بين ليلة وضحاها، قد تتغير حياتنا بشكل جذري، وتنقلب رأساً على عقب، سواءً كان ذلك إلى الأفضل أم إلى الأسوأ، ولكن الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل في هذا الشأن، أن العديد من الأحلام التي كنّا نظنها بعيدة المنال أو مستحيلة، قد تصير حقيقية وواقعاً نعيشه كل يوم، وربما يكون الشاب البريطاني "غويليم بوغ" صاحب الـ33 عاماً، خير مثال على ما سبق من حديث.
كان "بوغ" في السابق يعيش حياة رتيبة للغاية ومملة جداً، حيث كان يعمل بوظيفة مسوق مالي لدى إحدى الشركات، يقضي ما يقارب العشر ساعات كاملة في مكتبه، وكان غير راضٍ على الإطلاق عن حياته عموماً، ومظهره الخارجية على وجه الخصوص، فطوال حياته كان "بوغ" رجلاً بديناً، ويعتبر نفسه بأنه شخص غير جذاب أو وسيم، ولكن ذلك كله تغير فجأة.
بعد كل هذه السنوات، قرر "بوغ" أن يغير كل شيء في حياته، وأن يتحول إلى شخص آخر، وبدأ كل لك عندما نصحه مصفف الشعر الذي يتردد عليه عادة، أن يطلق لحيته وشعره، ويتركهما بدون أن يقصهما، وفعلاً قام "بوغ" بذلك وتغيرت حياته تماماً، أو بشكل أكثر دقة، انقلبت رأساً على عقب.
ترافق هذا التغيير الجذري بإطلاق لحيته وشعره، بأن اتبع حياة صحية، وحمية غذائية، بالإضافة إلى قيامه بممارسة التمارين الرياضية، حيث تمكن "بوغ" من إنقاص ما يقارب 45 كيلة غرام من وزنه، لكن الأمر الأهم في كل حياته الجديدة، أنه قام بالإستقال من وظيفته، وترك العمل المكتبي إلى الأبد.
ما قام به الشاب البريطاني "بوغ" صاحب الـ33 عاماً، فتح له أبواباً جديدة لم تكن بحسبانه على الإطلاق، إذ تلقفته العديد من دور الأزياء في المملكة المتحدة، وأصبح بشعره ولحيته الحمراء، وجهاً مميزاً في عالم الموضة، وبات واحداً من أشهر عارضي الأزياء، وانتشرت شهرته في العالم كله.
وكما تهافتت عليه دور الأزياء وصُنّاع الموضة للعمل لديهم، أيضاً سارعت العديد من وسائل الإعلام المختلفة في العالم للحصول على مقابلات صحفية وتلفزيونية معه، وفي إحدى هذه المقابلات يشير "بوغ" إلى أن حياته المهنية السابقة كانت ممتازة للغاية، ولكنه على الرغم من ذلك لم يشعر يوماً بأن هذا هي الحياة التي يجب عليه أن يعيشها، ولم يشعر سابقاً أنه عاش حياته فعلاً، حيث يؤكد عارض الأزياء البريطاني، أنه الآن أفضل حالاً، وأنه متأكد من أن القرار الذي اتخذه هو القرار الصحيح.
ويتابع "بوغ" في حديثه أنه قضى معظم حياته بين المعاملات المالية داخل مكتبه الصغير، ولكن حياته الجديدة فتحت له الكثير من الأبواب، حيث يصف "بوغ" أن العمل مع المصممين العالميين بعقولهم وخيالاتهم المبدعة، إلى جانب السفر إلى مختلف أنحاء العالم، بأنه "أمر لا يُصدق".
ويشاهد مئات الآلاف من متابعين "غويليم بوغ" عبر حسابه على موقع الصور "أنستقرام"، الرحلة التي وثقها خلال هذا التغيير الكبير في حياته، ويصادف "بوغ" الكثير من التعليقات التي تعبر عن اندهاشها وعدم تصديقها أن عارض الأزياء الوسيم هذا صاحب الشكل المميز، هو نفسه الشخص الذي كان موظفاً عادياً بوزن زائد وحياة رتيبة مملة.
وبحسب ما صرح به "بوغ" سابقاً، أنه في شخصيته وحياته الجديدة الآن، يتذكر دائماً ما الذي كان يفكر فيه خلال حياته السابقة، بأنه لطالما كان يؤمن بأن وظيفته كـ"مسوق مالي"، لم تكن قدراً محتوماً عليه، ويجب أن يعيش فيها طوال عمره، وأنه تمكن من تغيير حياته بيديه، كما يستذكر على الدوام صديقته المفضلة، التي كانت تدعمه طوال الوقت، حتى أصبح ما هو عليه اليوم، ويقول "بوغ":
"أنا محظوظ لأنني تمكنت من إنجاز هذا التحول في حياتي المهنية، وأحاول الآن جاهداً أن أطور وأحافظ على هذا التحول".
الموضوع التالى
