إن الأم هي المسؤول الأول عن تكوين شخصية طفلها من خلال تربيتها، فهناك أمهات يقمن بتدليل أبنائهن فوق الحد المسموح، فيخلقن منه شخصية مدللة للغاية غير متحملة للمسؤولية فيما بعد، وغير قادرة على اتخاذ القرار بمفردها، وهناك أمهات يربين أبناءهن على القهر وعدم الأخذ بآرائهن، فيخلقن من الطفل شخصية مهزوزة وضعيفة، شخصية مترددة لا تستطيع أن تتخذ قراراً أو تتحمل مسؤولية نفسها، فالأم هي المدرسة التي من خلالها تتشكل شخصية طفلها، حيث تقول استشارية التربية الأسرية إيمان كامل: إن الأم هي من تصلح أو تكون سبباً في ضياع طفلها، وعليها العامل الأكبر؛ نظراً لمكوث الطفل معها أطول فترة ممكنة، ولا أطلب من الأمهات القسوة على أطفالهن، وفي نفس الوقت الدلال الزائد ليس في صالح أبنائهن، فالوسطية دائماً هي أفضل شيء، وعلى الأم أن تلتزم بالحكمة القائلة: "لا تكن صلباً فتكسر، ولا تكن ليناً فتعصر"، ولكي تجعلي طفلك معتمداً على نفسه متحملاً لاختياراته، افعلي ما يلي:
لكي يتحمل طفلك نتيجة اختياره، لابد من البداية أن تعلميه كيفية الاعتماد على نفسه، فإذا كان طفلك مسؤولاً ومعتمداً على نفسه، بالتأكيد سيكون متحملاً لاختياره.
إذا كنتما في الخارج، وطلبتما الطعام، واختار طفلك طعاماً بعينه، وأثناء تذوقه للطعام لم يعجبه، اجعليه يتحمل مسؤولية اختياره، ولا تقومي بتغيير الوجبة أو تبديل وجبتك بوجبته، ولابد أن يضع نفسه أمام الأمر الواقع، ليتصرف بناء على هذا الوضع، عندها سيدرك طفلك أن قبل الاختيار عليه التروي والتمعن.
في البيت اجعلي طفلك هو من يختار ساعة اللعب المخصصة له، وبماذا سيلعب؟ هل بالكرة أو البلاي ستشين أو أنه سيلعب بالبازل؟ هو من يختار الوقت والأداة المستخدمة في اللعب، وإذا أراد تغيير وقت اللعب أو الأداة فيما بعد، صممي على رأيك، وأخبريه بأن عليه تحمل نتيجة اختياره.
أثناء شراء الملابس، عوديه أن يختار بنفسه ليكون له ذوق عام فيما يرتدي، ولا تتعاملي بمبدأ ديكتاتوري بفرض رأيك عليه، فتمحين شخصيته، ولا تخبريه بأن يشتري مثلما يريد، واسأليه عن احتياجه، هل تحتاج شراء بنطلون أو "تي شيرت"؟ وعليه أن يختار ويكون مسؤولاً عن هذا الاختيار بشراء شيء واحد فقط يكون قد سبق وحدده معك، حتى إذا دخل المحل لا يتوجه إلى شيء آخر، وإذا وجد شيئاً آخر، وطلبه منك، عليك تذكيره باختياره، وأن بإمكانه شراءه المرة القادمة عندما يحين موعد الشراء القادم.
وهكذا في الرياضة إذا طلب ابنك تعلم السباحة، عليه أن ينتهي من تلك الرياضة قبل أن يغيرها بتعلم كرة القدم أو الكاراتيه، تصميمك على تحمل اختياره يجعل شخصيته قوية ومسؤولاً فيما بعد عندما يكبر، وسيجعله يفكر دائماً قبل الاختيار؛ لأنه شخص مسؤول عن اختياراته، ولا يختار بشكل عشوائي، وهذا الأمر سيريحه كثيراً عندما يكبر.
اجعلي طفلك يختار دوره في كيفية مساعدتك في الأعمال المنزلية وفي أي شيء في حياته، عوديه بنفسه أن يختار دون أن تختاري، اجعليه شخصاً مسؤولاً، ولا تؤجلي ذلك على أنه مازال صغيراً، فتعليم ابنك في صغره سيشكل شخصيته بين شخص مسؤول أو شخص عشوائي.
كيف تعودين طفلك على تحمل مسؤولية اختياراته؟
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - لميس سامي
- 03 يناير 2018