يواجه المجتمعُ السعودي، وخاصة فئة الشباب، العديدَ من المشكلات التي تُعتبر بمثابة التحديات له، حيث إن هناك العديد من الشباب يمتلكون الطاقات الكامنة القادرة على خلق الفرص وتغيير المجتمع بشكل جذريّ وواضح، وتطويره للأفضل.
وتحدَّث الأخصائي الاجتماعي إبراهيم العجلان، عن أبرز المشكلات التي يواجهها شبابُنا في المجتمع السعودي، وكيف حاولوا التصدي لها، لكنها تحتاج إلى جهة قوية وتعديلات دائمة من أجل تغييرها، ومن تلك المشكلات ما يلي:
1. مشكلة سوق العمل وعقباته بعد التخرج من الجامعة
إن العديد من الشباب بعد إنهاء دراستهم الجامعية، والبدء في البحث عن مكان عمل مناسب، يواجهون مشكلة عدم التمكن من تحقيق الكفاءة العلمية التي تؤهلهم لاجتياز مقابلة العمل، أو التمكن من خوض مُعْتَرَكِ الحياة العملية والإبداع فيها، مع زيادة الإنتاج في مجال عملهم، وهذا الخلل قد يعود إلى الطالب بحَدِّ ذاتِه، أو قد يعود إلى الجامعة ومُخرجاتها التي لا تُؤَهِّلُ الطالبَ لسوق العمل بشكل حقيقي وكامل.
2. مشكلة استغلال العمل الحُرّ تحت مُسَمَّى العمل التطوعي
إن العديد من الأعمال الحرة التي تكون عبارة عن ساعات خبرة يكتسبها الطالبُ أو الموظف في ساعات فراغه، ورغبةً منه في تمضية الوقت بما يَعُودُ بالنفع عليه، قد يستغلُّها المسئولون أو الجهات القائمة على تلك الأعمال تحت مُسمى "التطوع" الذي يقدِّم من أجل العملِ شهادةً بعدد ساعات التطوع دون تقديم أدنى مكافأة مالية تدعم الشخص الذي قَدَّمَ وقتَه وجهدَه في العمل.
3. التجارة والأعمال الحرة ومبدأ التقليد والمحاكاة
الكثير من شباب مجتمعنا يمتلكون قوةً وطاقةً كامنة في أعمالهم الخاصة، بل يوجد منهم من يبذل قُصارى جهدِه في تقديم أجود وأفضل ما لديه دائمًا، وعندما نرى في مجتمعنا، وخاصة بين فئة الشباب، أن هذا المشروع أو ذاك يُحقِّق نجاحًا وربحًا واضحًا، فعادةً ما نجد العديد من المشاريع الأخرى التي تُحَاكِيه وتُقلّد فِكرَه، فيصبح العمل مستهلَكًا، وهذا ما يحدُّ من إبداع وإنتاج الشباب.
4. شحّ الوظائف وحصر سوق العمل على متطلبات أشبه بالتحديات
أصبحت الوظائف غالبًا في هذا الوقت، تطمح لاكتساب الموظفين المُخَضْرَمِينَ والمُتَمَكِّنِينَ من العمل بشكل كامل، دون الحاجة إلى التدريب وتقديم التأهيل في العمل، لذلك يجد الشباب شُحًّا في الوظائف، فيتجهون إلى وظائف لا تتلاءم مع تخصُّصاتهم الدراسية، أو تكون الوظيفة غير ملائمة من ناحية المرتب والبعد والمسافة التي يقطعها الموظف مقابل العطاء والتشجيع من قِبل رؤسائه، ومَنْ يَكْبُرُهُ في العمل.
5. ارتفاع الحياة الاقتصادية والاستهلاكية أمام الشباب الناشئ
يتمنى كل فرد في بداية حياته وتخطيطه لمستقبله أن يمتلك مشروعًا تجاريًّا شخصيًّا ناجحًا، لكن بسبب التغيّرات الاقتصادية التي تشهدها المملكة اليوم، وبسبب التغيرات الحاصلة في سوق العمل، فإن العديد من الشباب كان يواجه عائقَ الوضعِ المالي والاقتصادي أمامه، مما يمنعه من تحقيق ما يطمح إليه من أعمال ومشاريع خاصة، بالإضافة إلى أن أَوْجُهَ الدعم الحكومية أو الخاصة تُوجَّهُ وتُمْنَحُ تحت شروطٍ ومنافذ معينة، تحدّ من إبداع فئة الشباب.