تستقطب مالقة فئتين من السائحين: فئة تنشد الثقافة والآثار، وفئة ثانية تنشد أشعَّة الشمس. ومالقة، هي ثاني أكبر مدينة في الأندلس لناحية عدد السكَّان، وسادس أكبر مدينة في إسبانيا. وُلد الرسام والنحَّات بابلو بيكاسو فيها، كما الممثِّل أنطونيو بانديراس. وتحظى بمناخ شبه استوائي متوسِّطي، أي بشتاء معتدل وصيف حار، مع ساعات طويلة تنعم فيها بأشعَّة الشمس خلال العام (حوالي 300 يوم).
تشمل عناوين السياحة في مالقة:
"قصبة مالقة": يعود تاريخ هذه القلعة إلى القرن الحادي عشر، وهي تطلُّ على الميناء، ومحفوظة بشكل جيِّد، وتُقدِّم مثالًا كلاسيكيًّا للهندسة المعمارية العسكريَّة في وقتها، مع جدرانها المزدوجة وتحصينات الدخول الضخمة. وفي سنة 1279، أصبحت مالقة جزءًا من المملكة الناصريَّة، بعد أن غزاها محمد الثاني بن الأحمر، وقد جدَّد الحصن، مانحًا إيَّاه مظهرًا عربيًّا، ما يجعل من هذا العنوان أحد الأعمال الإسلاميَّة الأهم في إسبانيا اليوم. كما تُضيف المكوِّنات العسكريَّة، مثل: الأبراج وشقوق الأسهم، إلى أهميَّة "القصبة" التاريخيَّة.
يلج الزائر مدخل الحصن الخارجي من خلال بوَّابة "فولت أو بورتا دي لا بوفيدا". ويمكن الوصول إلى الغرف الداخليَّة، عبر بوَّابة غرناطة.
المسرح الروماني: هو المسرح الأقدم في مالقة، وكان بُني تحت حكم الإمبراطور أوغسطس، في القرن الأوَّل قبل الميلاد. من أنقاضه، بُنيت "قصبة مالقة". وفي الخمسينيَّات، اكتُشف المدرَّج من قبل علماء الآثار، مع بناء "كاسا دي كولتورا". وفي سنة 1995، تقرَّر هدم المركز الثقافي الذي احتلَّ أكثر من 30% من موقع المسرح. وفي سنة 2011، فتحت الحكومة المحليَّة المسرح الروماني للجمهور، وهو يُستخدم اليوم في الحفلات بالهواء الطلق خلال الصيف.
وقد اكتشف علماء الآثار خلال الحفريَّات، المدخل الرئيس للمرحلة الرومانيَّة القديمة ومنطقة الأوركسترا التي تبلغ مساحتها 15 مترًا ومنطقة الجلوس المرتفعة 16 مترًا وباب مدخل المسرح.
متحف "بيكاسو": وُلد بابلو بيكاسو في مالقة، في سنة 1881. وقد تبرَّعت ابنته في القانون وحفيده برنارد رويز بيكاسو باللوحات للمكان، الذي افتُتح في سنة 1953. وفي المجموعة، أكثر من 230 عملًا للفنَّان الشهير تُغطِّي ثمانية عقود من فنِّه.
يقع المتحف في "بالاسيو بينافيستا"، حيث البناء مثال على العمارة الأندلسيَّة، التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. ويُمكن للزائر الاستراحة بعد الزيارة في مقهى بـ«حديقة بالاسيو»، وشراء الهدايا التذكاريَّة من المكتبة.
مسجد الأندلس: يقع في حيِّ مدينة "أرويو ديل كوارتو"، بالقرب من مسجد "فوينخيرولا" والمركز الثقافي الإسلامي ومسجد مؤسَّسة سهيل مدريد، التي أسَّسها الملك فهد بن عبد العزيز الراحل، ويرأسها الآن شقيقه الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
طول صومعة المسجد يبلغ 25 مترًا. علمًا بأنَّ مسجد الأندلس يُعدُّ من مساجد أوروبا الأكبر، مع مساحة تبلغ 4 آلاف متر.
حديقة "لا كونسيبسيون" النباتيَّة: تزخر بالنباتات الاستوائيَّة وشبه الاستوائيَّة المستوردة من أنحاء العالم، وتضمُّ شارع "الكركديه"، الذي هو عبارة عن ممرٍّ يقود إلى الطرف الشمالي من الحديقة. وفيه، يعرض قسم "غونزاليس أندرو" أكثر من 50 نوعًا من النباتات المنوَّعة من جزر سليمان والبولينيزيا الفرنسيَّة والصين واليابان وأُستراليا والبرازيل والمكسيك. وللاسترخاء، يُنصح بالذهاب إلى "يستيريا أربور"، خصوصًا عندما تزهر، أي في أواخر مارس/آذار أو أوائل أبريل/نيسان.
يمكن للزائرين قضاء ساعات عدَّة لاستكشاف الحديقة بالكامل، كما التنزُّه عند جسور المشاة لرؤية الشلَّالات وبرك المياه وأشجار النخيل الفريدة من نوعها.
شاركونا تعليقاتكم...