منذ أيام؛ دخلت صديقتنا لإجراء عملية في أحد المشافي الخاصة بدبي، أتوا بسرير العمليات وأخذوها من غرفتها، مدة عمليتها لم تكن تتجاوز الـ30 دقيقة، بعدها ذهبنا لتفقدها؛ لنفاجأ أنها لازالت في غرفة جانبية تنتظر تعقيم الغرفة، في حالة صديقتنا، كنا نتكهن: ما هو الجرثوم الذي كان يمكن أن يصيبها، لو لم يعقموا الغرفة؟..
سم الأفعى؟
ما هو دور وزارة الصحة في الرقابة على المستشفيات، وتعيين أطباء بكفاءات عالية، وما هي المعايير المطلوبة لتعيين طبيب؛ يستطيع الناس أن يسلموه أرواحهم وأجسادهم؟ تعرض أحمد نوفل موظف في قسم خدمة العملاء بالشركة الوطنية للتأمين، للدغ في إصبعه من أفعى صغيرة، وعندما بدأ الألم يشتد؛ توجه إلى قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الحكومية التابعة لإمارة الشارقة، فتُرك لمدة ساعتين دون أي دواء أو حتى مسكن، وعندما سألهم والده؛ قالوا: «الأفعى ليست مميتة، ولا يوجد لدينا الترياق الخاص بسمها، وأنهم بانتظار أن يتم جلبه من مستشفى آخر».
نتيجة التأخر في أخذ الترياق؛ أصيبت يده بالكامل بحالة من التورم، وهذا استدعى لإدخاله المستشفى لمدة أسبوع كامل.
رغم الجدية المتناهية التي تعمل بها وزارة الصحة الإماراتية، لكن الأخطاء تحدث هنا وهناك، وهو ما أكده أحمد حسين الزرعوني، مدير إدارة التراخيص في وزارة الصحة، وهو ما وصفه بالموضوع الشائك، حيث يتم التبليغ من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة، أو ببلاغ كتابي عبر مركز خدمة العملاء، وتنظر لجنة مختصة فيه خلال فترة أقصاها أسبوعان. يتابع الزرعوني: «اللافت أن الأخطاء قد تشمل الوصفات الطبية وعدم دقة ما يكتب على عبوة الدواء من الخارج، والوزارة تتجه لسن قوانين؛ للحد من هذه المشكلة وسوء الفهم الخاص بالدواء».
تواصل!
اعتبرت الدكتورة ليلى المرزوقي رئيسة قسم الحوكمة الطبية، أن 60% من الشكاوى التي يتلقاها القسم تتعلق بسوء التواصل بين الطبيب والمريض من جهة، أو الطبيب وأهل المريض من جهة أخرى، أو بين الكوادر الطبية والتمريضية أو بين المنشآت الصحية، وتابعت: «ماتت مريضة العام الماضي حيث تم إعطاؤها دواء خاطئاً أدى إلى الوفاة، وما حصل يمثل وفقاً للجنة الدولية للاعتماد الدولي نحو 80% من المشاكل ضد المستشفيات الحاصلة على الاعتماد الدولي».
بعد سبع سنوات من الانتظار والحرمان، رزق الله الزوجين الإماراتيين بطفلهما الأول إسماعيل، ورغم أن الأطباء أخبروهما في الشهر السابع من الحمل بأن الطفل يعاني من ثقب بالقلب، إلا أن كل من سألوه من أخصائيين أكدوا لهم أن عملية إغلاق ثقب القلب؛ أصبحت من العمليات الروتينية البسيطة.
كان إسماعيل طفلاً طبيعياً، قبل أن يتم عامه الأول، وفي أكتوبر الماضي سلمه والداه إلى أحد المستشفيات الحكومية؛ لإجراء عملية إغلاق فتحة بين اثنين من شرايين قلبه، وخلال العملية استيقظ الطفل من البنج، فحدث عنده تسارع في نبضات القلب؛ نتج عنها انفتاق في القُطب ولإصلاح ما حدث؛ أجرى الأطباء للطفل الذي لا يزال في عامه الأول أربع عمليات جراحية خلال 24 ساعة فقط، فأصيب بشلل دماغي، وعدم قدرة على الرؤية، ثم فقد السمع والنطق، وأصبح يدخل في نوبات غيبوبة كاملة ويتغذى من أنبوب يخترق بطنه، وهو الآن يعيش في مركز لإعادة التأهيل في ألمانيا.
لجأ والد الطفل إلى المحكمة لمقاضاة المركز الطبي، لكن محامي المركز الطبي أكد أن ما حدث كان عرضياً، بعدها قررت المحكمة أن تحيل القضية إلى لجنة طبية مكونة من الأطباء الاستشاريين و13 من المؤسسات الطبية المختلفة، لتحديد الخطأ والطرف المسؤول عنه!
قرارات
أغلقت اللجنة العليا للمسؤولية الطبية أحد المستشفيات الخاصة احتياطياً، لحين البت نهائياً في مخالفات اعتبرت أن استمرارها يؤدي إلى أضرار جسيمة.
كما كشف وكيل الوزارة المساعد للممارسات الطبية والتراخيص، نائب رئيس اللجنة الدكتور أمين الأميري، أنه تم تحويل بعض الحالات التي كانت تتردد على هذا المستشفى إلى بعض المستشفيات الخاصة، من قِبَل التفتيش الصحي التابع لمنطقة الشارقة الطبية؛ فتبين وجود مآخذ تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم، تابع الأميري: «الوزارة سمحت لإدارة المستشفى بفتح العيادات الخارجية واستمرار عملها».
كلها قرارات على أهميتها، لكنها لا تشفي حريق قلوب من تضرروا بأخطاء طبية، حسب رأي الكثيرين.
الأخطاء الطبية 60 % منها سوء تواصل!
- أخبار
- سيدتي - نت
- 28 مايو 2013