توصل العلماء من خلال دراسة صدرت حديثاً أنَّ هنالك بعض الأنواع من الجراثيم قادرة على تحويل «الليستين»، وهو المادة الغذائيَّة الموجودة في صفار البيض والكبد ولحم العجل والقمح، إلى مادة تسبب انسداد الأوعية الدمويَّة، والمعروفة بـ«أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين».
وأوضح الدكتور ستانلي هازين، مدير مركز طب الخليَّة والجزيئات في عيادة كليفلاند، أنَّه يمكن معايرة «أكسيد ثلاثي الأمين» في الدم للتنبؤ بحدوث النوبات القلبيَّة والسكتات الدماغيَّة والوفاة وبشكل منفصل عن عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الأخرى، مقترحاً إضافة معايرة هذه المادة إلى قائمة التحاليل التي تجرى لتحري عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية، حيث يمكن لهذه المادة وحدها أن تحدِّد الأشخاص الذين لديهم خطر حدوث النوبات القلبيَّة والسكتات الدماغيَّة حتى لو لم يكن لديهم أي عامل خطر آخر.
كما وجدت دراسة سابقة أجريت عام 2011 أنَّ الفئران قادرة على تحويل «الليستين» إلى مادة «أكسيد ثلاثي متيل الأمين»، وأنَّ الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من هذه المادة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. لكن هذه الدراسة لم تؤكد إن كانت الجراثيم المعويَّة عند الإنسان قادرة على تحويل مادة «الليستين» إلى مادة «أكسيد ثلاثي ميتيل الأمين»، مثل تلك الموجودة في أمعاء الفئران.
وقام هازين وفريقه بإعطاء 40 شخصاً بالغاً بيضتين مسلوقتين تحتويان على كميَّة كبيرة من «الليستين»، ومن ثم قاموا بمعايرة «أكسيد ثلاثي ميتيل الأمين» في دمهم ولاحظوا أنَّها ارتفعت بعد تناول البيضتين.
كما قام الباحثون بمعايرة هذه المادة عند 4007 أشخاص لديهم مرض قلبي، وكانت النتيجة أنَّ هذه المادة ارتبطت بحدوث النوبات القلبيَّة والسكتة الدماغيَّة والوفاة خلال فترة الدراسة التي امتدت 3 سنوات.
كما اكتشف الباحثون في عيادة كليفلاند أنَّ الجراثيم قادرة على تحويل مادة أخرى وهي «الكارنيتين» والموجودة في اللحم الأحمر والألبان إلى «أكسيد ثلاثي متيل الأمين» أيضاً.
وبناءً على نتائج هذه الدراسة، قال هازين إنَّ بالإمكان الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغيَّة بتخفيف تناول صفار البيض واللحوم الحمراء، وكذلك تغيير طبيعة الجراثيم المعويَّة عن طريق استخدام الخمائر الفعالة والجراثيم المفيدة. أما استخدام المضادات الحيويَّة للتخلص من هذه الجراثيم فيعتبر طريقة غير عمليَّة؛ وذلك بسبب إمكانيَّة حدوث المقاومة ضد المضادات الحيويَّة عند هذه الجراثيم.