اللاعب الذي أثار ضجَّة مؤخرًا بعد عودته لنادي الهلال، عمر عبد الرحمن أحمد الراقي العمودي، الشهير بـ"عموري"، على وشك أن يتم عامه الـ27 في ٢٠ سبتمبر المقبل، فماذا حقق طيلة الـ٢٦ عامًا الماضية؟ وكيف كانت حياته؟
وُلِدَ عموري عام 1991 في العاصمة الرياض لوالدين يمنيين، ونشأ في بيئة متواضعة، وعُرِفَت عائلته بحب كرة القدم المتوارث، فوالده لاعب سابق وأشقاؤه من عشاق الكرة أيضًا، وقد بدأ إظهار حبهم للكرة عن طريق شغفهم في اللعب في الحارة مثل بقية الأطفال، وكانت انتقالتهم الكبيرة في المسيرة الكروية على يد الكشاف عبد الرحمن عيسى، حين رآهم في حارة الملز بالرياض، وقد عمل على تنسيق مشاركتهم في دورات تطوير ومن ثم بطولات لإعجابه بلعبهم، وبالفعل سهَّل لعمر خوض أول تجربة لعب حين كان عمره ٩ سنوات، وذلك بانضمامه إلى نادي الهلال السعودي عام ٢٠٠٠، واستمر باللعب إلى عام ٢٠٠٥، ومن ثمَّ انتقل وإخوته إلى نادي العين عن طريق عبد الرحمن أيضًا، حيث علم باحتياج نادي العين إلى لاعبين موهوبين وصغار في السن، وذلك من خلال صديقه الشيخ ناصر بن ثعلوب، عضو شرف نادي العين.
وباشر عمر اللعب من عام ٢٠٠٦ كمهاجم، بينما اُختيرَ أخوه محمد للعب في خط الوسط، وأخوهم خالد لعب كظهير أيسر، وقد منح النادي الجنسية الإماراتية لعمر وأسرته، ثم انتقلوا للعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدأت مسيرة عمر الاحترافية لدى نادي العين عام ٢٠٠٧، وكان أول ظهور له مع ناديه الجديد في بطولة كأس الاتصالات ضد الأهلي، في ٢٤ يناير ٢٠٠٩، وبعدها لعب مع العين ١٢٧ مباراة أحرز فيها ٣٣ هدفًا.
وعن بطولاته فهو حاصل على كأس الاتصالات لعام ٢٠٠٨ – ٢٠٠٩، وكأس الرئيس، ثم كأس السوبر عام ٢٠٠٩ و٢٠١٢، ومنحته بطولة العين الدولية تحت ١٧ سنة لقب أفضل لاعب لعام ٢٠٠٨ – ٢٠٠٩، وفي عام ٢٠١٠ حصل على كأس المنتخبات الأولمبية والميدالية الفضية لدورة الألعاب الآسيوية، بالإضافة للقب أفضل لاعب عربي صاعد، وعام ٢٠١٣ حصل على كأس الخليج، كما منحته صحيفة الاتحاد لقب أفضل لاعب صاعد بدوري المحترفين لعام ٢٠٠٩ و٢٠١١، ويعد أحد أفضل لاعبي كرة القدم الآسيوية والإماراتية، حيث تم تصنيفه من أفضل عشرة لاعبين في آسيا عام ٢٠١٢، من قِبَل "إسبن إف سي"، بالإضافة إلى منحه كأس الخليج العربي لأفضل لاعب عام ٢٠١٣، وتم إدراجه في قائمة الفيفا لأفضل 7 مواهب شابة في آسيا، كما احتل المركز الـ٣٩ في قائمة جول لأفضل ٥٠ لاعب كرة قدم في العالم لموسم ٢٠١٢ و٢٠١٣، وحصل على جائزة أفضل لاعب في آسيا لعام ٢٠١٦، وقد شارك مع المنتخب الأولمبي لأول مرة في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية 2010، ولعب في جميع المباريات، كما شارك في بطولة كأس آسيا للشباب 2010، وتعتبر أول مشاركة له في بطولة قاريّة.
وكانت أبرز إصابة له في الرباط الصليبي، والتي أدت إلى غيابه لمدة ٦ أشهر خلال مباراة ودية مع منتخب الشباب ضد فريق لوزان، والتي انتهت بفوز منتخب الإمارات، مما منعه من المشاركة في كأس العالم للشباب ٢٠٠٩.
كما تلقى اللاعب عروضًا من أندية بنفيكا البرتغالي، ومانشستر سيتي، ونيس الفرنسي، وإسبانيول، والهلال السعودي الذي وقَّع معه عقد انتقاله لمدة عام هذا الموسم، وقد أثنى على طريقة لعبه الكثيرون، فهو يعد من أفضل اللاعبين صناعةً للعب والتمريرات الدقيقة، و لهذا أُطلِقَ عليه لقب "ميسي العرب".
وعن جوانبه الاجتماعية، غرّد عمر أول تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل "تويتر" عام ٢٠١١، وزادت شعبيته حتى وصل حسابه إلى ٤٣٨ ألف متابع، وبهذا يتصدر عمر ترتيب اللاعبين الأكثر متابعة على "تويتر" في الإمارات، كما تم اختياره على أنه اللاعب المواطن الأكثر شعبية في ٢٠١٢، جرَّاء استفتاء أجراه موقع الإمارات اليوم، وفي مارس ٢٠١٣ صنَّفت أريبيان بزنس عمر في المرتبة الـ١٩٦ في قائمتها لأقوى ٥٠٠ شخصية عربية في العالم لعام ٢٠١٣.