هذه القصة ليست الأولى، وبالطبع لن تكون الأخيرة حول نجاح بعض الرجال في انتحال شخصيات رجال الأعمال أمام زوجات المستقبل ليفتح باب الزواج والزفاف على مصراعيه أمامهم بدون تكلفة مالية باهظة، ويخدعن زوجاتهم بصفات وظيفية وشخصية وهمية ليست موجودة في الواقع ليتم الزواج بسهولة، لكن الزوج هنا ليس رجل مخادع فقط فادعى الثراء وهو فقير، وأنه رجل أعمال ثري، وهو في الحقيقة أجير، بل إنه حاول إكراه زوجته على العمل بالدعارة مهدداً إياها بفيديوهات وصور فاضحة لها صورها لها دون علمها، وفوجيء برد فعلها العنيف والشجاع الذي أنقذها من فخه الرزيل، ومشروع بيع شرفها لثري عربي.
القصة روتها الزوجة «عايدة، ن، أ» بنفسها في دعوى إثبات نسب ابنها ثمرة زواجها العرفي من نصاب وقواد أمام محكمة الأسرة بمنطقة الزنانيري فقالت: تزوجت بعقد عرفي من والد ابني بعد أن خدعني وظهر لي بصورة رجل أعمال ثري لديه أموال كثيرة سينتشل أهلي من الفقر ويغير لهم ظروفهم السيئة، وبعد زواجي به بعقد زواج عرفي انكشفت حقيقته، واتضح خداعه لي ولأهلي.
وحسبما نقلته صحيفة «اليوم السابع» المصرية من أقوال الزوجة عايدة فإن وجه الزوج المزيف المحتال الحقيقي انكشف بعد 3 أشهر من زواجها به، فعرفت بأنه كاذب ونصاب ويعمل موظف صغير بإحدى الشركات، ولا يمتلك حتى قوت يومه، لهذا صار يعتمد في معيشته وتأمين احتياجات منزلهما على راتبها الشخصي، ولم يكفه ذلك، فحاول ابتزازي للعمل في الدعارة الحرام بعد أن أفلسني تماماً، فلم أعد أملك شيئاً من مالي وممتلكاتي سوى القليل الذي يحفظ لي كرامتي بين الناس.
لم أكن ضحيته الأولى
وتابعت عايدة في دعواها القانونية رقم «5901 « لعام 2018 ضد زوجها المحتال قائلة: اكتشفت متأخرة بأنني لم أكن ضحيته الأولى في القائمة السوداء التي يفخر بها، وعرفت بأنه معتاد على سلك طرق نصب غير قانونية لاستغلال عشرات النساء اللواتي وقعن ضحايا سلوكه غير الأخلاقي وارتكابه جريمة الاتجار بهن.
فضح زوجته في مواقع إباحية
وأبدت عايدة في محكمة الأسرة دهشتها من فضح زوجها لها على الملأ قائلة: لم أتصور أنه سيخدعني، ويصورني دون علمي صوراً خاصة، ويبث الصور على مواقع إباحية، متعمداً تدمير سمعتي في محيطي الاجتماعي بين أهلي وأصدقائي وجيراني، ولم يقف زوجي عند ذلك الحد بل وصل به الأمر إلى محاولته بيع شرفي وبيعي من خلال إجباري على إقامة علاقة غير شرعية مع ثري عربي من راغبي المتعة الحرام الطامع بجسدي بعد عرض زوجي أن يقدمني له.
لكني رفضت، وعندما تأكد من رفضي العمل بالدعارة المنافية للأخلاق، وصمودي أمام ابتزازه بنشر صوري في السوشيال ميديا عبر مواقع إباحية رخيصة، وتشويه سمعتي في مقر عملي عبر إعلان علاقتنا وزواجنا العرفي، غضب وثار وقرر الانتقام مني بقتلي، لكني سبقته بتقديم بلاغ ضده للشرطة، فهرب على الفور، وتركني حاملاً في طفل لا يجد بعد ولادته وخروجه للحياة اسم يقيد به في السجلات الرسمية بالأحوال المدنية بسبب تزويره هويته عند كتابة عقد زواجه العرفي بي.
أنهت عايدة الزوجة المخدوعة قصتها المتضمنة في دعواها المرفوعة في محكمة الأسرة متأملة بقاض عادل يحمي طفلها البريء من عالم مجهول وغامض غير آمن.
والجدير بالذكر أن قضايا إثبات النسب لأبناء ثمرة حالات الزواج العرفي هي الأصعب في القضاء المصري بعد انتشار الزواج العرفي بين فئة ذوي الدخل المحدود والشباب والفتيات في الجامعات والأرامل حتى لا يخسرنّ الراتب التقاعدي للزوج الأول فيقدمن على الزواج العرفي السري بدلاً من الزواج الرسمي العلني، وعدد النساء اللواتي نجحن في إثبات نسب أبنائهن إلى آبائهم بالقانون بعد صراع طويل لسنوات في المحاكم المصرية محدود جداً جداً.