تتطلب الطبيعة البشرية التعامل بين الجنسين بأشكال متعددة، منها ما هو مسموح به ومقبول دينياً ومجتمعياً، ومنها غير المقبول، أو المرحَّب به.
وفي هذا الإطار، تحدثنا إلى وعد حامد، الاختصاصية الاجتماعية، عن العلاقات العاطفية بين فئة الشباب، فقالت: العلاقات البشرية بين الجنسين تنقسم إلى قسمين، الأول العلاقة المقبولة، والثاني العلاقة غير المقبولة، ويُعرف عن فترة المراهقة أنها الفترة التي تكون فيها المشاعر متأججة، والعقل غير مدرك تماماً للتصرفات التي تصدر منه.
العلاقة المقبولة
العلاقة العادية بين الجنسين في مرحلة الشباب، تشمل القرابة، وزمالة الدراسة، وزمالة العمل، والجيرة، وفي هذه الحالات يجب على الشباب مراعاة هذا النوع من العلاقات، وعدم التعمق في التعامل مع بعضهم بعضاً، واقتصار الحديث بينهم على الدراسة، أو العمل، أو الصحة، أو الأهل، وعدم تجاوز ذلك، أو الدخول في نطاق المزاح، أو تضييع الوقت، أو الخوض في مواضيع جانبية أخرى.
العلاقة المرفوضة
أما العلاقات المرفوضة اجتماعياً ودينياً، فهي تلك التي تتعلق بالعواطف، مثل الحب الذي يتعلق فيه أحد الطرفين بالآخر لدرجة تجعله لا يرى غيره على وجه الأرض، وهذا النوع من العلاقات مرفوض تماماً، خاصةً في مرحلة المراهقة، لأن الشباب يكونون في أوج اندفاعهم، وتسيطر على تصرفاتهم الهرمونات، ما يجعلهم يحاولون الخروج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب دون تفكير منطقي أو عقلاني، بالاستناد إلى عواطفهم التي تحركهم يميناً ويساراً، وقد يقعون في المحظورات الممنوعة شرعاً وعرفاً دون وعي منهم، ما يؤدي إلى مصائب كبيرة، يصعب عليهم حلها فيما بعد.
دور الأهل
يحتاج الشاب والفتاة في مرحلة المراهقة إلى جرعات كبيرة من الاهتمام والحب والحنان، وعلى الأهل إشعار أبنائهم بأنهم يستوعبون أفكارهم، ويتقبَّلون مشاعرهم دون سخرية، أو استخفاف، والحرص على تخصيص وقت للجلوس معهم، والتحدث إليهم، ومعرفة تفاصيل يومهم، وإقناعهم بأنهم أصدقاء لهم، وليسوا مراقبين أو حكاماً.
كذلك على الأهل التقرب من الأبناء، وعدم تقديم النصائح لهم بشكل مباشر، وكأنهم مازالوا أطفالاً، فهذا الأمر يزيد من إصرار الشباب على الوقوع في الأخطاء، كما يُطلب من الأهل التحدث أمام الأبناء عن جمال العلاقات العاطفية المنتهية بالزواج، وربط ذلك بوقت معين، مثل تخرجهم في الجامعة، خاصةً البنات، وكذلك التحدث عن ضرورة إيجاد العمل، خاصة الشباب.