على الرّغم من أنّ "فاطمة بن فهد" قد تخرّجت من قسم هندسة الديكور في جامعة الإمارات، إلا أنّ ميولها قد حوّلت مسارها لتقتحم مجال تصميم الأزياء، فبدأت تتعرّف إلى أسرار الألوان والخامات المختلفة، وتحرص على متابعة عروض الأزياء العالميّة والمجلات المتخصّصة وكلّ جديد في عالم الموضة. "سيدتي نت" كان له هذا الحوار الشيّق مع المصمّمة فاطمة، حيث حدّثتنا فيه عن البدايات وشغفها بمزج الألوان وابتكار الخطوط الجديدة.
البدايات في عالم تصميم الأزياء، وكيف دخلت المجال ؟
لقد كنت شغوفة بتصميم الأزياء منذ نعومة أظفاري. وكانت أمّي مصدر إلهامي ومثلي الأعلى بأناقتها الراقية المحافظة. في سنّ التاسعة، بدأت أخيط ملابس الدمى الخاصّة بي، إلى أن بلغت سنّ الـ13، حيث بدأت أرسم تصاميم خاصّة بي. وكانت أناقة ملابسي وتصاميمي محور اهتمام وتشجيع كلّ المحيطين بي، بدءاً بأهلي وزوجي وصديقاتي، أمّا بداية دخولي عالم الموضة والتصميم فكانت في عام 2005، قبل انطلاقتي الفعليّة عام 2007، لأصل إلى الاحتراف في 2009. وكان ذلك بعد حصولي على شهادة تصميم الأزياء من الجامعه الفرنسيّة "اسمود" المتخصّصة في علوم الأزياء.
أطلقت على دار أزيائك اسم "الميّاسه"، فهل لك أن تخبريني كيف تمّ هذا الاختيار؟
الميّاسه اسم مستوحى من أغنية "قدّك الميّاس يا عمري، أيقظ الإحساس في صدري"، وهو يعني قوام المرأة الرشيق الذي طالما تغنّى به الشّعراء. لذا أردت أن أحتفي بالمرأة من خلال هذه التسمية.
كونك إماراتيّة، خليجيّة، وتقطنين في الإمارات، ما هي نظرتك إلى الأزياء والموضة؟
بشكل عام، الأزياء العربيّة بدأت تلفت نظرالعالم الغربيّ ومصمّميه. وقد بات ملحوظاً اقتباس الكثير من التصاميم الأساسيّة للعباءة والقفطان.ونحن نجد الكثير من المصمّمين العالميين مَن يقتبس تلك التصاميم ويُوظّفها في أزيائه، أمثال فالنتينو وكريستيان ديور.
إلى أيّ حدّ ترتبط المرأة الإماراتيّة بالموضة وتُجاريها؟
المرأة الإماراتيّة عاشقة للموضة، بالرّغم من ارتدائها العباءة ذات اللون الأسود الكلاسيكيّ، حيث تُطعّم تلك العباءة وتُزيّنها بالألوان الزاهية أو الاكسسوارات الجذّابة من أحذية وحقائب وغير ذلك.
مَن هو مصمّم الأزياء العربيّ والعالميّ الذي يلفت نظرك بتصاميمه؟
كلّ له طابعه الخاصّ، فمثلاً إيلي صعب يتميّز بألوانه وخاماته المميّزة، وزهير مراد في ابتكاراته، في حين جورج حبيقة يتفرّد بالتصاميم والقصّات.. أمّا رامي العلي فبإبداعه المبهر.
ومن هي المرأة الأنيقة، برأيك؟
هي المرأة التي تبرز جمالها وأناقتها بكلّ بساطة، من دون غلوّ أو مبالغة، والتي تُراعي المحيط والمكان أو المناسبة التي تقصدها.
من مثلك الأعلى من النساء في الأناقة؟
على الصعيد الخليجيّ، الشيخة موزه المسند من قطر، أمّا على المستوى العربيّ فتتربّع على عرش أناقته الملكة الأردنيّة رانيا. وأحبّ ذوق الملكة إليزابيث والفنّانة جينيفر لوبيز على المستوى الغربيّ.
تصمّمين أزياء جاهزة وأخرى من الهوت كوتور، فمن أين تستوحين تصاميمك، وما هو مصدر إلهامك الأوّل؟
كلّ ما يُحيط بي، من بهارات وتلال وجدائل وسيّارات وغيرها... فقوّة الإلهام هي من تخطّ التصاميم على الورق وتُحدّد الألوان.
برعت في التصاميم التي تخاطب الفتيات المراهقات والشابات اليافعات، لماذا اخترت هذه الفئة بالذات؟
هذه الفئة كانت بمثابة تحدٍّ لي، لأنّها فئة تمتاز بإيقاعها السّريع المتغيّر، ويعود الفضل لـ "ناتاليا" ابنة ملكة جمال رومانيا التي أُعجبت بتصاميمي من الوهلة الأولى وتذمّرت من قلّة الموديلات التي تُخاطب أعمار بنات جيلها وأذواقهنّ.
تطمحين إلى العالمية مثل غيرك من مصمّمات الأزياء الخليجيّات؟!
أنا حالياً أجهز بروفايلي للعالميّة؛ والعالميّة برأيي هي إيصال ثقافتنا الإماراتيّة والعربيّة إلى العالم، من خلال الفنّ والأزياء وغير ذلك. وقد تكون عروض الأزياء في الخارج مرحلة أولى للوصول إلى العالميّة.
ما الجديد الذي ستُتحفنا به فاطمة لربيع وصيف 2013؟
جديدي تصاميم مستوحاة من المطربة "الليدي غاغا". فعلى الرّغم من شهرتها العالميّة في وقت قصير، ولبسها ومظهرها المثير للجدل، إلا أنّها إنسانة تدعم الكثير من المؤسّسات الخيريّة. وهذا الجانب من شخصيّتها ـ للأسف ـ غفل عنه العالم. الإنسان ليس بشكله الخارجيّ إنّما بما يُقدّمه للعالم في الخفاء. وقد تطرّقت في هذه المجموعة إلى edgy style .
هل اختيار المشاهير من بعض دور الأزياء العالميّة أو المصمّمين يزيد من شهرة تلك الدور أو المصمّمين؟ وهل تفكّرين بإحدى النّجمات المعروفات لترتدي من تصاميمك أو تكون سفيرة لعلامتك التجاريّة؟
هذه وسيلة تتطرّق إليها الأغلبية، وهي ناجحة في نظري، وهذا واحد من توجّهاتنا لهذا العام.