الحياة مليئة بقصص الحب والتضحية الحقيقية التي تضاهي قصص الخيال والروايات بدفئها وجمالها، فبينما يقدم أزواج على الخيانة أو الزواج من امرأة ثانية عندما تمرض الزوجة أو تتقدم في السن، يقدم أزواج آخرين على العطاء بأغلى ما يملكون، والتضحية بأعضاء غالية من أجسادهم من أجل شريكة حياتهم دون تردد أو تفكير حتى لدقيقة واحدة، وفعل ذلك زوج أمريكي محب بإهدائه زوجته كليته بعد مرور 30 سنة على زواجهما.
حب لا يعرف حدوداً
من قال إن الحب لا يعرف حدوداً له، ولا عمراً لبقائه، صحيح، وأثبت زوجان أمريكيان من سياتل صحة هذا القول فعلاً لا قولاً، وقصة حبهما وزواجهما حقيقية، ودامت 30 عاماً بنجاح دون أن يحصل أي خلاف بينهما طيلة هذه السنوات.
قبل 30 عاماً أصيبت ليلزلي كينيدي بمرض الكلى، وهو مرض وراثي في عائلتها، ونصحها الأطباء قبل 30 عاماً بإيجاد كلية وزرعها حرصاً على حياتها، لكنها عاشت حياتها بشكل طبيعي إلى حد ما، وتزوجت ستيف كينيدي، وأنجبت منه صبياً أصبح شاباً رائعاً، ووجوده معهما يشعرهما بقيمة الحياة وجمالها، حتى زاد المرض عليها لدرجة لا تطاق، وأصيبت بفشل كلى كامل، فحولها أطباؤها إلى عمليات غسيل كلى في عام 2017 الماضي، ريثما تعثر على متبرع تتطابق أنسجته مع أنسجتها ليتبرع لها بكلية مناسبة لها، يتقبلها جسدها، ويتعايش معه حتى إشعار آخر، إن أرادت البقاء على قيد الحياة.
تطابق الأنسجة
أول المستعدات للتبرع بكليتها لليزلي كيندي، كانت شقيقتها وصديقتها المقربتين لكن الفحوصات الطبية كشفت عدم تطابق أنسجتهما مع ليزلي.
فطلب الأطباء من ليزلي أن لا تيأس وتبحث عن متبرع مناسب من أفراد عائلتها.
الزوج يهدي زوجته ليزلي كليته لينقذ حياتها
وهنا قرر الزوج ستيف كينيدي المتزوج من ليزلي منذ 30 عاماً أن يعبر مجدداً عن حبه لها، وحرصه على سلامتها وحياتها بالتبرع لها بكليته، وكانت المفاجأة السارة، أن أنسجته متطابقة مع أنسجتها بصورة شبه كاملة، تجعله المتبرع المناسب لها من كل الجوانب دون أي شخص آخر.
وأجريت لستيف وزوجته ليزلي عملية إخراج الكلية من ستيف، وزرعها مباشرة لزوجته ليزلي يوم 19 يوليو- تموز بنجاح، وكلاهما تماثل للشفاء. وأكدا معاً أنهما بعد العملية الجراحية أصبحا أقرب عاطفياً إلى بعضهما البعض، وأقوى صحياً من أي وقت مضى من حياتهما.
اهتمام الآلاف في السوشيال ميديا
وقد شارك الزوج ستيف كينيدي أصدقاءه ومتابعيه في حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» تجربته القيمة هذه من باب حث الأزواج على مساندة بعضهم بعضاً في السراء والضراء، والصحة والمرض، فقال: أجرينا أنا وزوجتي ليزلي عملية زرع كليتي بداخلها بمستشفى «فيرجينيا ماسون» في سياتل بنجاح، واعتبرت زوجتي ليزلي، أن كليتي أجمل هدية تتلقاها مني في حياتها، ووصفتها بالهدية الرائعة الثمينة، وأنا أعتقد مثلها: إنها هدية رائعة. وأنا سعيد بأن كليتي تعمل جيداً وبكفاءة عالية بداخل ليزلي، وأراحتها من آلام غسيل الكلى الأسبوعية، ونحلم بعد تماثلنا للشفاء بالقيام بمغامرة أو رحلة رومانسية معاً قريباً جداً. ونشر ستيف مع كلماته صورة له يقبل زوجته بملابس العمليات قبل خضوعهما للعملية الجراحية المشتركة.
وحث ستيف الأزواج والزوجات على التبرع بأعضائهم وقت حاجة الشريك للآخر إلى أي منها، واعتبارها هدية حب ثمينة تقدم لمن نحب بسعادة وفخر كبيرين.
وأشار إلى أهمية تفهم قيمة التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الأشخاص في حياتنا، وينجح ذلك عند التخلي عن الأنانية الفردية الشخصية.
فريق حقيقي
وصرح الثنائي السعيد ستيف وليزلي لفوكس نيوز: كنا فريقاً ناجحاً من قبل، واليوم نحن بالفعل الآن فريق حقيقي، وكائن واحد.
وأضافت ليزلي: كنت في حالة بحث صعبة عن متبرع لكلية لي، لأنه ليس من السهل أن نطلب من شخص في حياتنا أن يتبرع لنا بكليته.
لكني كنت محظوظة بدخول شقيقتي وصديقتي وزوجي في مباراة حتى يفوز أحدهم بالتبرع بكليته لي.
وكانت فرحة العائلة كبيرة جداً عندما تطابقت أنسجة زوجي ستيف مع أنسجتي، وتبرع هو بكليته لي بكل حب وسعادة لن أنساهما طوال حياتي.
وقال زوجها ستيف: التبرع بكليتي لزوجتي ربما كان أفضل شيء قمت به في حياتي.
وقالت زوجته ليزلي مازحة وهي تصف شعورها الخاص بعد العملية الجراحية: أنا نائمة بجوار كلية زوجي لمدة 30 سنة، وهي تعرفني، لهذا آمل أن تبقى صالحة معي لفترة طويلة من الزمن.
يريدان تسلق جبال كليمنجارو
قصة ليزلي وستيف قصة واقعية عن الحب الحقيقي الذي يزيد عمقه بطول الزمن ولا يقصر أو ينتهي أو تجف المشاعر بجفاف الشباب في عروقهما.
وهما الآن بعد تماثلهما للشفاء يقومان بإصلاح منزلهما، وتزيينه بديكورات حديثة، ويفكران بأن الفرص ما زالت كثيرة أمامهما.
عن ذلك يقول ستيف مبتسماً: إن هدف قائمتي الكبير لنا، هو تسلق جبل كليمنجارو المرتفع في أفريقيا مع ابننا.
ويخطط ستيف وزوجته ليزلي كينيدي للاحتفال بذكرى زواجهما في شهر أكتوبر -تشرين أول القادم.