بقرة عادية.. لكنها أثارت الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة في بولندا والعالم كله، وذلك بعد قيامها بأمر غاية في الغرابة، اختلفت الآراء والتحليلات بشأنه، وهو قيامها بالهروب من مزرعة أحد الريفيين البولنديين، والتي وُلدت هذه البقرة وعاشت فيها عدة أعوام، للإنضمام إلى قطيع يتكون من قرابة خمسين بقرة من الأبقار البرية من نوع الـ"بيسون"، التي تعد من الأنواع الشرسة وتمتلك القدرة على احتمال الظروف المناخية والحياتية في الغابة، بعكس أبقار المزارع التي وُلدت وعاشت في المزارع والحظائر بين البشر.
وكانت هذه الحادثة الغريبة والفريدة من نوعها، قد تناقلت أحداثها عدد من وسائل الإعلام المختلفة في بولندا، ومن بينها قناة إخبارية محلية تدعى "TVN 24"، التي قالت بأن بقرة المزارع الأليفة هذه، ذات اللون البني المائل للإحمرار، كانت قد وُلدت وعاشت في إحدى المزارع قبل أن تهرب طلباً للحرية، ومن جهته، يرى عالم وخبير بحياة الطيور، كان قد رصدها لأول مرة، بأنها قد تعود في جميع الأحوال إلى مزرعتها في القريب العاجل.
وخلال الأسبوع الماضي، كان عالم الأحياء وخبير أبقار الـ"بيسون" البرية البولندي "رافال كوالزيك" الذي شاهد هذه البقرة والتقط لها الصورة وهي تجوب برفقة قطيع الأبقار البرية في غابة "بيالويزا" في شرق بولندا، قد أشار بأنها كانت تتمتع بصحة جيدة وقتها، مما يظهر أنها كانت قادرة على إيجاد الغذاء والتعايش مع القطيع، وصرح "كواليزيك" لوكالة الأنباء "أسوسيتيد بريس Associated Press" العالمية: "لقد ساعدها على النجاة كثيراً فروها الكثيف الذي يتمتع به نوعها من أبقار المزارع، كما فعل ذات الأمر في فصل الشتاء المعتدل الذي مر على منطقة شرق بولندا حتى الساعة".
ويرى عالم الأحياء وخبير الأبقار البرية "كواليزيك"، بأنه على الرغم من غرابة ما حدث، واعتباره أمراً نادراً واستثنائياً، إلا أنه يعد أمراً خطيراً في الوقت نفسه، وأضاف بأن العلماء سيحاولون إبعاد هذه البقرة الهاربة عن قطيع الـ"بيسون" البري وإعادتها إلى مزرعتها بحلول فصل الصيف.
ويبين الخبراء في علم الأحياء في بولندا، بأن "الجاموس الأوروبي" الذي تنتمي الأبقار البرية إلى فصيلته، يعد أكبر الحيوانات الثدية في قارة أوروبا، حيث يبلغ وزنه قرابة الـ800 كيلوغرام، وفي حال حدث وتزاوجت هذه البقرة مع أحد الذكور في القطيع وحملت منه، فإن العجل الهجين الناتج عن هذا التزاوج، سيكون أكبر من عجل البقرة العادي، مما قد يتسبب في مقتل البقرة الأم، وأنه في حال تمكنت بقرة المزارع الهاربة هذه من إنجاب صغيرها بصحة تامة، فإن أي سلالة تنتج عنه قد تؤدي إلى الإخلال بالجينات الخاصة بنوع الـ"بيسون"، الذي يندرج ضمن خانة الأنواع المهددة بالإنقراض من الأساس.
وفي تصريح لـ"جيم ماثيسون"، المدير المساعد في المنظمة الوطنية الأمريكية للـ"بيسون" أدلى به مؤخراً لوسائل الإعلام جاء فيه بأنه: "من النادر والأمر غير الطبيعي على الإطلاق، أن يقوم قطيع الـ"بيسون" البري بقبول عجل ينتمي إلى نوع آخر، وحدوث هذا الأمر مع هذه البقرة يعد أمراً جديداً وغير مسبوق تماماً"، وتابع "ماثيسون"، أن بنود أخلاقيات المنظمة الوطنية الأمريكية للـ"بيسون" تتضمن منعاً تاماً لمزاوجة بين الـ"بايسون" مع أي نوع بقري آخر كان، كونه مهدد بالإنقراض.
رواد مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي في بولندا، تداولوا هذه الحادثة الفريدة عبر صفحاتهم الشخصية، فكان منهم من رأى بأن بقرة المزارع المدجنة، فعلت ما فعلته بحثاً عن حريتها، وتقول "إرينا روبير Erin Ruberry" عبر صفحتها الشخصية على موقع تويتر: "لقد اختارت هذه البقرة في بولندا الحرية، وقررت الهروب للانضمام إلى قطيع من أبقار البيسون البرية".
وآخرون، رأوا أن هذه البقرة البنية، تعيش الآن أفضل أيام حياتها، وفي ذلك غرد ميتشيل بايرس Mitchell byars" على تويتر: "تستمتع هذه البقرة في بولندا بأفضل أيام حياتها بعد أن فرت من المزرعة التي كانت تتم تربيتها فيها، وانضمت إلى قطيع من البيسون البري".
الموضوع السابق
الموضوع التالى
