يُفسد الجوع الـ"رجيم" المُتَّبع أحيانًا، لكونه يتسبَّب باللجوء إلى خيارات "غير صحيَّة" في الأكل لتسكينه، ما يُفشل الـ"رجيم" الهادف إلى خسارة الوزن. وفي الآتي، "سيدتي. نت" يطلع من الاختصاصيَّة في التغذية العلاجية سمية صالح سليمان، على نصائح الـ"رجيم" والوسائل العمليَّة في التحكُّم في الجوع.
ثمة آليتان للجوع قد تتسبَّبان في الزيادة غير المرغوبة في الوزن.
1. الجوع الداخلي: هذا النوع من الجوع يُسمَّى بالاستقلابي، وينتج عن حاجة عضو من أعضاء الجسم إلى عنصر غذائي مُعيِّن. وعمومًا، ينتج نقص السكَّر في الدم الجوع الاستقلابي، وذلك عند اختلاف مُعدَّل السكر بين الدم الشرياني الذي يورد الطاقة إلى الخلايا والدم الوريدي وهو كم السكَّر الباقي في الدم بعد ما استخلصته الخلايا، الأمر الذي يحفِّز بعض المناطق العصبيَّة في المخ للمطالبة بالطعام.
لتفادي الجوع الاستقلابي، ينصح الباحثون في "مايو كلينيك" بتناول غذاء مُنوَّع ومتوازن، على أن يضمَّ الفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر الضروريَّة لعمل أعضاء الجسم الداخليَّة، كما تحديد مواعيد الوجبات اليوميَّة، مع الالتزام بهذه المواعيد. علمًا بأنَّ تفويت أي وجبة يُثير الشهيَّة إلى الطعام.
2. الجوع الحسي: ينتج هذا النوع من الجوع عن الحواس الخمس، كما من العادات الغذائيَّة المكتسبة.
للتحايل على الجوع الحسِّي، يُنصح بـ:
| تفادي المُغالاة في تناول الطعام، مع الإشارة إلى أنَّ الجوع والشبع يتقدمَّان تدريجيًّا وعلى مراحل.
| التخلُّص من إغراء الشوكولاتة، عبر إعطاء الأولويَّة لل أطعمة الأقل نعومة في الفم والأصعب في الهضم (الحبوب والألياف الغذائيَّة)، فلهذه الأخيرة قدرة على إشعار متناولها بالامتلاء.
| تجنُّب التواجد في الأمكنة، التي تُحفِّز على تناول الطعام.
| التفرقة بين الجوع والعطش، وبالتالي شرب الماء بانتظام لدفع الجوع.
| تناول كمّ كاف من البروتين والأملاح المعدنية، لقدرتهما على تعزيز الشبع طويلًا.
| الحذر من تناول السكَّريات سريعة الامتصاص، كالحلويات بأنواعها والمعجَّنات. علمًا بأنَّ السكريات سريعة الامتصاص تؤدِّي إلى ضخِّ كمٍّ كبير من السكَّر دفعة واحدة في الدم، ما يتسبَّب بإفراز كمٍّ كبير من هرمون الـ"إنسولين" المُتخصِّص في أيض السكر الزائد. وما تقدَّم يُخفِّض سكَّر الدم بشكل حاد، وبالتالي يُدخل الجسم في حال جديدة من الجوع الحسِّي.
| الابتعاد عن محفِّزات الجوع الحسي، وهي: جاذبيَّة المكان وترتيب المائدة المبالغ فيه وجمال الأطباق وصنوف الطعام المتعددة وروائح الطعام المثيرة للشهية.
وسائل عمليَّة
تُفيد الوسائل العمليَّة الآتية، في السيطرة على الجوع أثناء الـ"رجيم"، وفي كلِّ يوم:
1. الاحتفاظ بوجبة خفيفة صحيَّة (حبَّة صغيرة من الموز أو حفنة من المكسرات النيئة...) في حقيبة يدك لتناولها، في حال الجوع.
2. شرب كوب من الشاي الأخضر أو شاي الأعشاب أو عصير البندورة، لغرض تسكين الجوع.
3. تناول الخضراوات الطازجة والخضراوات الورقيَّة، على مدار اليوم.
4. تناول حبَّة من البيض المسلوق في وجبة عشاء، مع كوب من الزبادي الخالي من الدسم أو الجبن الخالي من الدسم، ما يُسيطر على الجوع لليوم التالي.
5. خلايا التذوُّق على اللسان تُفضِّل مذاقات الأطعمة المُملَّحة والدهنيَّة (البطاطس المقلية ورقائق البطاطس والسمبوسة والحلويات الشرقيَّة والزبدة)، الأمر الذي يتسبَّب في إرسال إشارات عصبيَّة إلى المخ مُحفِّزة على تناول هذه الأطعمة، وهو ما يتسبَّب في زيادة غير مرغوبة في الوزن. وفي هذا الإطار، يُفيد تناول الخضراوات الطازجة التي تُخلِّص الخلايا من تأثير الدهون الضار وتقلِّل من الجوع الحسي تجاه الأطعمة المذكورة.
للتغلُّب على الشعور بالجوع، يجب اتباع "رجيم" غذائي صحِّي ومتوازن. شاركونا تعليقاتكم...