قد تفاجئين بأن ابنك أو ابنتك يتصرفان بطريقة غريبة أو يعاملانك بـ اسلوب عصبي وغير مهذب، ويعرف ذلك باسم "المراهقة المبكرة" وهي منتشرة بين الأبناء هذه الأيام. ولكي تمر هذه الفترة بسلام عليك أولاً أن تعرفي ماهي المراهقة المبكرة؟ وما أسبابها؟ وكيف يمكنك التعامل معها؟ وكيفية التعامل مع المراهق في هذه المرحلة؟
التقت "سيدتي نت" بمستشار العلاقات الأسرية والوعي الذاتي الدكتور "سامي الأنصاري" ليحدثنا أكثر عن مرحلة المراهقة المبكرة.
يعرف دكتور "سامي" المراهقة المبكرة بأنها المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، وهي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية) وما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة داخلية وخارجية.
• ما هو سن المراهقة المبكرة؟
تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة وفي بعض المجتمعات الأخرى تكون طويلة.
• ولذلك فقد قسم العلماء المراهقة المبكرة إلى ثلاثة مراحل:
1. مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2. مرحلة المراهقة الوسطى (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3. مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد.
لكن يبدوا أن سن المراهقة تغير في الوقت الحالي بفعل التطور التكنولوجي الذي أثر بالفعل على نمو الأطفال نفسيا وذهنيا، فـ بعد أن كان يتراوح ما بين 10 و 13عاما اصبح اليوم أقل من ذلك بكثير، والطفل الصغير اصبح يدرك كل كبيرة وصغيرة، وتداهمه ما يطلق عليها بالمراهقة المبكرة والتي ليس لها علاقة بالبلوغ الجسدي وإنما البلوغ النفسي والعقلي -أي لا ينمو الطفل جسدياً وإنما نفسياً- بفضل الكم الهائل من المعلومات المتاحة أمامه للاكتشاف.
• علامات المراهقة المبكرة:
من علامات المراهقة المبكرة لدى الطفل والتي تتطلب من الأم التعامل معها بحذر وذكاء، مثل ميله إلى التمرد واتباعه لأسلوب "الندية" في محاولة منه لإثبات ذاته، والأخطر من ذلك أنه يخوض في مواضيع الحب والزواج ويستمع إلى الأغاني الرومانسية ويصبح قادراً على التحليل والتفكير بطريقة مختلفة ومدهشة.
• نصائح في كيفية التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة:
1. يجب التخلي في هذه الحالة عن أسلوب التوبيخ لأنه سوف يأتي بنتائج عقيمة وبالمقابل طفلك يحتاج إلى الحوار ومناقشة المسائل باحترام وثقة متبادلة.
2. حاولي احتواء غضب صغيرك وامتصاص تمرده بحكمتك.
3. اجعلي النمو النفسي والذهني السريع للطفل عاملاً إيجابياً يستغل في تطوير قدراته الدراسية للتفوق وكذلك في نجاحه بممارسة العديد من هواياته، مثل الرياضة والرسم وما إلى غير ذلك.
4. لا تقمعي طفلك وعامليه مثل الكبار بل واتركيه يعبر عن رأيه بآذان صاغية وأجيبي على أسئلته باهتمام وصدق.
5. لا تبتعدي عن طفلك كثيراً واعرفي من هم أصدقائه وقومي بتوجيهه وحاولي أن تنظمي نزهات أو مارسي معه الرياضة لتكوني قريبة منه باستمرار.