مرض الكلى المزمن يصيب نحو 195 مليون امرأة حول العالم، ويحتل حاليًّا المرتبة الثامنة بين الأمراض المسؤولة عن وفاة النساء، حيث يصل عدد الوفيات من جرّائه إلى600 الف حالة سنويًا .علمًا أنّ النساء هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الكلى المزمن من الرجال.
أطلقت وزارة الصحة العامة والجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم، بالتعاون مع شركة "سانوفي"، الحملة الوطنية للتوعية حول أمراض الكلى عند النساء، تحت شعار "إحمي كِلْيتِك متل عَيْلتِك"، تزامنًا مع اليوم العالمي لأمراض الكلى.
"سيدتي نت" حضر المؤتمر وحاور الدكتورة رنا سكاف صفير، رئيسة قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، وعضو الجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية، على النحو الآتي:
_ لماذا الحديث عن أمراض الكلى لدى النساء خصوصًا؟
أظهرت أحدث الدراسات أنّ المصابات بمرض الكلى المزمن أكثر عرضة للمعاناة من تداعياته السلبية خلال فترة الحمل. فحمل هؤلاء النسوة يُعتبر الأكثر خطورة لأنهنّ معرّضات لارتفاع معدلات ضغط الدم والولادة المبكّرة. لذا، نحن بأمسّ الحاجة لزيادة الوعي حول مرض الكلى المزمن لدى النساء، وتشخيصه في الوقت المناسب، والمتابعة السليمة طوال فترة الحمل.
_ ما علاقة الطبيب النسائي في الكشف عن أمراض الكلى؟
الحمل قد يشكّل أحد دواعي التشخيص المبكّر بالإصابة بمرض الكلى المزمن، ما يتيح التخطيط للتدخلات العلاجية. وهناك أمراض تصيب النساء وتؤدي في ما بعد، إلى تضرر أو كسل الكلى، مثل تكرر التهابات المسالك البولية، وفي حالة الحمل(ارتفاع ضغط الدم من جراء تسمّم الحمل، وسكري الحمل، وتكرار الالتهابات التي تصيب المرأة الحامل)، حيث يمكن أن تتفاقم وتسبب ضررًا للكلى بوتيرة أقوى مما لو لم تكن المرأة حاملًا.
الحمل هو نافذة لصحة المرأة بعد 20 عامًا، لذا، من المهم أن يكون لدى السيدة متابعة منتظمة لدى الطبيب النسائي خلال فترة حملها.
الكشف عن هذه المشاكل سهل للغاية، ويمكن أن يحصل في عيادة الطبيب النسائي، الذي يمكنه بكل بساطة قياس ضغط الدم، وإجراء فحص للبول، فضلًا عن قياس الوزن الذي يمكن أن يدلّ على أمور عدة قد يكون سببها كسلًا في الكلى.
_ ما هي الإشارات التي تشي بوجود مشاكل في الكلى؟
أول إِشارة لوجود مشاكل في الكلى، هي: ارتفاع ضغط الدم الذي هو أكثر شيوعًا لدى النساء، والذي يمكن إجراؤه في الصيدلية أو في المنزل، وجود زلال أو سكّر في البول، والذي يظهر من خلال نتائج فحص البول العادي في المختبر أو في الصيدلية، والذي قد يكشف أيضًا عن وجود ضغط على الكلى.
قد يكون أدنى أمراض الكلى، بداية تضررها، وفي أقصاها يمكن أن نصل إلى القصور المزمن في عمل الكلى الذي يستدعي غسل الكلى.
_ هل تحدث هذه المشاكل المرَضية لدى الحامل في مختلف فترات الحمل؟
الالتهابات النسائية يمكن أن تحدث في أيّ فترة من فترات الحمل، أما تسمّم الحمل المصحوب بارتفاع ضغط الدم، فيحدث غالبًا بعد الشهر الخامس. وفي حال كانت السيدة تعاني مشكلةً ما في الكلى، فإنَّ أول زيارة لها خلال الحمل لدى الطبيب النسائي ستكشف المشكلة.
ويتم إجراء فحص للتأكد من مستوى السكري في بداية الحمل وفي الأشهر الأخيرة منه.
مع الإِشارة إلى ضرورة تحدّث الحامل مع طبيبها، عن التاريخ الصحي العائلي لديها، لكي يتنبّه باكرًا لإمكان أصابتها بأمراض الضغط والسكري.
_ ما هي الاجراءات الوقائية المطلوبة من المرأة خصوصًا؟
• الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.
• الحفاظ على وزن معتدل، ومحاربة السمنة التي قد تؤدي في ما بعد إلى تضرر الكلى.
• ممارسة الرياضة لـ 30 دقيقة يوميًّا، 5 مرات أسبوعيًّا.
• شرب الكثير من الماء (نحو ليترين في اليوم).
• التقليل من الملح والسكر في الطعام.
• مراقبة ضغط الدم للحفاظ عليه مستقرًا.
• التخلي عن التدخين.
• الحرص على التبوّل بانتظام.
• أثناء الحمل: المتابعة المبكّرة والدورية لدى الطبيب النسائي.