاحتلال
تعد الأسيرة الفلسطينية شروق دويات، «19 عامًا»، من بلدة «صور باهر»، جنوب شرق القدس، ضحية وصاحبة أعلى وأقسى حكم قضائي تصدره سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد فتاة فلسطينية قاصر؛ بعد أن اعتقلت في شهر أكتوبر- تشرين الأول 2015، إثر إصابتها برصاص مستوطن إسرائيلي، ونزع عنها حجابها أثناء مرورها في البلدة القديمة، من مدينة القدس المحتلة، ثم اتهمها بمحاولة طعنه وقتله بالسكين، فحكم عليها بالسجن ظلمًا لمدة «16 عامًا»، وبغرامة طائلة قدرها «21» ألف دولار.
وتقضي الأسيرة المظلومة «شروق دويات» أجمل وأهم سنوات عمرها الآن في سجن الشارون، بعد تنقلها بين سجون إسرائيلية مختلفة، وكانت قد خضعت قبل ذلك لعمليات جراحية متعددة في مستشفى «هداسا عين كارم»، حيث تم سحب أحد الشرايين من رجلها ووضعه في كتفها، كما أُخذ جلد من رجلها ووضع في منطقة الرقبة.
جراح الأسيرة مرح باكير
قصة الأسيرة الفلسطينية الشابة مرح باكير، «17 عامًا»، وجراحها، حسب النشطاء الحقوقيين، هي الدليل البشري الحي على عنصرية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأطفال الفلسطينيين، بعد أن كشفت مرح باكير ظروف إصابتها واعتقالها وأسرها للجهات الحقوقية، فقالت: «اعتقلت بعد تعمّد جندي الاحتلال قتلي؛ بإطلاقه الرصاص الحي، وليس المطاطي، عليَّ، فاخترقت 12 رصاصة في يدي اليسرى من الأعلى إلى الأسفل وكتفي، وهشمت عظامي من الكوع للكتف، رغم أن يدي خالية لا تحمل شيئًا البتة، ثم طلب مني جندي الاحتلال، غير المبالي بنزيف يدي، برفع يدي، وعندما رفعت يديَّ الاثنتين، دفعني ورماني أرضًا، ثم قام شرطي احتلال آخر بركلي، فارتطم رأسي بالأرض، وجرحت، وبقيت على هذا الحال السيئ إلى أن تم نقلي بسيارة إسعاف إلى مستشفى هداسا عين كارم، وقبل أن تقدم لي الخدمات الطبية، بدأ المحقق في استجوابي، دون أن يكترث لجسدي الذي ينزف دمًا بغزارة، وسألني إذا كنت طعنت جنديًا، فأنكرت، ثم أدخلوني إلى العمليات من دون أن يصارحوني بحقيقة وضعي الصحي، وبعد العملية نقلت إلى غرفة خاصة وحيدة، وقيدوني بسريري، محاطة بسجانيْن ذكريْن، على مدار 24 ساعة، ويشتمانني طوال الوقت، أحدهما قال لي: «موتي»، والآخر التقط صورة «سيلفي» معي!
وأكدت مرح باكير للجميع أنها بريئة، وكلامها يوثقه فيديو صوّر حادثة محاولة الجندي قتلها بدون سبب، ورغم عدم وجود أدلة ضدها، حُكم عليها في يناير 2017 بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف السنة.
وتخطط مرح باكير، رغم سجنها، بأن تصبح محامية؛ للدفاع عن أبناء بلدها، قانونيًا وإنسانيًا.