مع التطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها السريع بين جميع فئات المجتمع ولا سيما المراهقين ازدادت نسبة التنمر الإلكتروني خصوصاً في ظل ظهور التطبيقات المختلفة بشكل متواصل حتى أصبح إيذاء الأطفال والمراهقين عبر الشبكة العنكبوتية سهلاً، إذ أن غالبيتهم يحملون هواتف ذكية تحتوي على كل التطبيقات الحديثة، وأضحت هذه الظاهرة خطراً حقيقياً على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
فما هو التنمر الإلكتروني، وماهي آثاره، وكيف يمكن التصدي له وحماية الأطفال منه؟
"سيدتي" تواصلت مع الأخصائية النفسية وئام العمري حتى تجيب على الأسئلة التالية:
عرّفت "العمري" التنمر الإلكتروني بأنه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت للسخرية من الطفل أو المراهق، أو مضايقته والتشهير به أو تعنيفه لفظياً من قِبل شخص أخر. ويكون الإيذاء متعمد إما باستخدام العبارات السيئة، أو استغلال صور الطفل أو المراهق للسخرية أو الايذاء والتشهير.
آثار التنمر الالكتروني النفسية على الطفل أو المراهق:
تؤكد "العمري" بأنه لابد من حرص الأهالي على مراقبة سلوك أطفالهم، فما أن يجدوا إبنهم وقد أصبح يحب العزلة والانسحاب وطرأ تغيراً في تعامله مع الآخرين، عليهم سرعة المبادرة بالحوار معه والبحث وراء الأسباب والتي قد يكون التنمر الإلكتروني أحدها.
وقالت "فالطفل أو المراهق عند تعرضه للتنمر قد يتدنى لديه مستوى الثقة بالنفس والتقدير للذات، تظهر عليه أعراض القلق والاكتئاب والاضطراب في النوم، تزيد أو تنقص عنده الرغبة في الأكل، وقد يخسر أصدقائه ويتجنب المواقف الاجتماعية، كما أن مستواه الدراسي قد ينخفض، وقد يحاول إيذاء نفسه أو الإقدام على الانتحار، وعلى العكس قد يتعمد إيذاء الأخرين والتنمر عليهم كتعويض لشعور النقص لديه بسبب تعرضه للتنمر".
كيف أحمي طفلي من التنمر الإلكتروني؟
• يحدث التنمر لأن المتنمر يعتقد بأن الضحية غير قادر على الدفاع عن نفسها، لذلك لابد من تشجيع الطفل أو المراهق على التعبير عن مشاكله واحتواءه وتعليمه كيفية حل المشكلات أو اللجوء للأسرة دون خوف من ردود الفعل.
• ضرورة التحكم بأوقات استخدام الأجهزة الالكترونية، والعمل على تكوين الرقابة الداخلية للطفل، مع الحرص على مراقبة سلوكه واحتواءه وحثه على البوح بمشاعره.
• تعليم الطفل أو المراهق كيفية تجاهل الأشخاص ذوي الطباع السيئة والمتحكمين بسلوك الآخرين.
• تشجيع الطفل على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية، حتى تزيد ثقته بنفسه ويكتسب مهارة التفاعل الاجتماعي.
• الحرص على عدم نشر الطفل أو المراهق لصوره الخاصة أو معلوماته حتى لا يتم استغلالها من قبل المتنمرين.
• في حال علم الأهل بأن إبنهم يتعرض للتمنر عليهم إحتواء الطفل والتعرف على مشاعره دون توبيخ أو لوم، حتى لا يكبت مشاعره فتظهر على شكل مشاكل نفسية لاحقاً.
• اللجوء للمختصين وطلب مساعدتهم إن استدعى الأمر ذلك، حفاظاً على التوازن النفسي للطفل أو المراهق.