الكثير منّا يعلم أطفاله ويُرسخ في أذهانهم، أنّ السكوت من ذهب، إلا أنّ هذه المقولة قد تكون خطرة في بعض الأحيان، ولأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فإنّ طبيعة الطفل تستلزم عليه حب الاستطلاع والاستكشاف، وكثرة الكلام وتكوين العلاقات، لذا فإنّ لجوء الطفل للصمت لفترات طويلة مؤشر ينبغي الالتفات إليه.
"سيدتي نت" استعانت بالمستشارة التربوية والأسرية الدكتورة ناديا نصير، لتخبرنا عن أسباب لجوء الأطفال إلى الصمت المغلق، فقالت: "قد يُفضل الأطفال الصمت في بعض الأحيان أثناء تواجدهم مع الأهل والأقارب، وفي بعض الأحيان مع الأصدقاء أيضاً، والأسباب المؤدية إلى هذا السلوك كثيرة، نذكر بعضٌ منها:
1- قد يكون السبب عائد للتربية في المنزل، فكثير من الآباء لا يجري حوار مع الأبناء، بالإضافة إلى إسكاتهم إذا أرادوا التعبير عن ما بداخلهم، أو الاشتراك في الحديث مع الكبار، مما يجعل الطفل يتعود على الصمت.
2- المدرسة إذا لم تعوض الطفل عن حرمانه من الحديث في المنزل، وتطلق له حرية الحوار داخل الفصل، وتشركه في المناقشة مع المعلمين والأصدقاء، واكتشاف المهارة اللغوية لديه، سوف يلتزم الصمت بل ويصبح شخص منطوي.
3- الأطفال الذين يتركهم الأهل طوال الوقت يستخدمون ويعيشون مع قنوات التواصل الاجتماعي وخصوصاً الألعاب التي تجذبهم، سوف يتعودون على العيش مع العالم الافتراضي أكثر من الواقعي، وهذا يفقدهم قدرة التعامل مع العالم الواقعي.
4- الحالات النفسية لدى الطفل، فإذا لم يُعبّر عن ما بداخله، ستتكون لديه حالة من الغضب، قد تتحول إلى العدوانية والصمت، فهو لم يسمح له بالتعبير عن سبب غضبه.
5- قد تكون بسبب الغيرة الشديدة من أحد الأصدقاء أو الإخوان إذا أظهرت العائلة اهتمام أكبر به، فيلجأ للصمت المطبق.
6- إهمال الطفل من حيث مظهره الخارجي في الملبس، ومشاهدة الآخرين من اقرأنه أنظف وأكثر ترتيباً منه.
7- المقارنة بين الطفل والآخرين، سواء إخوته أو أقاربه أو أصدقائه، مع عدم السماح له باختيار ملابسه.
8- الدلع الزائد للطفل، بحيث نسمح له باختيار الصمت، وترديد الجملة التالية أمامه "اتركوه على حريته"، هو لا يريد أنّ يتكلم، فتصبح هذه الجملة كتعزيز لصمته.
9- الصحة العامة للطفل، يجب على الأهل الاهتمام بصحة الطفل، فكثير من الأحيان يتألم ولا يتكلم حتى لا يذهب إلى الطبيب لخوفه من الإبر وطعم الدواء.
10-التأكد من عدم إصابة الطفل بالأنيميا لأنها أحد أسباب الانطواء والعزلة والصمت.