أظهرت "منظَّمة الصحَّة العالميَّة" أنَّ نسبة 30% من سكَّان العالم مصابة بضغط الدم المرتفع، وأنَّ نسبة 75% من المصابين تتركَّز في الدول متوسِّطة ومنخفضة الدخل، وأنَّ عدد المصابين بضغط الدم المرتفع بات مرتفعًا في هذه الدول، مقارنة بانخفاضه في الدول ذات الدخل المرتفع.
ثمة عوامل تولِّد المرض، بيد أنَّه يمكن الوقاية منها، ويعدِّدها الاستشاري في الأمراض الباطنيَّة، الطبيب محمد أنور لـ"سيدتي نت"، في الآتي:
_ الوراثة: ينتقل فرط ضغط الدم بين أجيال الأسرة، كأمراض القلب والكوليسترول والسكري والسرطان. وفي هذا الصدد، تشير بحوث سريريَّة إلى أنَّ نحو 25% من عدد الإصابات بفرط ضغط الدم يرجع إلى الوراثة.
_ العمر: تشيع الإصابات بضغط الدم المرتفع خلال المراحل العمريَّة المتأخِّرة؛ بين سنِّ الثلاثين سنة والخامسة والستِّين يزداد الضغط الانقباضي بنسبة 20 مم/زئبقي، وقد يستمر هذا الارتفاع بعد سنِّ السبعين. وتُعزى هذه الزيادة في ضغط الدم والمرتبطة بالتقدُّم في العمر، إلى زيادة في المقاومة الوعائية الطرفية في الشرايين. علمًا بأن ضغط الدم الانقباضي هو نتيجة انقباض عضلة القلب، ما يدفع الدم في الشريان الأورطي. ويُعرف ضغط الدم في الأوعية الدموية التي يمرُّ فيها في هذه الحالة، باسم الضغط الانقباضي.
_ الجنس أو النوع: غالبًا ما يُصاب الرجال بعوارض فرط ضغط الدم في أواخر مرحلة الثلاثين من أعمارهم، في مُقابل إصابات النساء بفرط ضغط الدم بعد بلوغ سن انقطاع الطمث. ويعود السبب في ذلك إلى الاختلافات الهرمونية بين الجنسين. عندما يتوقَّف إنتاج هرمون الإستروجين لدى النساء، عند بلوغهن سن انقطاع الطمث، يرتفع ضغط الدم لديهن.
_ العرق: تُظهر إحصائيَّات "منظمة الصحة العالمية" أنَّ الإصابة بضغط الدم ترتفع في صفوف الأميركيين من أصول أفريقية، مقارنة ببقيَّة السكان. وقد تظهر عوارض المرض لدى هذه الفئة في سنٍّ مبكرة، ما يزيد لديهم احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية إلى الضعف تقريبًا مقارنة بالعرق القوقازي، وهو ما يجعل فرط ضغط الدم السبب الأول للوفاة بين الأميركيين من أصول أفريقيَّة.
للوقاية...
بالمقابل، هناك عوامل مؤدِّية إلى الإصابة بفرط ضغط الدم، ويمكن الوقاية منها، حسب الطبيب أنور، وهي:
_ التدخين: تحدث الإصابة بضغط الدم لدى المدخنين، نتيجة دور النيكوتين في جعل الأوعية الدموية تنقبض، ما يجبر القلب على بذل مجهود أكبر، ما يزيد سرعة القلب ويزيد ضغط الدم.
_ نمط الحياة الخامل: أوضحت دراسات حديثة أنَّ الأفراد قليلي الحركة، يكونون أكثر تعرُّضًا للإصابة بفرط ضغط الدم والأزمات القلبيَّة، مقارنةً بالأفراد الذين يبذلون نشاطًا جسديَّا منتظماً.
_ الإفراط في تناول الملح: من الضروري التقليل من الملح في الطعام إلى نحو ملعقة شاي فقط. وفي هذا الخصوص، إنَّ غالبيَّة الأفراد المصابة بفرط ضغط الدم لديها حساسية تجاه ملح الطعام، وهو ما يعني أن تناولها لكمٍّ كبير من الصوديوم يوميَّا سيرفع ضغط الدم لديها.
_ الضغط العصبي: تؤكد دراسات صادرة أخيرًا إلى ارتباط الضغوط العصبيَّة المتزايدة بالإصابة بفرط ضغط الدم.
ما هي التعديلات المعيشيَّة الهادفة إلى خفض ضغط الدم المرتفع؟
1. يمكن خفض الدم الانقباضي بمقدار 1 مم زئبقي، وذلك لكلِّ كيلوغرام نفقده من وزننا. وبالطبع، تزداد نسب الإصابة بفرط الدم لدى الأفراد الذين تتزايد لديهم الشحوم، خصوصًا حول البطن والخصر.
2. البوتاسيوم هو عدو الصوديوم الأوَّل، وبالتالي يُساعد تناول البوتاسيوم في إدرار البول ومنع احتباس السوائل في الجسم وخفض ضغط الدم المرتفع. ويتوافر البوتاسيوم، في: الموز والبرتقال والتين والزبيب والزبادي منخفض الدهن والحبوب النشويَّة المحتوية على النخالة والبطاطس والفاصولياء المطهيتين.
3. يحمل اليوم العالمي لفرط ضغط الدم هذا العام شعار "اعرف ضغط دمك"، بغية التأكيد على أهميَّة قياس الضغط بشكل منتظم. كي يُقيس الفرد ضغط دمه بشكل سليم، عليه اتباع إرشادات الطبيب أنور الآتية:
• الامتناع عن تناول الكافيين أو التدخين، خلال الثلاثين دقيقة السابقة للاختبار.
• الجلوس في وضعيَّة هادئة لخمس دقائق.
• خلال عمليَّة قياس الضغط، يُستحسن الجلوس، على أن تكون القدمان على الأرض، ومرفق الذراع في مستوى القلب. ومن الضروري التوقُّف عن الكلام.
4. الصيام على فترات ثابتة: الصيام فعَّال في تحسين مستويات الكولسترول الجيد في الدم، ما يُساعد في خفض ضغط الدم المرتفع.
5. التقليل من معدل الملح في الطعام: ينصح الأطباء الأفراد المصابين بضغط الدم المرتفع بتقليل معدَّل الصوديوم في الطعام إلى أقلِّ من 1.500 ميلليغرام، يوميَّا.
6. ممارسة الرياضة بانتظام، ولا سيَّما الـ"أيروبيك" أو ركوب الدرَّاجة أو المشي السريع (الهرولة)، بمعدَّل ثلاث إلى خمس مرَّات أسبوعيَّا، وبما لا يقل عن نصف ساعة، ما يعمل على منع ارتفاع ضغط الدم. فالرياضة توسِّع ملايين الشرايين في الجسم، ما يقلِّل من مقاومة تدفُّق الدم إلى المخ. كما أن الرياضة تكيِّف القلب كي يضخَّ الدم بشكل أكثر كفاءة، ما يقلِّل عبء العمل الواقع عليه.
7. الإقلاع عن التدخين.
8. ممارسة تقنيات الاسترخاء (اليوغا والتاي تشي والتدليك)، بهدف التخلُّص من الضغوط اليوميَّة.