قد تكشف الأمراض عن المشاعر الحقيقية للمحيطين بنا، فكيف هو الحال مع المرأة التي هي أضعف المخلوقات وأرقها، بمشاعرها وأحاسيسها وطيبة قلبها، حتى تصل أحياناً إلى درجة الوقوع في غرام طبيبها.
قصص نساء وفتيات وقعن في غرام الأطباء، ولكن البعض أو الكثرة اكتشفن وهم ما وصلن إليه. فـ«منى عبدالله»، كتبت في اعترافاتها تقول: كنت أدور في متاهة وحلقة مفرغة بين الأطباء والصيدليات والوصفات العربية الشعبية؛ حين تعرفت إليه عن طريق المصادفة، قال لي ببساطة وهدوء وثقة حين تلوت على مسامعه بلهاث سريع كل ما عندي: دعيني أعرف تاريخك المرضي منذ البداية، وبدأ مشوار علاجي معه؛ وبدأت صحتي تتحسن مع الانضباط الشديد لنصائحه وإرشاداته، ويوماً بعد يوم أيضاً؛ وجدتني أخبره بكل ما يحدث معي في حياتي من صغيرة وكبيرة، لأفيق ذات صباح وأسأل نفسي: «هل أحب طبيبي؟ أو تحديداً، هل وقعت في غرام طبيبي؟
تواصل منى سرد قصتها قائلة: لقد انفصلت عن زوجي منذ سنوات، ولدي أولادي الذين تفرغت لهم سنوات طويلة، وأوليتهم كل رعايتي وحبي واهتمامي، حتى أغلقت قلبي ونسيت أنوثتي من أجلهم؛ ليأتي مشواري مع المرض، ويفتح كتاباً كنت أغلقته منذ زمن، ويجعلني خائفة أن أكون مريضة بمرض جديد وهو غرام طبيبي.
ادعاء المرض
فيما تقول سارة أحمد، وهي في السابعة عشرة من عمرها، عن قصتها مع طبيبها: تخرج لتوه في الجامعة، وقد استدعاه والدي في منتصف إحدى الليالي لإصابتي بمغص حاد، فصرت أنتحل الأعذار، لأحظى منه باستشارة، وأهملت دراستي وحياتي، وأصبح هو شغلي الشاغل، وبعد مدة علمت بخطبته؛ فأصبت بصدمة عصبية شديدة؛ لازمت على إثرها الفراش، وحاول أهلي عرضي على طبيب نفسي؛ فرفضت، وتوهمت أنه قد خانني؛ فذهبت إليه في عيادته وصارحته، فتبسم في هدوء وقال لي، أني لاأزال صغيرة، وأنه يعدّني مثل أخته، وكلما التقيته مصادفة؛ أحني رأسي؛ لأن مالديّ من مشاعر وهمية؛ قد تبخر حين أصبحت طالبة جامعية، وارتبطت بعلاقة حب متبادلة مع زميل لي.
ليست قاعدة
على الجانب الآخر، تقول فيروز أحمد، وهي عروس شابة، تزوجت من طبيبها، وهو طبيب أمراض جلدية، بعد أن دام علاجها عنده أكثر من عام لعلاج حب الشباب: كما تفشل أي علاقة أو تكون المشاعر مضطربة، فحب المريضة للطبيب يحتل هذا وذاك، وأنا تزوجت من زوجي بعد أن صارحني هو بمشاعره، وبعد أن تأكدت أن مشاعري نحوه ليست مشاعر امتنان فقط.
بدوره يقول الدكتور الشاب، محسن ثابت وهو طبيب أسنان: ليس هناك قاعدة أو تخصيص، فقد تقع المريضة في حب طبيبها، وقد يحدث العكس، المهم هو صدق المشاعر.
أمر عادي
الأخصائي النفسي، محمد صادق، بدوره يقول عن ولع المريضة بطبيبها: حين يساعد طبيب ما مريضته ويقف بجوارها؛ فليس معناه أنه قد وقع في غرامها، وحين ينغمس معها في مشاكلها الخاصة؛ فهو بدافع الشفقة ليس أكثر، ما لم يصارحها بأمر آخر مباشرة، ومن دون لطف وابتسامة رقيقة مدروسة غالباً، وهذا لا يقلل من شأن الأطباء الذين يتعاملون مع مئات المرضى، ومهمتهم تهوين مرضهم لا تهويله.
مع وضد
للوقوف على آراء بعض الشابات في الزواج من الطبيب؛ التقينا إيمان عبدالكريم، وهي خريجة جامعية، التي قالت: المرأة معروفة بأنها مرهفة الحس، ولكن أن تقع في غرام طبيبها؛ فهذا معناه أن هناك خطأ ما في تقديري، المشاعر عند المرض تكون مضطربة؛ فنحن نحب ونتعلق بأي شخص يقدم لنا خدمة أو عوناً أثناء مرضنا؛ فكيف لو كان الطبيب وكان شاباً.
أما شيماء يوسف، وهي طالبة جامعية أيضاً، فتقول: المهم ألا تحدث هذه العلاقة في فترة المراهقة، أعرف زميلات وقعن في غرام أطبائهن؛ تقليداً لنانسي عجرم، ويعتبرن أن الشهيرات يولعن بأطبائهن؛ فيفعلن المثل.
استبيان
أجرت «سيدتي» استبياناً؛ شاركت فيه 100 فتاة، حول إن كن يؤيدن زواج المريضة من طبيبها؟ فكانت آراؤهن كالآتي:
25 % يرين أنه حب مؤقت ولن يدوم، وسينتهي بشفاء المريضة.
45 % يرين أن لكل حالة ظروفها، وأنها علاقة مثل كل علاقة تحتمل النجاح أوالفشل.
30 % يرين أن هناك أطباء يهوون الإيقاع بالمريضات وتركهن؛ بقصد اللعب بمشاعرهن وتزكية غرور الرجل.
شهيرات تزوجن من أطباء
أم كلثوم: تزوجت من الدكتور حسن الحفناوي.
هند رستم: تزوجت من الدكتور محمد فياض.
لبنى عبدالعزيز: تزوجت من الدكتور إسماعيل برادة.
الملكة ناريمان: تزوجت من الدكتورإسماعيل فهمي، وهو آخر أزواجها.
نانسي عجرم: تزوجت من طبيب الأسنان فادي الهاشم.