في الآونة الأخيرة كثرت معاناة بعض المتزوجين في عدم قدرتهم على الإنجاب، مما اضطر بعضهم لتبني (كفالة) طفل من دور الرعاية، وغالباً ما يكون هؤلاء الأطفال لقطاء وليس لديهم ذنب سواء ان ذويهم تخلوا عنهم.
ويدخل الطفل اللقيط في حكمه بالطفل اليتيم، فكلاهما ليس لديه من يرعاه، وقد يكون اللقيط أشد بؤساً من اليتيم، الذي قد يكون لديه أقارب يسألون عنه، أما اللقيط فلا يعرف له أهل ولا أقرباء... فلعل في تربيته الأجر العظيم.
التقت "سيدتي" الأخصائية النفسية، سعدية القعيطي، لتبين لنا ماهي الآلية التي يجب أتباعها حين يقرر المتزوجان تبني طفل، قد يشعرون بالخوف لأسباب مختلفة، وتدور في أذهانهم أسئلة كثيرة: من هو الطفل الذي سنتبنى؟ وهل سنوفق في رعايته وتربيته؟ وهل سنكون والدان صالحان؟ و غيرها من التساؤلات التي تشغلهم.
- بينت القعيطي أن الطفل ذو الظروف الخاصة لا يختلف عن باقي الأطفال بشيء، فالطفل الصغير يتعلق بمن يعتني به ويرعاه سواء كان والداه الحقيقيان أم أي أحد آخر كالخادمة التي ترعى الأطفال فتجده يحبها ويتعلق بها أكثر من والديه، وقالت "فالطفل يهمه من يستجيب لرغباته من يلاعبه ومن يحبه أكثر!"
- إن خصائص النمو لمراحل الطفولة لا تختلف بين الطفل اللقيط أو المولود في منزله، ولكن يكمن الاختلاف في طريقة التعامل معه مما يسبب له المشكلات النفسية، فكلما كان الشخص ملماً بمراحل النمو ومراعياً لنفسية الطفل كلما عدّت هذه المرحلة بسلام.
- يحتاج الطفل إلى الحب اللا مشروط ، والشعور بالأمان والطمأنينة وغيرها من الحاجات النفسية التي ذكرها الأطباء.
وتضيف الاخصائية سعدية، من أهم الأمور التي يجب على الوالدين التهيئة لها "كيف ومتى نخبر الطفل أنه متبنى!"
متى؟
- يقترح الطبيب النفسي ستيفن ( طبيب نفسي اكلينيكي ، رئيس قسم خاص لاستقبال حالات التبني)، أن أفضل عمر لإخبار الطفل بذاك هو بعد سن السادسة وقبل سن الثامنة، لأن الطفل في عمر السادسة لاتزال لديه مخاوف أن يفقد والديه، أو زوال محبتهما له، فتعتبر سن حرجة فالأولى الانتظار لبعد ذلك بقليل.
- في حال كان الطفل المتبنى "كفالة" لا يشبه عائلته سواء كان أسود اللون ومن قاموا بتبنيه أصحاب بشرة بيضاء، أو العكس وغير ذلك من الأسباب التي تبين الفرق بينهم وبينه بوضوح فيلزمهم إخباره منذ سن الرابعة حتى لا يعرف أو يسمع هذه المعلومة من شخص آخر مما قد يسبب له مشكلات نفسية مختلفة تتعلق بفقدانه لاحترامه وتقديره لذاته واهتزاز ثقته بوالديه.
كيف ؟
- قبل إخبار الطفل بذلك ينبغي عليك تهيئته لهذه المحادثة، وذلك بأن تقصي عليه قصص تتعلق بالتبني وكيف أن جميع الأطفال يولدون بعد فترة حمل ولكن البعض بعد ولادته يذهب لبيت آخر ليعيش فيه، وذلك بسبب مشكلة لدى والديه منعتهما من الاحتفاظ به.
- لابد من تكرار القصص أو عرض أفلام تحمل هذا المضمون ولكن بشكل جيد حتى يستوعب المعنى، إلى أن يحين الوقت الذي تقررين فيه إخباره، حتى تقللي من شعوره بالحزن أو الحرج.
- يجب أن تكوني مستعدة وجاهزة للإجابة على أسئلته التي سوف يطرحها عليك! فقد يسألك عن والديه الحقيقين! أو لماذا تخليا عنه؟ اتفقي مسبقاً مع زوجك و العائلة عن إجابات تكون قريبة من الواقع ولكن بلطف.
- في حال تم تبني طفل ليس صغيراً كأن بلغ الثالثة أو أكبر فلابد من السؤال عن عاداته وكيفية تهدئته وما هو رويتنه حتى تتمكني من اعطاءه ما تعود عليه ليتقبلك بأسرع صورة ممكنة.
- تذكري أن الطفل المتبنى غير معتاد على النوم بمفرده فهو ينام بغرفة بها العديد من الأطفال ومن يرعونهم، يجب عليك الانتباه لهذه النقطة والاهتمام بها حتى تتمكني من تعويده على أن ينام بمفرده.
- تذكري أيتها الأم العزيزة أن الطفل يتعرف على والديه خلال فترة حمله 9 أشهر، فهو يسمع أصواتهما، ويأنس لحديثهما معه كما أظهرت الدراسات ذلك، وحين تحضرين طفلاً من دار الرعاية إلى منزلك عليك أن تكوني قريبة منه جداً بقدر الإمكان حتى يشعر معك بالأمان والراحة .
- لا تنسي أن الأم بعد الولادة تمر بما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة ولا تحب طفلها وتود أن تتجنبه، فلا تتحرجي من عدم شعورك بالمحبة لطفلك الذي تبنيتيه على الفور، قد يأخذ ذلك منك وقتاً، فلا تجزعي وتظني أنك أماً سيئة.