أثبتت دراسة طبية حديثة أن للزواج فوائد صحية هامة جدًا يجعل العزاب يعيدون التفكير في سياستهم الاجتماعية بعدم الزواج؛ تمسكًا بحريتهم أو هربًا من أعباء الزواج النفسية والمادية، حيث تبين أن المرضى عمومًا، ومرضى السرطان خصوصًا يعيشون فترة زمنية أكثر وأطول من مرضى السرطان العزاب الذين تخفض الوحدة وأوجاعها مناعتهم الجسدية، فيكونون أقل مناعة من المتزوجين من الناحيتين النفسية والجسدية.
دراسة في جامعة هارفارد تؤكد: مرضى السرطان المتزوجون يعيشون أطول من مرضى السرطان العزاب، وفقًا لدراسة طبية حديثة نشرت يوم السبت 7 يوليو- تموز الجاري في مجلة «clinical Oncology»، يمتلك مرضى السرطان خيارات مصيرية عديدة ترفع نسبة شفائهم أو عيشهم فترة زمنية أكثر وأطول، بفضل دعم شريكه العاطفي والنفسي الكبير والدائم له، ما يجعله أكثر قوة وقدرة على مقاومة مرضه، ورفضه الاستسلام له جسديًا أو نفسيًا، ونضال المريض القوي لمرضه يلعب دورًا كبيرًا في نجاته أحيانًا من الموت، وفي منحه سنوات أخرى من الحياة.
المتزوجون يميلون إلى القيام بفحص السرطان المبكر، لكن العزاب يتجاهلونه
يتحمس المتزوجون سواء كانوا رجالاً أو نساءً على القيام بالفحص المبكر الدوري بدعم وتشجيع شركاء حياتهم، وعندما يفعلون ذلك، ويشخص مرضهم بالسرطان مبكرًا يكون علاجهم أكثر فعالية، وفرص نجاتهم من الموت تكبر، وإن كان مرضهم في مرحلته الوسطى أو المتأخرة، فإن دعم شركاء حياتهم يقدمون لهم ما يحتاجونه من الدعم العاطفي والنفسي، فتولد لديهم قوة مقاومة المرض والموت، ويبحثون عن العلاج الأفضل، ويخضعون له بعزيمة صادقة، وشجاعة كبيرة، تمنحهم حياة أطول برفع قوتهم نسبة بقائهم على قيد الحياة أكثر من المرضى العزاب الذين يتجاهلون الفحص المبكر، وقد يستسلمون للمرض والخوف فيستسلم جسدهم للمرض مبكرًا.
وقالت الباحثة أيال إيزر العاملة في قسم أبحاث الأورام، ومقدمة الدراسة هذه في جامعة هارفارد لصحيفة «هارفارد»: تشير بياناتنا إلى أن للزواج إيجابيات صحية كبيرة على مرضى السرطان المتزوجين لتلقيهم الدعم النفسي والعاطفي من شركاء حياتهم، وتشجيعهم لهم على مقاومة المرض حتى النهاية.
الدعم العاطفي من قبل الزوج أو الزوجة لمريض السرطان يقود إلى تحسنه ويمده بالقدرة على المقاومة، ونشك بأن الدعم العاطفي والعائلي يقود مرضى السرطان إلى التحسن الصحي، وإلى حدوث تأثير إيجابي على حالته الطبية، حيث تزيد فرصته أكثر بالبقاء على قيد الحياة فترة أطول، مما يتوقع له الأطباء.
وحين يرافق شريك الحياة الزوج أو الزوجة مريض السرطان في زيارته العلاجية لطبيبه أو للمستشفى لتلقي العلاج يبدي تفهمًا واستجابة لتوصيات معالجيه، ويكمل كورسات علاجه كاملةً بدون انقطاع.
وقد أجرت الدراسة بحثها على «889.734» رجلاً وامرأة تم تشخيص إصاباتهم بالسرطان بين عامي 2004-2008 مع التركيز على أسباب الإصابة.
والجدير بالذكر أن مرض السرطان واحد من ضمن الأسباب الرئيسية العشرة للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً سرطان: الرئة، القولون، البنكرياس، البروستاتا، الكبد، القناة الصفراوية، سرطان الدم، الدماغ، الرحم، الثدي، الجهاز الهضمي.
كما اشتملت هذه الدراسة الحديثة على مستوى الدخل الشخصي والعائلي والعمر والجنس ومكان الإقامة، لمعرفة إن كان لها تأثير محدد في تحسن أو تأخر الحالة الصحية لمرضى السرطان.
بينما تظهر الدراسة أيضًا أن مرضى السرطان غير المتزوجين أكثر عرضة بنسبة 17% للإصابة بالسرطان وانتشاره في غير مكانه الأصلي، وأن نسبة 53% منهم أقل حظًا في تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، بينما المرضى المتزوجون أقل عرضة للإصابة بمرض السرطان، وأكثر حظًا بتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، فيعيشون فترة أطول من العزاب.
هذه الوسائل الأمثل لمساعدة مريض السرطان الأعزب
ودراستنا لا تهدف فقط إلى إبراز أهمية الزواج على الصعيد الصحي، بل تهدف أيضًا إلى التركيز على أهمية تقديم الدعم العاطفي والنفسي لمرضى السرطان العزاب، وإرسال رسالة إلى كل إنسان لديه قريب أو صديق أو جار أعزب وحيد مريض بالسرطان تحثه على زيارة هذا المريض، ومساندته عاطفيًا ونفسيًا خلال فترة العلاج، ومساعدته على التنقل ومرافقته إلى طبيبه أو المركز الصحي الذي يتلقى فيه جرعات علاجه الكيميائي، فإن هذا من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحته، ويرفع نسبة نجاح علاجه، وتزيد من فرص شفائه أو بقائه فترة أطول على قيد الحياة.
وقال أحد المشاركين بالدراسة وأستاذ في جامعة هارفارد بول نغوين: نحن كأخصائيين في علم الأورام علينا أن نكون مدركين قيمة الدعم الاجتماعي والنفسي المتاح أمام مرضانا، بل وعلينا أن نشجع مرضانا دائمًا على البحث عن كافة أنواع الدعم وقبوله من أصدقائهم وأفراد عائلتهم في أوقات علاجهم الصعبة التي ستمدهم بقوة تمكنهم من تحدي مرضهم، ومقاومته بشجاعة بأمل أن ينتصروا عليه.