حصل المصور السعودي هشام الحميد على لقب برنامج "أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك" بعد حصده أكبر عدد من النقاط في المنافسات القوية التي خاض غمارها مع ثلاثة مصورين هواة لمدة أربعة أسابيع، هم الفنان الإماراتي عبيد البدور، واللبنانية سينثيا غصوب، والمصرية أمينة صبري، وذلك في إطار برنامج تلفزيون الواقع "أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك 2018" عبر قناة "ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي"، بالشراكة مع أبو ظبي للإعلام، وشركة "نيكون" لدعم ورعاية المصورين الموهوبين في العالم العربي.
"سيدتي" التقت المصور هشام الحميد، الذي عبَّر لها عن سعادته البالغة بالفوز، قائلاً "أن تكون مصور ناشيونال جيوغرافيك، هذا أشبه بالحلم الذي يراود جميع المصورين, لكنني ما زلت أجد ذلك بالمهمة التي لا يستهان بها, فمصور ناشيونال جيوغرافيك، هو مصور ذو مواصفات خاصة، يتعايش مع أصعب الظروف في المهمات التي يقوم بتصويرها، وتستغرق أشهراً، إن لم نقل سنوات".
وتابع "بوصفي مصوراً مختصاً في تصوير السفر، دائماً ما أبحث عن القصة في مختلف أنحاء العالم". وأضاف "أصور وجوه الأطفال، وكبار السن, والحكايا التي تدور في داخل القرى البعيدة، وعادات الشعوب والقبائل التي تجذبني كثيراً, والديانات الغريبة والمتنوعة, والمدارس وطلبة العلم, والمرأة الكادحة، وغيرها من المواضيع التي تحكي الحياة اليومية في أي مكان".
وقال: "تلك القصص التي سجلتها بعدستي أهَّلتني لأن أحقق إنجازات وجوائز كثيرة, منها جائزة الشباب الأكثر تنافسية على مستوى السعودية, إضافة إلى الجوائز الدولية، مثل الميدالية البرونزية في مسابقة مهرجان الصين الدولي الـ 15، وجائزة آل ثاني الدولية, والميدالية الذهبية في مسابقة الإمارات الدولية للتصوير، ومؤخراً الفوز في مسابقة سيينا الدولية بإيطاليا".
وأوضح "بالعودة إلى بداياتي في عالم التصوير، كان ذلك عن طريق المصادفة، ولمجرد ملء وقت فراغي عبر ممارسة هواية مفيدة خلال الشهرين اللذين انقطع فيهما عن الدراسة الجامعية، وقد اقتنيت كاميرتي الأولى مطلع عام 2008 ، وأعدها نقطة تحول في حياتي، وبداية لمشوار ارتباطي بالكاميرا، ومرحلة الشغف بالتصوير وتجربة كل أنواعه، وفي عام 2016 أقمت معرضي الشخصي في جمهورية الصين, وحالياً أعرض تجربتي في بعض المناسبات التصويرية".
وعن الصعوبات التي واجهها قال هشام: "في بداية مشواري كنت لا أملك الجرأة في التقاط الصور، ومواجهة الناس، ومحاولة الحديث مع الغرباء، وتقبُّل رفضهم التصوير، لكن مع انتشار ثقافة التصوير، وهو ما أعده شيئاً جميلاً للغاية, أصبحت مهمتنا بوصفنا مصورين أسهل من حيث تقبُّل الناس التصوير، بل أصبح التصوير أمراً معتاداً نراه بيننا كل يوم، لاسيما مع انتشار كاميرات الجوال عالية الجودة، التي أنتجت عشاقاً وهواة مختصين في التصوير بالهواتف الذكية".
واستدرك هشام: "ما يميز المصور الناجح نظرته المختلفة لكل شيء ما ينعكس إيجاباً على أعماله، وفي إمكان المصور تطوير نفسه من خلال التغذية البصرية بمتابعة الصور بشكل يومي في المواقع المختصة في عرض الصور الفوتوغرافية".
ولهواة التصوير، قدَّم هشام من خلال تجربته الشخصية مصورَ سفرٍ النصائح الآتية:
- اقرأ وتعرَّف إلى الدول التي ستزورها بشكل كافٍ، ما عاداتهم وتقاليدهم، وما يميزهم حتى تستطيع إبراز تلك الأشياء في صورك.
- أثناء التصوير حاول ألا تحمل إلا كاميرتك، فالإكثار من المعدات يشتت المصور.
- حاول أن تكون بسيطاً في كل شيء، في لبسك، وتعاملك، وتحدثك، وتعايشك مع أي مجتمع توجد فيه.
- احمل بعض الهدايا البسيطة معك طوال فترة التصوير مثل الحلوى، والأقلام، ربما تراها أموراً بسيطة لكنها تعني الكثير للبسطاء.
- حاول مراقبة أصدقائك في الرحلة، ستتعلم الكثير منهم بمجرد مشاهدتهم يلتقطون الصور، وهذا من أكبر فوائد رحلات التصوير الجماعية.
ويبدو أن أحلام هشام لن تتوقف بحصوله على لقب برنامج "أنا ناشيونال جيوغرافيك"، فحلمه الأكبر أن يكون أحد أبرز مصوري السفر على مستوى العالم: "هذا الحلم ليس سهلاً أبداً، لكنني متأكد من أنني سأحققه يوماً ما".