تفضل الكثير من النساء التعايش مع عقدهن النفسية أو حتى تجاهل وجودها؛ لتجنب البوح بأسرار النفس الداخلية ولو لإنسان مختص وموثوق فيه، مهمته تحليل العقد وفك ألغاز النفس البشرية. فلماذا هذا الخجل؟
خجل وهمي
قالت دراسة برازيلية شملت 2000 عينة من جميع الجنسيات عبر الإنترنت، تبين أن 65 % من النساء يرفضن الخضوع للتحليل النفسي؛ لأسباب أسمتها الدراسة بـ«الخجل الوهمي». وأضافت: " البوح بأسرار شخصية لإنسان موثوق به ليس فيه أي بواعث للخجل. فربما تخجل المرأة من الحديث عن خصوصياتها النفسية أمام مجموعة من الناس، ولكن أن ترفض الحديث عما يؤلم نفسيتها لمحلل نفسي مختص، فهو أمر لا يمكن استيعابه حتى الآن". وبرأي الدراسة، أن الكثيرات مصابات بالعقد النفسية يخجلن مما يعانين منه، ولذلك يحاولن كتمان ذلك على حساب معاناتهن، وهذا الخجل الذاتي يؤدي إلى ما سبق، وسمي «بالخجل الوهمي» من المحلل النفسي.
الخوف من معرفة الذات
وأضافت الدراسة أن ما يخيف المرأة هو التأكد من أنهن تعاني من مرض ما، نفسياً كان أم جسدياً، ولذلك ترفض، على سبيل المثال، إجراء الفحوص الدورية؛ لمعرفة درجة صحتها؛ لتجنب معرفة أمراضها. وهذه الحالة تنطبق أيضاً على التحليل النفسي. فالخوف من الذهاب إلى عيادة التحليل النفسي نابع من خشية معرفة الذات، وتحديداً معرفة العقد النفسية التي تعاني منها.
وأوضحت الدراسة: "هذا الخوف يسبب الهروب من معرفة الواقع والحقيقة لكي لا تواجهها، إما لشعورها بأنها غير قادرة على هذه المواجهة أو لاعتقادها بأنه ليس هناك حل لعقدتها. فالخوف من اكتشاف عقدتها عبر البوح بكثير من الأسرار يجعل بعض النسوة يكرهن أنفسهن؛ بسبب الحالة التي هن فيها.
الكبرياء
الكبرياء والعجرفة تمنعان أحياناً الكثير من النساء من زيارة عيادات التحليل النفسي؛ لاعتقادهن بأنهن لا يعانين من شيء أو يتكبرن على البوح بأسرار في أعماقهن الداخلية، وكأنهن يبحن بأسرار علاقاتهم الحميمة.
وأضافت الدراسة أن ما يضحك ويبكي في نفس الوقت هو أنه عندما يقترح أحد على امرأة زيارة عيادة للتحليل النفسي؛ لفك لغز نفسي يؤرق حياتها فإن ردها يكون هو أنها أذكى من المحلل النفسي، وأن البوح بالأسرار النفسية هو ضرب من الغباء لايقدم عليه إلا الضعفاء الذين لايستطيعون فهم أنفسهم.
للمجانين فقط
أكدت الدراسة أن 46 % من الرجال و 15% من النساء يعتبرن أن عيادة التحليل النفسي هي مكان لمعالجة المجانين، ولذلك يرفضن الذهاب إليها. وقالت الدراسة إن هذا الاعتقاد ليس له أساس من الصحة؛ لأنه ليس كل العقد النفسية دليل جنون.
إن الدراسات أثبتت أن من تعاني من عقدة نفسية وخلل في التصرفات، ولا تريد معالجة نفسها قد تصاب بخلل خطير في الشخصية.
مشكلة أبدية
أكدت المحللة النفسية البرازيلية روزانا سانتوس سيلفا أن رفض الكثير من النساء الذهاب لعيادات التحليل النفسي ستبقى مشكلة أبدية، إن لم يحاولن فهم أن هذه العيادات لاتختلف عن عيادات الأمراض الجسدية. وقالت: إن قبول العيادات النفسية واعتبارها كأي عيادة أخرى للأمراض الجسدية هو سمة الإنسان العصري، لكن هناك أموراً مغروسة في النفس البشرية، لا تتطور مهما تطور العصر.
وأضافت «روزانا» رداً على سؤال لـ: "سيدتي نت" حول رفض نسبة كبيرة من الناس فكرة زيارة عيادات التحليل النفسي: إن هذا الأمر موجود عند الرجال أكثر من النساء، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الإحصائية التي أوردتها الدراسة حول اعتبار عيادات التحليل النفسي أماكن لمعالجة المجانين. وشرحت : "المرأة تقبل فكرة الذهاب إلى عيادات التحليل النفسي إذا شعرت بأنها ليست على مايرام، أو أحست بأن علاقتها الزوجية تنحدر بسبب خلل فيها هي. لكن الرجل يرفض الفكرة من أساسها؛ لأنه يعتبر الذهاب إلى العيادات النفسية نقطة ضعف".