انطلق في بداية شهر رمضان الكريم مسلسل «العاصـوف» في جزئه الأول، وما إن عُرِضَت أولى حلقاته حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنه، خاصة أنه يعكس واقع المجتمع السعودي في فترة السبعينيات الميلادية من خلال العلاقات بين الأهل والجيران، والبيوت الطينية، والأحياء الشعبية وغير ذلك. وأثارت قصة «العاصوف» نقاشات كثيرة، كونها تتحدث عن ملحمة تاريخية وقصص واقعية في عمل درامي، من بطولة عدد كبير من الممثلين السعوديين، وهو من كتابة الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي. «سيدتي» التقت أبطال العمل الذين تحدثوا عن ذكرياتهم خلال التصوير في التقرير التالي:
نقلة جديدة
تحدث الممثل حمد المزيني عن تجربته في «العاصوف»، قائلاً: «إن الفضل يعود بعد الله إلى النجم ناصر القصبي في المشاركة في هذا العمل التاريخي. وأوضح أن هذه التجربة الدرامية هي نقلة جديدة في تاريخ الدراما السعودية وفي مسيرته الشخصية على الرغم من عمله في المجال الفني ما يقارب من 40 عاماً. وعن دوره في العمل «بائعٌ في أحد المحلات التجارية البسيطة»، شرح المزيني أن ذلك يعود إلى كبر سنه، قائلاً: «أجسِّد في العمل دور خال الأبناء وشقيق ليلى السلمان». وبيَّن أن سوق الزل والدكاكين القديمة في تلك الحقبة، كانت تشتهر بأنها أحد الأسواق الشعبية، مضيفاً أن الخال في ذاك الزمن كان يُعد مرجعاً للعائلة في أمور الحياة، إذ يقدم الحلول لأي مشكلة، ويعالجها بحكمة واتزان. وتابع: «أوحت مشاهد العمل أنه تم تصويرها في مدينة الرياض، وحقيقة جرى ذلك في الإمارات، لأن المحلات التجارية في الرياض حالياً من الصعب التصوير فيها بسبب تغيُّر ملامحها، لذا تم إعداد ديكورات شعبية، وإنشاء بيوت طينية، ما جعل العاصوف ينقل حال المجتمع في تلك الحقبة بشكل رائع، وقد تألق مهندسو الديكور في إظهار هذا الجانب التراثي».
دوري سيترك بصمة
وعبَّرت الممثلة أغادير السعيد عن سعادتها بالمشاركة في «العاصوف»، فهي تلعب دوراً مؤثراً، يتميز بإحداثه نقلة نوعية في العمل. وكشفت أنها استشارت الأستاذ عبدالرحمن الزاير قبل المشاركة في العمل، فأقنعها بتقديم هذا الدور، شاكرة إياه على نصيحته. وقالت: «على الرغم من قلة مشاهدي، إلا أن دوري سيترك بصمة كبيرة في العمل»، مشيرةً إلى أنها قبلت الدور على الرغم من خوفها من الشخصية، ومن المخرج المثنى الصبح. وأوضحت أن ناصر القصبي، نجم «العاصوف»، كان خلف نجاح طاقم العمل لحرصه الكبير على أدائهم أدوارهم بدقة، لافتةً إلى أنها ركزت على فهم الشخصية أكثر من التدقيق على اللهجة النجدية، ومؤكدة أن المشهد الأول الذي قامت بأدائه كان من أطول المشاهد التي مثلتها.
وقالت أغادير: «أبناء المجتمع السعودي تختلف لهجاتهم باختلاف المناطق التي يوجدون فيها، لكنني تمكَّنت من أداء اللهجة النجدية، اللهجة الأساسية التي نفتخر بها».
ذكرى جميلة
أما الممثل يوسف اليوسف، الذي يملك باعاً طويلاً في المجال الفني، ويلعب أحد الأدوار في «العاصوف»، فقال: «شعوري ليس شعوراً عادياً، بل هو شعور مختلف تماماً. سعيدٌ جداً للمشاركة في «العاصوف»، هذا العمل الملحمي والدرامي والتراجيدي الكبير، الذي سنظل نفتخر به طويلاً». وأوضح ان «نجاح «العاصوف» بدأ بالنص، ثم الإخراج، وطبيعة الأحداث والحبكة المتقنة، وأخيراً بالأداء المتقن والرائع من قِبل جميع الممثلين».
وعن ذكرياته في «العاصوف»، بيَّن أنها ذكرى جميلة «يكفي أننا نمضي يومياً 13 ساعة تقريباً مع بعضنا، ما يبثّ بيننا روح الانسجام والتآلف والمحبة، ويضفي مزيداً من المرح على الجميع على الرغم من أن أحداث العمل تتطلب كثيراً من الجدية». وأضاف: «شعرنا حقاً وكأننا نعيش في ذاك المجتمع، ونلامس تلك القلوب الطيبة والصافية، ونستشعر البركة في كل شيء».
تجربة ناجحة
من جهتها، قالت الممثلة أسماء الحسن، التي لعبت دوراً كبيراً في العمل، وقلبت الكثير من الموازين، بخاصة في حلقاته الأولى، وأصبح دورها حديث المجتمع: «أحمل انطباعاً وشعوراً جميلاً عن «العاصوف»، خصوصاً أنني عملت فيه مع نجوم كبار». وأضافت أسماء أنها أحبَّت شخصية «غزيل» التي جسَّدتها، لأنها شخصية جديدة عليها، وتتمتع بالجرأة، موضحة أنها من الأشخاص الذين يعشقون المغامرة والتجديد الدائم والتنويع في الشخصيات. وعن ذكرياتها في «العاصوف»، كشفت أسماء أنها ارتبطت كثيراً بالممثلة أغادير السعيد بحكم دورهما فيه، كما جمعتها مع نجوم العمل أجمل الذكريات، وأفادت أسماء بأنها تزور مدينة أبو ظبي للمرة الأولى، حيث موقع التصـوير.
أثار جدلاً كبيراً
كذلك شارك في «العاصوف» الممثل محمد طـلق. وعن تجسيده دور أحد البائعين في «الحـراج»، قال طلق: «شكَّل العمل نقطة تحول في الدراما السعودية، وأثار جدلاً كبيراً في المجتمع، وانتقادُ العمل أمرٌ بديهي، ولكن لمست أيضاً كثيراً من الإشادات به. وأعدُّ «العاصوف» نقطة تـحول بالنسبة إليَّ، وأتمنَّى أن أكون قد أديت دوري في العمل بالشكل المطـلوب». وعبَّر طلق عن اعتزازه بالنجم ناصر القصبي الذي وقف مع طاقم العمل، وأشرف بشكل دقيق على جميع الأدوار، قائلاً: «اعتاد الجمهور، خاصة السعودي، على تقديم ناصر القصبي أدواراً كوميدية، لكنه في «العاصوف» ظهر بدور تراجيدي بارع». وكشف طلق أنه عايش ذاك الجيل وتلك الحياة الجميلة التي نقلها «العاصوف» بدقة، ما لامس شعور جميع مَن عاش في ذاك الزمن.
تاريخ الأجداد
كذلك تحدث الممثل عبدالعزيز السكيرين عن دوره في «العاصوف»، قائلاً: العمل نقل جزءاً من تاريخ الأجداد، فعكس تقارب العائلة ومحبة الجيران لبعضهم، ما يكشف قوة ترابط المجتمع السعودي في تلك الحقبة. وأضاف السكيرين «عندما عُرِضَ النص عليّ، وافقت فوراً على المشاركة فيه، بخاصة مع قرب شخصيتي في العمل من شخصية والدي، رحمه الله». وأفاد بأن الممثل ناصر القصبي كان قريباً جداً منهم، وكان يقدم تعليماته وملاحظاته للجميع، ويقف معهم، ويحرص على أن يكون كل شيء مثالياً لضمان نجاح العمل.
الدور قريب مني
وأيضاً، تحدث الممثل عبدالله السناني عن دوره اللطيف في العمل، الذي يميل إلى الكوميديا، إذ يجسِّد شخصية بائع أشرطة «الكاسيت» التي تضم أغاني فنانين اشتهروا في تلك الحقبة، قائلاً: «سبق لي أن عشت تفاصيل هذه التجربة، فقد كنت في الماضي أتجول في الأسواق الشعبية، وأقتني أعمال فنانين برزوا في ذاك الزمن».
وأضاف السناني: «تجربتي في العمل رائعة وجميلة، بخاصة مع تعدد أجزائه، ونظراً إلى شخصيتي المحبوبة والمسلية التي تمزج الموسيقى، وتتميز بإحساسها المرهف».
وكشف أن دوره في «العاصوف» أعاد إليه ذكريات جميلة في شبابه، مبيناً أنه لا يقبل تمثيل الأدوار التي لا تروق له، «لذا وافقت على المشاركة في «العاصوف» لقرب الدور من شخصيّتي بشكل كبير».
تأثرنا كثيراً بالديكورات
أما ليلى السلمان، التي جسَّدت دور أمٍّ لثلاثة أبناء في «العاصوف»، وظهرت بشخصية قوية فيه وبدور استثنائي، على اعتبار انها تسعى جاهدة إلى احتواء أبنائها بعد وفاة والدهم، فقالت: «هذه المرة الأولى التي أمثِّل فيها مثل هذا الدور في مسيرتي الفنية، وقد كان دوري هذه المرة مختلفاً كلياً، والسبب أن العمل يتحدث عن حقبة زمنية معينة في السعودية، ويرصد العادات والتقاليد فيها». وأضافت: «دوري أعاد إليَّ ذكريات من الماضي الجميل، عندما كنت أذهب إلى بيت جدتي وأنا طفلة، كانت البيوت حينها تتشابه كثيراً، وهو ما نقله «العاصوف» بدقة».
وقالت السلمان: «تأثرنا كثيراً بالديكورات التي نقلت واقع الحال في تلك الحقبة، حيث الطيبة والبساطة، لذا عشنا أجمل ثلاثة أشهر في حياتنا أثناء التصوير، وقد أضاف العمل إليَّ الشيء الكثير، خاصة أنني كنت أحلم أن أمثِّل في عمل تاريخي كبير مثل «العاصوف». وأكدت السلمان أنها شعرت بالأمان مع ناصر القصبي، بطل العاصوف، مشيرةً إلى أن ناصر «كان حريصاً على عمله وراقياً في تعامله والأقرب لنا، لأنه يتمنى النجاح للجميع». وقالت: «لم أواجه أي صعوبات في العمل حتى اللهجة النجدية أتقنتها بنجاح».
الروابط بين فريق العمل
أما سامي حازم، الذي لعب دوراً حساساً جداً في العمل التاريخي بتجسيد شخصية راشد الناصري، فقال: «أديت الشخصية بمتعة وإتقان، وتمكنت بشهادة الجمهور، من أن أنقل الدور من الورق إلى أرض الواقع بحرفية». وتحدث عن شغفه وحماسه أثناء العمل، خاصة لوجوده إلى جانب ممثلين كبار على رأسهم ناصر القصبي، بطل العمل، قائلاً: «شعرت بالسعادة مثل الجميع لمشاركتي في عمل كبير، يتحدث عن قصة المجتمع السعودي في السبعينيات». وحول ذكرياته الممتعة أثناء التصوير، أوضح يوسف أن مدة التصوير الطويلة زادت الروابط بين فريق العمل، وكانت الأجواء رائعة ومثالية. وتحدث حازم أيضاً عن «اللوكايشن» والاستديو الداخلي والخارجي، كاشفاً أنه تم بناء أضخم مدينة إعلامية في أبو ظبي خصيصاً للعمل، «ونقل واقع الحال بدقة لتلك الحقبة الزمنية التي عشتها، وأحنُّ إليها كثيراً».
عشنا أياماً رائعة
كذلك لعب محمد الكنهل دوراً أثار كثيراً من الجدل في «العاصوف»، وعن ذلك قال: تجربتنا في «العاصوف» تميزت بروح المحبة والإلفة بين جميع أفراد طاقم العمل، ولكونه عملاً ضخماً، بُنيت له مدينة كاملة أقرب ما تكون إلى مدينة الرياض قديماً. وأضاف «لمست أثناء التصوير مشاعر صادقة ورغبة كبيرة في نجاح العمل، وقد جاءت المشاهد التي صورتها في منتصف العمل، بعد أكثر من شهر من بداية تصويره، وقد أعجبتني كثيراً البيوت الطينية والأحياء الشعبية والتصميم الرائع، وكذلك لباس المرأة قديماً، الذي كان يتميز بالاحتشام».
وعبَّر الكنهل عن سعادته بالمشاركة في العمل، وقال: «أمر إيجابي أن يرى هذا الجيل كيف كان الأجداد يعيشون حياتهم في تلك الحقبة، ويطلعوا على تراثنا الجميل، بالإضافة إلى كثير من الجزئيات الإيجابية في العمل». وتحدث الكنهل عن الذكريات التي جمعته بزملائه الممثلين أثناء التصوير، قائلاً: «عشنا أياماً رائعة مع بعضنا، وكانت هناك مقالب ترفيهية بيننا وبين طاقم العمل لنضفي جواً من الفرح والسعادة على عملنا أثناء التصوير».