ما إن هلّ شهر مايو في المملكة العربيَّة السعوديَّة، حتَّى بدأت حالة من الطَّوارئ في البيوت السعوديَّة؛ بسبب الاختبارات، حيث يعلنَّ الأمهات حالة التأهُّب القصوى عن طريق وضع قائمة من الممنوعات على أبنائهنَّ الطُّلاب، والذين من المقرر أن يخوضوا اختبارات نهاية العام في أواخر الشَّهر الحالي، وفي الأيام الأولى من شهر يونيو.
في المقابل يشكو الأبناء من نسيان الآباء والأمَّهات لهم طوال العام، وتذكُّرهم لهم فقط في الأيام الأخيرة من العام بقائمة المحظورات، فيستعدُّ في الرياض وحدها أكثر من 4 ملايين طالب وطالبة لخوض الاختبارات.
"سيِّدتي نت" دخلت البيوت، وسألت الأمَّهات عن استعدادهنَّ للاختبارات، وعن قائمة الممنوعات ومحظورات الطَّوارئ في شهر مايو، وكان هذا التَّحقيق.
الملخصات واللامبالاة
تؤكِّد "أم سارة" على أنَّ هذه الفترة حسَّاسة جدًا في حياة الطُّلاب والطَّالبات؛ لأنَّ الملخَّصات التي يعتمدون عليها تصيبهم بحالة من اللامبالاة، فمدرِّس المادَّة هو من يضع الاختبار، وهو من يسجِّل الدَّرجات، فأيّ مسؤوليَّة من الممكن أن يتحملَّها الطَّالب.
وتضيف: "قبل الاختبارات بشهر أرفع درجة الاستعداد في البيت إلى أعلى درجة، وأمنع ابنتي من الجلوس على الحاسوب، والدَّردشة مع صديقاتها على "فيس بوك" أو "سكاي بي"، كما تكون المكالمات الهاتفيَّة بحساب، ومهما كانت سهولة الاختبارات، يهمّني في المقام الأول أن تحصل ابنتي على المعلومات التي ستساعدها في ما بعد".
وتشير "أم سارة" إلى أنَّ الطُّلاب معذورون، فالمغريات أمامهم أكبر بكثير من حجم طاقة استيعابهم لكلِّ هذه الأمور، وعلى الأسر استيعاب هذا الأمر، وتعليمهم تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات بالصُّورة المفيدة لهم؛ لدعم نجاحهم الذي تتمناه كل الأسر.
اعتراض
سارة وعلياء ومراسي زميلات دراسة، وصديقات بحكم القرب المكانيّ من البيت والمدرسة، وهنَّ يشكين من الضَّغط الذي تفرضه أمهاتهنَّ خلال هذه الأيام التي تسبق الاختبارات، كما أكَّدن على أنَّ مرحلتهنَّ الدراسيَّة وهي المرحلة الثانويَّة تجعلهنَّ يعرفن مصلحتهنَّ جيدًا، وأنَّهنَّ يعلمن بأنَّها مرحلة حسَّاسة، ولابدَّ من التَّركيز فيها جيدًا، من دون أيّ ضغوط".
دروس خصوصيَّة
"موسم الاختبارات صعب"، بهذه الجملة بدأ عثمان العنزي وهو موظف إداري، كلامه عن استعداده لأخيه في موسم الاختبارات، ويضيف قائلاً: "نستعد للاختبارات بالدُّروس الخصوصيَّة وكلُّنا أمل أن يدخل الجامعة، ويستعد لمرحلة الابتعاث المهمَّة في حياة الطَّالب السعوديّ، فهي فرصة لا يمكن تضيعيها أبدًا".
تراجع الاهتمام
يقول المعلِّم نايف الحسن من جازان: "كانت الأسر السعوديَّة في السَّنوات الماضية تخصص وقتًا كافيًا للاهتمام بأفرادها في أوقات الامتحانات الفصليَّة والنهائيَّة، وتوفر جهدًا كبيرًا لمتابعة أبنائها الذين يدرسون في كافَّة المراحل التعليميَّة، لكننا نلمس في السَّنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا لهذا الاهتمام".
ويوضَّح الحسن الأسباب التي كانت وراء ابتعاد الأسر السعوديَّة عن أبنائها لاسيما في أوقات الاختبارات، ومنها:
1. استقلاليَّة الأبناء عن أسرهم والتفرُّد بالقرارات اليوميَّة.
2. انشغال الآباء والأمَّهات بأعمالهم الخاصَّة، وغياب المراقبة المستمرة.
3. سهولة التَّعليم، حيث أنَّ معايير النَّجاح والرسوب أصبحت تختلف كثيرًا عن العقود الثلاثة السَّابقة، فالطَّالب يجتاز في هذا الوقت المهارات والاختبارات من دون أيّ صعوبة، لذا قلّ اهتمام الأسرة بأبنائها ونُزعت الرَّهبة من الطُّلاب.
بينما يقول أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى، ومستشار الرئاسة العامَّة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني: "إنَّ هذه الفترة تتميَّز بالخوف والقلق والتوتُّر، وذلك خوفًا من حدوث نتائج غير متوقَّعة، والقلق يحدث لجميع الطُّلاب في جميع المراحل، ويكون أكثر لطالب الثانويَّة العامَّة وأصحاب الشَّهادات، فقبل الامتحان يصاب الطَّالب بحالة انفعال وتوتُّر، وحِدَّة الانشغالات العقليَّة، مما يؤثِّر سلبًا على إمكانيَّة التَّركيز، وهذه الحالة يمكنها في كثير من الأحيان إعطاء دفعة نحو الإنجاز والعمل المثمر، وهذا القلق والخوف يعدّ رد فعل طبيعيّ يحدث عندما يكون الفرد في مواجهة الخطر، ولكن إذا زاد عن معدَّله الطبيعيّ يصبح توترًا وقلقًا يؤدِّي إلى الانهيار".
خمس نصائح للتَّعامل مع الاختبارات
1. أن يقوم الطَّالب بطرد الأفكار السيِّئة والسلبيَّة.
2. تأكيد الطَّالب على أدواته قبل النَّوم ليلة الامتحان، والذَّهاب إلى لجنة الامتحان في الموعد المناسب، وألا يكون متأخرًا أو مبكرًا؛ لأنَّ ذلك يسبب التوتُّر.
3. أن يقوم الطَّالب بقراءة الأسئلة بتركيز وتعمُّق، مع عدم الانشغال بمن حوله في اللجنة.
4. إذا كان هناك أسئلة صعبة على الطَّالب أن يقوم بإجابة الأسئلة التي يعرف إجابتها أولاً.
5. لابدَّ أن نعطي لأنفسنا فرصةً للتَّرفيه مع الأهل أو الأصدقاء قبل البدء بالمادة التَّالية