زهيّة زيواني، امرأة مرحة ومبهرة. هي اليوم من النّساء القلائل في العالم اللاتي احترفن مهنة قائدة فرقة سيمفونيّة، فنادرات هن النّساء اللّواتي يقدن فرقة موسيقيّة ويحملن لقب «المايسترو» صاحبة العصا السحريّة.
وزهيّة التّي كسّرت احتكار الرجال لهذه المهنة، هي من أصل جزائري وتقيم في فرنسا، ولدت ونشأت في مدينة «بانتان» PANTIN الفرنسيّة وتحمل الجنسيتين الفرنسيّة والجزائرية.
جوائز وأوسمة
درست زهيّة الموسيقى بجامعة «السوربون»، وبفضل موهبتها واجتهادها وعزيمتها تجاوزت الكثير من العقبات لتحقّق حلمها وتصبح قائدة فرقة سيمفونية، وهي اليوم تطوف العالم بفرقتها التي تضم أكثر من 100 عازف وتقيم حفلات مشهودة يتم خلالها عزف أشهر السيمفونيات، وقد تمت دعوتها للجزائر وتكريمها وتكليفها بقيادة فرقة الأوركيسترا الجزائرية.
نالت أهم جائزة تقديرية في الموسيقى من الرّئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، كما تمّ إعداد شريط وثائقي عن مسيرتها وتجربتها وقع بثه في قناة أرتي ARTE (الفرنسية الألمانيّة المشتركة)، وتحصَّلت على وسام الشّرف الفرنسي.
رسالة إلى المغتربات
وزهيّة ألّفت كتابًا باللغة الفرنسيّة عن سيرتها الذاتية وتجربتها عنوانه: «قائد الأوركيسترا» تضمن فصولاً عن مسيرتها، وضمَّنته رسالة إلى النّساء المغتربات العربيات، مفادها أنه باستطاعتهن إذا أردن وتسلحّن بالعزيمة أن ينتزعن مكانتهن اللاتي هن جديرات بها في فرنسا. وتقول زهية في هذا السياق: «إن المتأمل في أصولي العربية ونشأتي في ضواحي إحدى المدن الفرنسية يرى أني كنت مهيأة لأن أكون حلاقة مثلاً، ولكني أردت أن أثبت أنه إذا تسلح المرء بالعزيمة فإن كل شيء يصبح ممكنًا».
وزهيّة تناصر وتدعو لحق الناس من مختلف الشرائح، وخاصة المهاجرين سكان ضواحي المدن الفرنسية، والذين يعانون من التهميش، إلى الارتقاء ثقافيًا والنهل من منابع الفنون الراقية كالموسيقى السيمفونية.