تكتسي الشوارع والمنازل هذه الأيام بزينة وفوانيس رمضان المتنوعة استبشارا بقدوم الشهر الفضيل، فقد اعتاد الأهالي تركيبها كل عام تعبيراً عن خصوصية رمضان، ولا سيما أن فوانيس رمضان والزينة من الموروثات الجميلة في المجتمع السعودي والتي استخدموها دلالة على قدومه معتبرين الخير والجمال وجهان لعملة واحدة.
فما أثر تلك الزينة على نفس الطفل، وهل بالفعل أنها تبث البهجة والسرور على أجواء المنزل؟
بيّنت نجلاء الساعاتي مستشارة الطفولة والمدرب الذاتي لمرحلة المراهقة بأن المجتمع السعودي من المجتمعات التي تعتز بقيمها الإسلامية منذ قديم الازل، ومن ذلك الاستعداد لاستقبال ضيف السنة العزيز شهر الرحمة والغفران، ولما كان الطفل يعتمد على حواسه في تكوين خبراته الحياتية وفهم ما يدور من حوله فبإمكاننا استثمار حواسه في غرس القيم والروحانيات لأن الخبرة هنا ستكون أكثر ثباتاً في نفسيته.
استثمار حواس الطفل:
تقول "الساعاتي" عند استقبال الشهر الفضيل بتعليق الزينات البسيطة والأنوار فإننا نستثمر حاسة البصر لدي الطفل، وحين يصنعها بنفسه فبذلك نكون قد أشركنا حاسة اللمس عنده، وعند سماعه للأذان وصلاة التراويح والقيام سترسل كل تلك الحواس ارتباطاً شرطياً بينها وبين هذه المناسبة العظيمة. كما أن ذلك كله يٌعتبر فرصةً جميلة لمشاركة الأهل أطفالهم نشاطاً ينتج عنه حواراً ايجابياً وألفة.
إثارة فضول الطفل:
تؤكد "الساعاتي" بأن زينة رمضان تعتبر مصدراً للبهجة والسعادة، كما أنها تثير فضول الطفل وتجعله متلهف لمعرفة المزيد من المعلومات عن الشهر الفضيل وأهميته في مجتمعه السعودي الذي أشتهر بعاداته وتقاليده التي زرعوها في نفوس أبنائهم وارتبطت بالشهر الفضيل مثل الإحساس بالفقراء ومساعدتهم، وتأمين متطلباتهم واحتياجاتهم من الغذاء والكساء والدواء، ومشاركة أبناء الحي في الإفطار الجماعي والألعاب الشعبية.
ميل الطفل للمحاكاة:
من ناحية أخرى فإن الخبرات الإنسانية تنشأ منذ الطفولة عن طريق المواقف التي تمر بالطفل، لذلك فإن رؤيته للزينة ومشاركته في إعدادها وتعليقها، واستعداده بتجهيز ملابس الصلاة وتوزيع الامساكيات وأنواع الأطعمة المميزة ومشاهدته لتصرفات ومواقف أبويه في كل ما يتعلق بالشهر المبارك، تجعله يميل الى محاكاة ذلك وتقليده في كبره و توريثه لأبنائه مستقبلاً.