أطلقت سفارة ألمانيا في السعودية بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة، عرض موسيقى الجاز الألمانية بمشاركة 33 عازفًا للأوركسترا الألمانية، على مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتضمن العرض مقطوعات للموسيقار العالمي بتهوفن وبرامز وفاغنر، منها مقطوعة ألَّفها بتهوفن لرثاء زوجته، وأخرى بعنوان "خيانة الحياة".
وقدمت أوركسترا كولونيا من مدينة كولونيا غرب ألمانيا، بقيادة مايكل ألكسندر ويلنس، عزفًا رومانسيًّا للموسيقيين الألمان فاغنر وبتهوفن وبرامز، وأبدعت طوال الحفل، الذي امتد على مدى ساعتين، في استقطاب آذان الحضور، إذ تُعدّ أكاديمية كولونيا التي نفّذت الحفل أكبر أوركسترا ألمانية تصل السعودية، لتعكس التحول الواسع للمجتمع السعودي ضمن رؤية المملكة 2030، إذ قدمت الفرقة معزوفاتها في الدمام وكورنيش جدة والرياض خلال اليومين الماضيين.
وكذلك قدّم أول أمس "الجمعة"، العازف محمد محمود حكيم والعازف سلطان عبد المحسن من السعودية، مع ثلاثة موسيقيين ألمان هم بيرجيتا فليك وماكس إندريزجويسكي وجيمس بانر، عرضًا موسيقيًّا رومانسيًّا استحوذ على عشق الحضور، وأظهر المهارات المميزة للشبان السعوديين.
وأوضح المستشار الثقافي لسفارة ألمانيا، الدكتور رفائيل، لـ"سيدتي" أمس "السبت"، أنه على الرغم من أن مركز الملك فهد الثقافي الذي تُقام فيه الفعالية مكانٌ عام، فإنه وطاقمه حَرِصا على أن يكون الحاضرون مُسجّلين برابط وصلهم عبر هواتفهم أو بريدهم الإلكتروني، يمنحهم تذاكر مجانية للحضور، وذلك ليكون المكان على دراية مُسبقة بالعدد.
وأشار إلى أن معظم كراسي المركز المخصصة للجمهور، والتي يصل عددها إلى 2700 مقعد، كانت مشغولة، مُبينًا أن الهدف من الحدث خلق تفاعلٍ ثقافي مع الجمهور السعودي، وتعريفه بالفن الألماني.
وكان لوقع اللحن وتناغم الموسيقى برتابتها الهادئة في أغلب الأحيان، حتى تصل لمرحلة ما يشبه الصمت مع أنغام خفيفة تطرق آذان الجمهور، يرافقها نغمات صاخبة وسط الهدوء، الأثرُ التفاعليُّ مما جعل الجميع يشعر باللحن، ويتذوق الموسيقى الألمانية لأول مرة.
من جهة أخرى، تفاعل الجمهور الذي التقته "سيدتي" مع حفل الموسيقى، وقد قارن بعض الحضور بين الموسيقى العربية الشهيرة التي يُردد الجمهور معها بعض الكلمات، والألمانية التي يسمعها للمرة الأولى ولا يعرف عنها أي شىء، مشيرين إلى أن الألحان والموسيقى كونها لملك الموسيقى العالمية بتهوفن ومشاهير آخرين، جعلت الجميع يُصغي ويستمتع ليكتشف أسرار ألمانيا الموسيقية، ويحاول فهم الرسالة التي تحملها النغمات.
وكان أكثر ما أثار انبهار الجمهور، الأصوات التي انطلقت من الحنجرة المميزة للمطربة جوهانا أفينكا بصرخات غنائية لها صدى مُتأرجح ومُتمايل التي صفّق لها الجمهور طويلاً، إذ تعتمد على مدّ حروف الأغنية وبترها فجأة أو العكس، مع تناغم حركيّ يعلو وينخفض وفقًا للنغمة والصوت.