جدل كبير تشهده الولايات المتحدة الإمريكية مؤخراً، عقب إعلان أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، يفكر بجدية كبيرة بإن يعلن عن عفو رئاسي عن الملاكم الراحل الأسطورة "محمد علي كلاي"، ما أثار استياء واعتراض "رون تويل" وهو محامي "كلاي" على هذا الإقتراح، مؤكداً بأنه كان قد تم إلغاء الحكم الصادر ضد "كلاي" قبل أكثر من 50 عاماً، ما يجعل سجله القانوني لا غبار عليه، وأن اقتراح الرئيس الأمريكي ليس صحيحاً ولا يحمل أي معنى.
وبحسب تقرير لصحيفة "ذا انديبيندت The Independent" البريطانية، أن عدداً من الصحفيين الأمريكيين، كانوا قد نقلوا يوم الجمعة الماضية 8 حزيران/ يونيو 2018 عن الرئيس "ترامب"، إنه يدرس بكل "جدية بالغة" القيام بإصدار عفو رئاسي عن بطل الوزن الثقيل وأسطورة الملاكمة التاريخية "محمد علي كلاي"، الذي كان قد تمت إدانته خلال العام 1967، بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية، وذلك بعد أن رفض تجنيده للمشاركة في حرب فيتنام، باعتبار أنها جريمة بحق الشعب الفيتنامي، ما يتعارض مع مواقفه الإنسانية والفكرية.
وكان "رون تويل" الذي كان محامي "محمد علي كلاي"، وهو الآن محامي عائلة وممتلكات الأسطورة الأمريكية، قد أشار إلى أن مثل تلك الخطوة ليست ضرورية، وقال تويل في بيان له نشره بعدد من وسائل الإعلام: "نقدر مشاعر الرئيس ترامب، ولكن العفو ليس ضرورياً، فقد ألغت المحكمة الأميركية العليا بالإجماع الحكم بإدانة محمد علي خلال العام 1971، ولم يعد هناك أي إدانة يصدر بموجبها أي عفو عنه".
ومن الجدير بالذكر أنه كان قد صدر الحكم بسجن "محمد علي كلاي" لمدة 5 سنوات بعد إدانته بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية والتجنيد للمشاركة بحرب فيتنام، ولكنه لم يقض أي فترة منها بالسجن، فقد طعن في الحكم بالمحكمة العليا، التي وجدت أن الحكومة قدمت سبباً غير كافٍ اعتراضاً على رفضه أداء الخدمة العسكرية من وحي ضميره، وقررت المحكمة حينها إلغاء الحكم الصادر ضد "محمد علي كلاي" بالإجماع، ما جعل سجله الجنائي نظيفاً، ويخلو من أي مشاكل قانونية.
ويشار إلى أن الأسطورة العالمية محمد علي كلاي"، كان قد تُوفي خلال عام 2016 عن عمر يناهز 74 عاماً، وكان ترامب قد سبق له وأن أصدر عفواً رئاسياً عن أحد عظماء الملاكمة الآخرين، وهو بطل الوزن الثقيل الراحل "جاك جونسون"، وقال يوم الجمعة الماضي إنه يدرس العفو عن نحو 3 آلاف شخص آخر، وأضاف أنه قد يبدأ تلقي مقترحات من مؤيدي الرياضيين الذين يركعون أثناء النشيد الوطني احتجاجاً على الظلم العنصري.