ها هو العام 2017 لفظ أنفاسه الأخيرة، ونحن حملنا حقائبنا واقفين على أبواب العام الجديد 2018، لكن العام المنقضي كان قد حمل بجعبته الكثير من الأحداث والمفارقات الغريبة والجديدة على جميع الأصعدة، ولعل الأحداث والإنجازات والمفارقات على الصعيد الطبي كان من أبرز ما حصل في هذا العام، وإليكم بعض أهم هذه الأحداث الطبية الغريبة التي وقعت في هذا العام.
التعرق الدموي:
حالة طبية نادرة، بل نادرة جداً وللغاية، حدثت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، حين تم نقل فتاة إيطالية بعمر الواحد والعشرين عاماً إلى المستشفى بشكل طارئ، بعد أن عانت من ظهور الدماء بشكل كثيف عند تعرقها، على كل من وجهها ويديها، بدون تعرضها لأية رضوض أو جروح أو مشاكل جلدية حتى.
ولم يستطع الأطباء إلى الآن، معرفة الأسباب الحقيقية التي تسبب هذه الحالة الطبية النادرة، لكنهم توصلوا إلى بعض الفرضيات التي تعتقد بأن سببها هو زيادة الضغط في الشعيرات الدموية، مما يجعل الخلايا الدموية الحمراء تعبر من أوعيتها إلى الغدد العرقية في الجلد، ومن الجدير بالذكر أن تاريخ الطب لم يسجل إلا 42 حالة مشابهة منذ العام 1880.
وشم العين:
في الشهر الأخير من العام 2017، قامت عارضة الأزياء الكندية الشابة "كات غالينجر"، بوشم المنطقة البيضاء من عينها باللون البنفسجي، هذا النوع من الوشم الذي يُسمى بـ"وشم الصلبة العينية"، والذي انتشر مؤخراً بشكل كبير، لكن الآمر مع "غالينجر" كاد يفقدها عينها، حيث جراء خطأ في عملية الوشم، اختلط حبر الوشم ذو اللون البنفسجي بسوائل العين الطبيعية، بعد أن عانت من تشوش في النظر وألم وتورم كبيرين في العين.
بذل الأطباء جهدهم لإنقاذ عين "غالينجر"، وبدأوا معها علاجاً كثيفاً من الأدوية والمضادات الحيوية لمنع انتشار العدوى بشكل أكبر، ومن ثم بعد ذلك، قاموا بإجراء عملية جراحية لها لإزالة الحبر البنفسجي من عينها، وها هي تتعافى من الكارثة التي كانت ستودي بعينها شيئاً فشيئاً.
سلخ فروة الرأس ومن ثم إعادة وصلها
الحادثة الطبية التالية، حدثت باليابان في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، وعلى الرغم من صعوبتها، إلا أن الأطباء تمكنوا من التعامل مع الأمر وعلاجه بالشكل المناسب، وذلك بعد أن فقدت امرأة ستينية فروة رأسها كاملةً، حيث نزع جلدها من أعلى الأنف إلى أسفل الرقبة والجزء العلوي من الأذنين، وذلك بعد أن علق شعرها بآلة ميكانيكية دوارة لغزل القطن.
تعامل من معها مع الحادث بشكل سليم، وفي الحال حفظوا فروة رأسها بوعاء بلاستيكي مع قطعة من الجليد، حتى وصلوا المستشفى، وهناك وبعد القيام بالإجراءات الطارئة، تمكن الأطباء من إعادة فروة الرأس بشكل كامل عبر عملية جراحية دقيقة، وأظهرت المرأة تحسناً كبيراً ومفاجئاً، وهي الآن تستطيع فتح وإغلاق عينيها بشكل طبيعي كما عاد شعرها للنمو.
27 عدسة لاصقة في عين واحدة
في تموز/ يوليو الماضي، عاش الأطباء في انجلترا صدمة كبيرة، حين دخلت أمرأة على أبواب السبعين من عمرها طوارئ إحدى المستشفيات بعد إصابتها ببعض المشاكل في عينها، وأثناء إجراء عملية روتينية لها لإزالة عدسة لاصقة، اكتشفوا وجود كتلة متكونة من 17 عدسة لاصقة متراكمة فوق بعضها، بعد إزالتهم جميعهاً، اكتشفوا وجود كتلة أخرى من 10 عدسات، ليكون المجموع 27 عدسة لاصقة متراكمة في العين، كانت استخدمتهم طوال 35 عاماً متواصلة، والغريب في الأمر أن السيدة لم تشعر بتهيج في عينها أو ألم طوال هذه المدة.
الوشم الذي تسبب بنقاش أخلاقي
أثار هذا الحدث الطبي الذي وقع في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جدلاً ليس فقط بين الأوساط الطبية، بل في العالم كله، وذلك حين دخل رجل من ولاية فلوريدا الأمريكية إلى غرفة الطوارئ بعد أن فقد الوعي، وحين كشف الأطباء عن صدره ليقوموا بإنعاشه، وجدوا وشماً على صدره "لا تنعشوني" "do not resuscitate".
أثار هذا الوشم جدلاً واسعاً بين الأطباء، بين ما هو قانوني، وبين ما هو رغبة المريض بأن لا يقوم الأطباء بإنقاذه وإنعاشه، وفي نهاية الأمر، استجابوا لرغبة المريض، ولم ينعشوه، حتى مات بدون أي مساعدة طبية، ولكن لحسن الحظ، وجدت المستشفى وثيقة قانونية مسجلة يطلب المريض خلالها عدم إنعاشه، لذا فالتصرف كان مبنياً بشكل قانوني في الواقع، لكن الجدل حول حالة ممكنة مستقبلاً غير مستبعد بالطبع.