تُخبرنا صاحبة هذه القصَّة عن حيرتها التي تعرَّضت لها، قائلة: "تقدَّم لخطبتي شاب من نفس مدينتنا، ومن أسرة كريمة ومقتدرة عن طريق بعض المعارف الذين هم جيران لأهله، وبعد السُّؤال عنه في عمله، وفي الحي الذي يسكن فيه، قبلنا به، وفي فترة الملكة بدأت الاتصالات بيننا والتعارف والزِّيارات بشكل مستمر، حيث قُرر أن تكون فترة الملكة لمدَّة سنة؛ كي يؤثث بيت الزوجيَّة، ويجهِّز ملحقات الزَّواج المعتادة".
*مؤشِّرات خطيرة
وتضيف: "والذي لفت نظري منذ بداية حديثنا أنَّه يتحدَّث عن الجنس بشكل مستمر، لكن ليس كما توقَّعت من أحاديث الجنس الطبيعيَّة التي يتحدَّث عنها العشَّاق بهذه الفترة، وإنَّما عن المتعة التي تحصل عليها الأنثى لو تغيَّرت طريقة الجماع، وأصبحت في المكان المحرَّم.
وأعترف أني أعطيته الجوَّ الذي يريده، واستمعت له من دون تعليق؛ لأنني بنت ولا أعرف عن الجماع إلا ما أقرأه على الإنترنت أو أسمعه من صديقاتي المتزوِّجات، فلم أتوقَّف كثيرًا عند هذه الأمور، حتى جاءت الصَّاعقة عن طريق المصادفة، فخالي يعمل في قطاع قريب من خطيبي، وزارنا في البيت ليبارك لنا؛ لأنَّه لم يحضر ملكتي، وعندما سأل عن اسم وعائلة خطيبي، أخبرته، فتغيَّر لون وجهه، وبعد نهاية زيارته لنا، اتصل على هاتفي النقَّال، وسألني سؤالاً واحدًا، وهو: "هل سألتم عن هذا الشَّاب قبل القبول به؟"
قلت له: "والدي وإخواني سألوا عنه، وقالوا إنَّه رجل مستقيم ومن عائلة طيِّبة"، فقال: "لا أريد أن أكون حجر عثرة في طريق سعادتك، ولكن خطيبك شاذ جنسيًا، وسمعته سيئة جدًا في هذا الجانب، والكل يعلم ذلك، وأستغرب أنَّ أهلك لم يلاحظوا هذا، وأنا متأكِّد أنهم لم يسألوا عنه في عمله؛ لأنَّه مشهور لدى راغبي المتعة الحرام، ولا أحد يمشي معه؛ بسبب سوء أخلاقه".
*صدمة ومواجهة
وعن صدمتها في ذلك تقول: "شعرت بذلك الوقت أنَّ الدنيا تدور بي، وأن تفكيري أصيب بالشَّلل التام، ولكنني تذكَّرت طريقة كلامه عن المتعة الجنسيَّة منذ أن عرفته، وقررت أن أواجهه، فاتصلت به تلك الليلة، وأنا في أشدِّ ضيق وحزن، وبدأت أسأله عما قاله لي خالي، فرد عليّ بكل برود قائلاً: "هذه حريَّة شخصيَّة"، وقد صُعقت من هذا الرد، وقلت له: "يا ابن الناس كما دخلنا بالمعروف دعنا نخرج بالمعروف، وأدعو الله أن يصلح حالك ويستر عليك" .
فقال لي: "سوف أفكِّر وأرد عليكِ"، وبعد ما يقارب الشَّهر من الانقطاع التام عنه، عاود الاتصال بي قائلاً: "أنا أحبك... وأريد أن أتوب من هذا الطَّريق... ولا أريد أن أبتعد عنكِ".
كما أنني لم أخبر أهلي، وأردت أن يأتي الطَّلاق منه من دون أن أطلبه أنا، وأصبح حديث المجتمع.
وأنا والله في حيرة من أمري... هل أقبل توبته وأساعده أو أنني أرفضه وأرتاح؟".
*الرأي الاجتماعيّ والأسريّ في القصَّة
يُخبرنا المستشار الأسريّ والاجتماعيّ "عبد الرحمن القراش" ومستشار "سيدتي نت" عن رأيه ودوره بالقصَّة قائلاً: "من الصَّعب الخروج من هذه الممارسات الشاذَّة بسهولة؛ لأنَّها تحتاج لطب نفسيّ، وعلاج مستمر في المستشفى، حتى تزول آثارها، ولكن في حالة هذه الفتاة فالطَّلاق أفضل؛ لأنَّها لا تتحمَّل تبعات ذلك مستقبلاً كون سمعة الشَّاب سيئة، ويلحق أثرها أبناءه، غير أنَّ الشذوذ من الممارسات الناقلة للأمراض، ناهيك عن الأثر النفسيّ الذي يعقبها على الفرد والأسرة كاملة.
لذلك فالطَّلاق الهادئ هو الحل الأمثل، وبعد مضي شهر من المحاولات التي تدخَّلت فيها أنا شخصيًا، وتواصل خال الفتاة معه، وتوضيح حقيقته وسمعته الفاسدة، تم الطَّلاق وإعادة المهر من دون أن يعرف أحد السبب، وذلك حرصًا على سمعة الأطراف.
وهنا يجب لفت الانتباه إلى أنَّ من واجب الأهل عندما يتقدَّم أحد لنسبهم، أن يسألوا ويتقصُّوا بتجرُّد تام، حتى لو كان المتقدِّم من الأقارب ومن المعروفين، ويكون السُّؤال على النحو التالي:
1. الدِّين.
2. الأخلاق.
3. السُّلوك.
4. السُّمعة.
5. الاقتدار الماليّ.
6.الصحَّة.
مع إدراك أنَّ السُّلوك والسُّمعة هي التي تبقى، فكم من نسب رفيع بسبب سوء السُّلوك والسُّمعة كان هباءً منثورًا؛ لأنَّ الماضي السيئ يطارد صاحبه دومًا، فالنَّاس لا تنسى الفضائح بسهولة".
الشذوذ الجنسي نهايته طلاق!
- شباب وبنات
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 08 يوليو 2013