من المفارقات الكبيرة في الحياة المعاصرة أن العديد منا يواجهون صعوبة في المحادثة الصادقة وجهاً لوجه مع أحد، مع العلم أننا قد لا نتورع عن الإفصاح عما نشعر به بالضبط، وأحياناً بالتفصيل الممل..
أما في العالم الافتراضي، الفيس بوك مثلاً، فقد نجد من ينشر "أرغب بلكم مديري على الوجه"، وما تلبث موجة فورية من القلق يبدؤها الأصدقاء والأتباع متسائلين: "أوه ماذا فعل لك اليوم؟"، فتلك اللحظات الخطيرة الخاصة التي كنا نتشاركها سابقاً فقط مع أقرب وأعز الناس، تبث الآن للعالم على تويتر: "يا إلهي! لقد تقدم فلان لخطبتي في الليلة الماضية".. مع ألبوم صور كامل!.
هل هناك خطر من أننا لم نتشارك مشاعرنا لأجل الصدق، ولكن لأننا نحب الاهتمام الذي نحصل عليه اليوم في مجتمع لم يعد يخفي شيئاً؟
"ما بدأنا نراه هو نسخة معدلة عن الحقيقة"، تقول لوسي بيريسفورد، كاتبة ومسؤولة عمود النصائح في مجلة "Psychologies"، ومؤلفة كتاب" العلاقات السعيدة في المنزل"، وتضيف: "هناك خطر من انعدام صدقنا مع أنفسنا عندما نقوم بكتابة تحديثات ونشرها على الفيس بوك وهي ليست صادقة 100٪ ، إذ يكمن الخطر في نهاية المطاف بالاعتماد كثيرا ًعلى الآخرين وتعليقاتهم لتهدئتنا، وجعلنا نشعر بشكل أفضل، لأن التعامل مع مشاعرنا لوحدنا في بعض الأحيان، وتطوير المرونة لدينا أفضل بكثير من نشر كل شيء نحسه ونشعر به".