عقب الإعلان أن محطة الفضاء الدولية كانت قد تعرضت لاصطدام نيزك جوال تسبب بإحداث ثقب صغير في المحطة وتمت معالجته، بعد أن لاحظ مراقبو البعثة الفضائية في مدينة "هيوستن" الأميركية والعاصمة الروسية "موسكو"، خلال الأسبوع الماضي، انخفاضاً في الضغط على المحطة، واكتشف رواد الفضاء وجود ثقب في حجرة انفصالية من مركبة فضائية محلية روسية، أعلنت وكالة الفضاء الروسية في خبر صادم للغاية مؤخراً، أن الثقب المُكتَشَف في محطة الفضاء الدولية لم يكن كما تم الإعلان عنه، وأنه كان قد "حُفِر بشكل متعمد".
وفي بادئ الأمر، كان يُعتقد أن المُتسبِّب في هذا التلف، إما حطام فضائي أو حجر نيزكي ضئيل، لكن الصور الحديثة أظهرت أن الثقب كان قد حُفِر عن عمد، الأمر الذي دفع وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" وشركة "آر أس سي إنيرجيا RSC Energia" المُصنِّعة للمركبة الفضائية، إلى فتح تحقيق لتحديد هوية الشخص الذي قام بهذا الأمر، وبحسب زعيم سياسي روسي، كان رائد فضاء سابق، فإن مَن حفر هذا الثقب قد يكون "رائد فضاء مشتاق للعودة إلى الوطن".
السبب الحقيقي لفعل هذا الأمر ..
وصرَّحَ "مكسيم سوراييف"، لوكالة الأنباء الرسمية الروسية "نوفوستي"، أنه لا يستبعد أن من قام بهذا التخريب على متن المركبة الفضائية، قد يكون شخصاً مختلاً من أفراد الطاقم، وأضاف: "كلنا أناسٌ أحياء، وقد ينتاب أياً منَّا توقٌ للعودة إلى الوطن، لكن هذه الطريقة غير مناسبة على الإطلاق"، وأوضح "سوراييف"، أنه يوجد على متن محطة الفضاء الدولية مثقاب يمكن استعماله لإحداث الثقب الصغير هذا.
وعلى الرغم من أن وكالة "روسكوسموس" كانت قد أعلنت أنها لا تتهم أحداً من الطاقم، إلا أنها قد أكدت عدم استبعادها أن يكون الثقب قد "حُفِر عن عمدٍ" في الفضاء، وأعلنت أيضاً أنها تُحقِّق في احتمالية أن يكون الثقب نتج عن خطأ في جسم المركبة وأُصلِحَ بالترقيع ولم يُكتَشَف إلا بعد تفكُّك السدادة.
من جهته، تساءل "ديمتري روغوزين" رئيس وكالة روسكوسموس: "أين حدثت هذه الأعمال، على الأرض، أو بالفعل حدثت في المدار الفضائي؟"، وقال: "استبعدنا بالفعل احتمالية الحجر النيزكي؛ لأن هناك آثاراً واضحة على جانب المركبة من الداخل، ومن السابق لأوانه التحدُّث عمَّا هو أكثر من ذلك"، وأضاف روغوزين: "ينبغي على آر أس سي إنيرجيا RSC Energia، أن تُحدِّد هوية من فعل ذلك سواء فعله عن طريق الخطأ أو عمداً، وأود أن أعرف اسم المتهم، وبالتأكيد سنعرفه".
يُشار إلى أنه عندما تم اكتشاف التسريب خلال الأسبوع الماضي، قام رائد فضاء من وكالة الفضاء الأوروبية يُدعى "ألكسندر غيرست" في البداية، بسد الثقب بإصبعه قبل أن يصنع الطاقم رقعة مصطنعة باستخدام سدادة مطاطة، مصنوعة من سدادات أكياس القمامة وشريط لاصق وشاش من حقيبة الأدوات الطبية ومانع تسرب هواء، وكان قد سُدَّ الثقب ورَسَت مركبة شحن فضائية روسية على متن محطة الفضاء الدولية وأوصت "موسكو" باستخدام الأوكسجين من خزاناتها لإعادة ضبط الضغط في المحطة.
ويوجد بالإضافة إلى رائد الفضاء "غيرست"، 5 رواد فضاء على متن المحطة هم: "ريكى أرنولد"، "درو فوستيل"، "سيرينا أونيون شانسيلور" من وكالة الفضاء الأميركية ناسا، و"أولغ أرتمييف"، و"سيرغي بروكوفييف" من وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، ولم تعلق ناسا حتى الآن على التحقيق.