قصص كفاح كثيرة حول العالم تثبت أن النجاح بعد منتصف العمر ليس صعباً أو مستحيلاً إن امتلك الإنسان حلماً حقيقياً بداخله، وإرادة قوية، ورغبة عارمة بتحقيق حلمه الشخصي بإنجاز شيء عظيم أو الوصول إلى مركز مرموق أو شهادة عالية.
وحسب ما أوردته وكالة "الأناضول" التركية فأن رجل تركي كان أحد هؤلاء،حيث نجح التركي مصطفى أرجومنت بالتخرج من كلية الطب بعد أن ناهز عمره ال 53 عاماً،محققاً بهذا حلمه الذي تأخر وتأجل في حياته 30 سنة كاملة،عمل خلالها خبازاً،وعاملاً في مركز انطلاق حافلات،وغيرها من المهن المتعددة التي اشتغل فيها لتأمين رزقه.
وفسر سبب تأخير حلمه بدراسة الطب قائلا: اضطررت لترك دراسة الطب وأنا في السنة الثالثة قبل 30 عاماً ،لإني كنت أعمل في مركز حافلات خلال دراستي الطب،لهذا لم أتمكن من اجتياز العام الدراسي بنجاح.
وكشف مصطفى أرجومنت بأنه بعد تركه للجامعة مضطراً ،عمل خبازاً مع والده،ثم تزوج وأنجب،إلا أن رغبته في أن يصبح طبيباً ظلت تراوده بقوة ،إلى أن صدر عام 2012 قانون يسمح لمن لم ينهوا دراستهم الجامعية بالعودة لإنهائها.
واستغل مصطفى أرجومنت هذا القانون الجديد فعاد إلى دراسة الطب من السنة الأولى،وليس في السنة الثالثة التي توقفت دراسته السابقة فيها،عاد للدراسة أخيراً بعد مرور 25 عاماً على تركه الجامعة .
فيقول أرجومنت: "بدأت الدراسة مجدداً وعمري 46 عاماً،ومنذ اليوم الأول لي في الجامعة نشأت علاقة جيدة بيني وبين زملائي،لقد أحبوني كثيراً،وأنا أيضاً أحببتهم".
وأعرب أرجومنت خلال حديثه عن توقه إلى بدء العمل كطبيب عام ممارس،وقال إنه متحمس لبدء العمل لكنه يشعر بالأسف لفراق زملاء الدراسة بعد 6 سنوات قضوها معاً.
وحث أرجومنت في حديثه الجميع على السعي في طريق الأحلام والآمال وعدم التخلي عنها لو تقدموا في السن لإيمانه بقدراتهم فأكد: أن كل شخص يستطيع أن يحقق أي شيء في حال توافر الرغبة،والمثابرة، مؤكداً : "لاتوجد أهمية للذكاء أو للمال أو لأي شيء آخر ، إذا ثابر الشخص واجتهد يمكنه النجاح في أي عمل".
وأضاف: أريد أن أقول للشباب أن لا ييأسوا أبدا أبداً أو يستسلموا أو يخافوا ،في حال أراد الإنسان يستطيع فعل أي شيء يرغب به ويريده إن سعى إليه بشغف وحب صادقين.
ويوجد مثل التركي مصطفى أرجومنت مبدعين كثر في العالم العربي تخرجوا من الجامعة في الخمسين والستين ويعملون بتخصصاتهم الجديدة بنجاح يتجاوز نجاح الشباب ممن يصغروهم بثلاثين أو 20 عاماً،فالعمر المتقدم لم يعد عائقاً أمام نجاح جديد في مرحلة عمرية جديدة.