قد تعتبر ظاهرة الهوس أو الاعجاب بالمشاهير عادية في صفوف المراهقين، خاصة في مراحل نمو الشخصية، لكن في كثير من الأحيان يصل الأمر إلى حد الهوس، حيث يحاول الشاب أو الفتاة أن يكونوا نسخة مشابهة لنجمهم المفضل سواء كان ذلك باللبس أو الأسلوب وغيره.
فمتى يصبح الإعجاب هوساً وإدماناً يشبه المرض، وماهي الأسباب التي تجعل حياة بعض المراهقين تتمحور حول هؤلاء المشاهير، وكيف يمكن التعامل مع ذلك؟
بيّن المستشار الأسري والتربوي أحمد النجار، بأن هوس التعلق بالمشاهير بات مرعباً وضاراً، فقديماً كان الشخص يمر بمرحلة لا بأس بها من الجهد حتى يصبح مشهوراً، بخلاف اليوم فالمشهور نام واستيقظ فوجد نفسه مشهوراً، فيبدأ بالحديث عن طبيعته المعتلة وأفعاله المزرية وهنا يصبح تأثيره مدمراً وسلبياً على المتعلقين به لأبعد حد.
مراحل الإعجاب
ويضيف "النجار": "وعادة ما يكون هؤلاء المشاهير ممثلين، مغنين، رياضيين، فيبدأ المعجب بتتبع أخبارهم ثم يتحول الإعجاب إلى رغبة في التقليد، فيخلق المراهق نقاط تشابه بينه وبين الشخصية المشهورة بدءاً من الشكل وصولاً إلى السلوك، وقد يصل إلى محاولة المحب خلق روابط تواصل بينه وبين المحبوب في سبيل إيجاد علاقة معه.
ماهي أهم أسبابه:
• الوازع الديني، فمن لم يردعه دينه من الصعب أن يردعه أي أمر أخر، لذلك لابد من تعزيز هذا الجانب عند الأبناء بشكل جاد ومتزن وبعيداً عن التطرف.
• التربية، وفيها تشترك الأسرة والمؤسسات الإعلامية والتعليمية، فكلما ارتفع مستوى التربية استطاع الفرد اختيار من يتابعه بمعايير واعية.
• أسباب نفسية متعددة منها:
• التعطش العاطفي:
وهو نتيجة لسببين أحدها الحرمان العاطفي، وهو أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء قائمة على أساس الواجب فقط، أو في حال فقد أحد الأبوين بالموت، أما السبب الأخر فهو الإشباع العاطفي ويتمثل في التدفق العاطفي من طرف الوالدين في فترة الطفولة ثم تراجع نسبة التدفق في فترة المراهقة، فهذا النقص من شأنه أن يخلق صدمة للأبناء تدفع بهم للبحث عن معوّض.
• العنف: ففي حال تعرض الشخص الى ممارسة عنيفة من الوالدين أو من أي طرف قريب أخر، فسوف يلجأ الى البحث عن مصدر أمان خارجي.
ماهي مكامن الخطر فيه:
يؤكد "النجار" بأن الهوس بالمشاهير يشكل خطراً كبيراً على شخصية المراهقين، فالإعجاب المبالغ فيه يؤدي إلى:
• فقدان التوازن النفسي والسلوكي.
• انتفاء الاستقلالية الشخصية لدى المعجب الذي يسعى إلى تقليد محبوبه في جميع تفاصيل حياته، وسوف يكسر كل الروابط التي تصله بعالمه القيمي والأخلاقي، ويتحول إلى نسخة مكررة ومقلّدة من نموذج مزيف.
ويضيف: "وأخيراً إذا كنا لا نستطيع التحكم بمعايير الشهرة واختيار المشاهير، فعلى الأقل نحاول أن نُهذب مشاعر أطفالنا ونزيد من وعيهم ونرفع من ذائقتهم في اختيار المشاهير الذين يتابعونهم، مع تعزيز القيم والتأكيد على ذلك".