حالة استعداد وتأهب قصوى، وتسخير كافة الإمكانات لمواجهة مخاطر السيول التي تشهدها المملكة العربية السعودية هذه الأيام، فعلى الرغم من تعليمات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة المواطنين والمقيمين من مخاطر السيول، إلا أنّ المديرية العامة للدفاع المدني كشفت عن تلقيها 10735 بلاغًا من جميع مناطق المملكة خلال أربع وعشرين ساعة فقط، تراوحت بين احتجاز عدد من السيارات على بعض الطرق بالقرب من بطون الأودية، وتعطل المركبات داخل الأنفاق التي ارتفع فيها منسوب المياه، أو حالات التماس كهربائي. ولم تترك الأمطار منخفضًا إلا واستقرت فيه، حتى المدارس والبنوك، وكثير من المرافق العامة اقتحمتها السيول مسببة أضرارًا كثيرة، احتجاز، وتعليق للدراسة، والتفاصيل في هذا التقرير:
على الفور وجَّه أمراء مناطق المملكة بسرعة التعامل مع السيول التي شهدتها السعودية خلال اليومين الماضيين، ففي الرياض ومنذ أن بدأت السيول بالتدفق وجَّه الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض، والأمير تركي بن عبد الله نائب أمير الرياض للتعامل مع الأمطار والسيول التي تعرضت لها مدينة الرياض ومحافظاتها بتسخير كافة الإمكانات والفرق الميدانية لتكون جاهزة لأداء مهامها والتعامل مع الظروف تحسبًا لاستمرار هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة، وفقًا لتوقعات الأرصاد، وتم تعليق الدراسة أمس السبت في الرياض، وفي عدد من مناطق المملكة.
بينما تم استئناف الدراسة اليوم في الرياض مع استمرار تعليقها في بعض المناطق. ووجه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أمناء المناطق والمحافظات، ورؤساء البلديات بتسخير كافة إمكانيات الأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة، ووضعها في حالة الاستعداد والتأهب للتعامل مع مخاطر الأمطار والسيول التي تشهدها البلاد وما ينتج عنها من تجمعات مائية في المناطق المنخفضة والطرق.
الرياض
تم تخصيص رقم 940 لتلقي البلاغات التي بلغ عددها وتلقتها غرفة عمليات الدفاع المدني في منطقة الرياض أكثر من خمسة آلاف ومئة وخمسة بلاغات من مواطنين ومقيمين في مدينة الرياض طلبًا للنجدة.وقد احتجزت السيول سيارتين وعددًا من الأشخاص الذين تم إخراجهم 9 أشخاص، وهم بصحة جيدة، كما باشرت فرق الدفاع المدني عدد 5 حالات التماس كهربائي. وحادثًا مروريًّا واحدًا. وكشفت المديرية العامة للدفاع المدني عن مباشرة الوحدات والفرق الميدانية لما يزيد عن 10735 بلاغًا من جميع مناطق المملكة، جرَّاء الأمطار الغزيرة والمتوسطة.
حائل
اما في منطقة حائل فلقد تلقت عمليات الدفاع المدني أكثر من 700 بلاغ، تم مباشرة أكثر من 50 حالة احتجاز داخل مركبات وبلاغين عن انهيارات في بعض المباني القديمة، وقد تم الانتهاء من عمليات الإخلاء والإنقاذ التي نفذت بإشراف مباشر من مدير الدفاع المدني بمنطقة حائل اللواء عبد الله الزهراني، بمتابعة من الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل في قرية المريفق لعدد من الأسر القاطنين في أحد الشعبان الواقعة في القرية، وأصبح الوضع مطمئنًا .
المدينة المنورة
كذلك تعرضت منطقة المدينة المنورة لأمطار تراوحت ما بين المتوسطة والغزيرة. اتركزت على محافظة خيبر دون أن تتسبب بأي حوادث احتجاز أو انهيار في المباني، بينما تباينت شدة الأمطار على محافظات منطقة عسير، فكانت خفيفة على محافظة ظهران الجنوب ومحافظة أحد رفيدة، بينما كانت غزيرة على مركز الفرشة بتهامة قحطان التابعة لإدارة سراة بن عبيد مع حدوث سيول في وادي الحمة، في حين تسببت الأمطار الغزيرة على محافظة تثليث في هدم خيام عدد من البدو الرحل في قرى غرملة ودرع والهدود ورخيمان، وباشرت اللجنة الفورية صرف المساعدات العاجلة من البطاطين والخيام والبسط للمتضررين عن طريق فرع وزارة المالية بعسير، مع استمرار أعمال الإغاثة وإخلاء المتضررين والتي تم تجهيزها لهذا الغرض.
وفي منطقة نجران تلقت عمليات الدفاع المدني بلاغات نداءات استغاثة عن 15 حالة احتجاز مركبات، إضافة إلى السيطرة على حريق في محول كهرباء بمحافظة ديمة، وإيواء 18 عائلة بالمحافظة، ونقل أربعة عائلات أخرى تم تسكينها في مدينة نجران مع وضع جميع فرق الدفاع المدني بالمنطقة في حالة تأهب للتعامل مع أي بلاغات. فيما أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني العقيد عبد الله الحارثي أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة، بين المتضررين جرَّاء احتجاز المركبات، أو انهيار المباني القديمة في بعض القرى والهجر، وأنّ الجزء الأكبر من البلاغات كان حول تجمعات المياه التي تعيق حركة السير في الطرق والأنفاق أو تتسبب في تعطيل السيارات والمركبات، مشيراً إلى تكثيف رسائل التوعية والتحذير لسكان المناطق المعرضة لاحتمالات سقوط الأمطار الغزيرة، تبعًا لما يرد لعمليات الدفاع المدني من الرئاسة العامة للأرصاد من معلومات خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة.
وأهاب العقيد الحارثي بالمواطنين والمقيمين باتباع إرشادات الدفاع المدني وتوخي الحذر وعدم التواجد في بطون الأودية ومسارات مصارف السيول، حفاظًا على سلامتهم، مؤكدًا نشر وحدات الدفاع المدني في كافة المواقع التي تتزايد فيها فرص تجمع المياه والانهيارات الأرضية وبطون الأودية للتدخل السريع في التعامل مع ما يرد من بلاغات، إضافة إلى المشاركة في اللجان الفورية التي تم تشكيلها لتقديم الخدمات العاجلة والمساعدات الإغاثية للمتضررين الذين يتم نقلهم إلى مواقع الإيواء.
شبكات التواصل
شبكات التواصل والسيول ازدحمت أمس بنقل صور السيول ومقاطع الفيديو لإنقاذ من احتجزتهم السيول، ومن ذلك المقطع الذي عرض لشباب من حائل كونوا فريقًا لإنقاذ شاب محتجز بوادي الأديرع، بدؤوا بتشكيل أنفسهم كفريق واحد لإنقاذه في الوقت الذي كان متعلقًا في إحدى الأشجار. وكان الحادث الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي تعطل الصراف الآلي في عفيف بعد أن تسببت السيول في تعطل ماكينته، إضافة إلى تعطيل العمل بعد تدفق السيول حيث خرج العملاء والموظفون خوفًا من احتجازهم داخله.